425
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ لكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَ لَتُسْئَلُنَّ» يَوْمَ الْقِيَامَةِ «عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * وَ لا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها» يَعْنِي بَعْدَ مَقَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِي عَلِيٍّ عليه السلام «وَ تَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ» يَعْنِي بِهِ عَلِيّاً عليه السلام «وَ لَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ»» .

هديّة:

ليس هذا العنوان في أكثر النسخ بين الحديث السابع والثامن من الباب الرابع والستّون، ونحن نقلناه كما في بعضها، فعلى هذا أبواب كتاب الحجّة أزيد ممّا ذكر بواحد، وأحاديثه كما في الكافي على ما نقلناه تسعة.
و(الإشارة) إذا تعدّى ب «على» فبمعنى الأمر بالشي‏ء، وإذا تعدّى ب «إلى» فبمعنى الإيماء، فلا مخلص إلّا بجعل. (والنص) عطفُ تفسيرٍ لها. والقول بحذف المتعلّق لقرينة بيّنة، كما ترى.
(فكان ممّا) جواب (لمّا) ولا يذكر الفاء في جواب «لمّا» إلّا مع كثرة التراخي، وهنا قريب منها.
(فأنزل اللَّه عزّ وجلّ) يعني آيات من سورة النحل، أوّلها قوله تعالى: «وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنقُضُوا»۱ الآية.
(يعني به) أي بالكفيل، بمعنى الرديف، أخذاً من الكفل. والرديف يركب الكفل، أي يعني بالكفيل ردافة قولهما (قول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله).
«أَنْكاثاً»: جمع نكث بالكسر، وهو أن ينقض أخلاق الأكسية لتغزل ثانية، وكانت امرأة حمقاء من قريش تغزل مع جواريها إلى انتصاف النهار، ثمّ تأمرهنّ أن ينقضن ما غزلن، ولا يزال كذلك دأبها، وكان اسمها «ريطة بنت عمرو» وكانت تسمّى «خرقاء مكّة» ضرب اللَّه بها مثلاً لِناقضي البيعة والعهد واليمين بعد الإحكام والتوكيد في إمرة

1.النحل (۱۶): ۹۱ - ۹۴.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
424

الباب الخامس والستّون‏ : بَابُ الْإِشَارَةِ وَ النَّصِّ عَلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام‏

وأحاديثه كما في الكافي تسعة:

الحديث الأوّل‏

0.روى في الكافي بإسناده عن بزرج، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْجَهْمِ الْهِلَالِيِ‏1 ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : «لَمَّا نَزَلَتْ وَلَايَةُ عَلِيٍّ عليه السلام ، وَ كَانَ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : سَلِّمُوا عَلى‏ عَلِيٍّ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَكَانَ مِمَّا أَكَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَا زَيْدُ ، قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لَهُمَا : قُومَا فَسَلِّمَا عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَا : أَ مِنَ اللَّهِ أَوْ مِنْ رَسُولِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : مِنَ اللَّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ .
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : «وَ لا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ» يَعْنِي بِهِ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لَهُمَا ، وَ قَوْلَهُمَا : أَ مِنَ اللَّهِ أَوْ مِنْ رَسُولِهِ؟ «وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ (أَئِمَّةٌ هِيَ أَزْكَى مِنْ أَئِمَّتِكُمْ)»».
قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَئِمَّةٌ ؟ قَالَ : «إِي وَ اللَّهِ أَئِمَّةٌ» قُلْتُ : فَإِنَّا نَقْرَأُ «أَرْبى‏» فَقَالَ : «مَا أَرْبى‏؟ - وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ فَطَرَحَهَا - «إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ» يَعْنِي بِعَلِيٍّ عليه السلام «وَ لَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن زيد بن الجهم الهلالي».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 120098
صفحه از 592
پرینت  ارسال به