صَغِيرٌ ، وَ مَعَهُ عَنَاقٌ مَكِّيَّةٌ وَ هُوَ يَقُولُ لَهَا : «اسْجُدِي لِرَبِّكَ» فَأَخَذَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، وَ ضَمَّهُ إِلَيْهِ ، وَ قَالَ : «بِأَبِي وَ أُمِّي مَنْ لَا يَلْهُو وَ لَا يَلْعَبُ» .
هديّة:
(عناق) كسحاب: الاُنثى من ولد المعز.
قال برهان الفضلاء: «بأبي واُمّي» هنا بتقدير «يفدى» على ما لم يسمّ فاعله جملة دعائيّة، أي لأجل أبي واُمّي، فكما لا حاجة إلى هذا لا بأس به.
الحديث السادس عشر
۰.روى في الكافي عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ عُمَرَ الرُّمَّانِيِّ ، عَنْ فَيْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، قَالَ : إِنِّي لَعِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام إِذْ أَقْبَلَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسى عليه السلام - وَ هُوَ غُلَامٌ - فَالْتَزَمْتُهُ وَ قَبَّلْتُهُ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :«أَنْتُمُ السَّفِينَةُ ، وَهذَا مَلَّاحُهَا» قَالَ : فَحَجَجْتُ مِنْ قَابِلٍ ، وَ مَعِي أَلْفَا دِينَارٍ ، فَبَعَثْتُ بِأَلْفٍ إِلى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، وَ أَلْفٍ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ : «يَا فَيْضُ ، عَدَلْتَهُ بِي ؟» قُلْتُ : إِنَّمَا فَعَلْتُ ذلِكَ لِقَوْلِكَ ، فَقَالَ : «أَمَا وَاللَّهِ مَا أَنَا فَعَلْتُ ذلِكَ ، بَلِ اللَّهُ تَعَالى فَعَلَهُ بِهِ» .
هديّة:
«الالتزام»: الاعتناق.
(عدلته بي) كضرب، و«عادلته» من المفاعلة بمعنى. وقيل: أو من التعديل، بمعنى التسوية.
(ذلك) أي كونه عديلي ومثلي، أو إمامته، أو كونه ملّاحاً؛ وصلّى اللَّه على محمّد وآله الطاهرين، الحمد للَّه ربّ العالمين.