171
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

شرح‏

السند صحيح.
قوله: (ربّما رأيت الرؤيا فاُعبّرها).
قيل: دلّ على أنّ الرؤيا ينبغي أن لا يعبّرها إلّا عالم،۱ فتأمّل.
(والرؤيا على ما تُعَبَّر) أي تقع مطابقة لما عبّرت به.

متن الحديث السابع والعشرين والخمسمائة

۰.عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَهْمٍ‏۲، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام يَقُولُ :
«الرُّؤْيَا عَلى‏ مَا تُعَبَّرُ».
فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا رَوى‏ أَنَّ رُؤْيَا الْمَلِكِ كَانَتْ أَضْغَاثَ أَحْلَامٍ .
فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : «إِنَّ امْرَأَةً رَأَتْ عَلى‏ عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله أَنَّ جِذْعَ بَيْتِهَا قَدِ۳ انْكَسَرَ ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقَصَّتْ عَلَيْهِ الرُّؤْيَا ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله : يَقْدَمُ زَوْجُكِ وَيَأْتِي وَهُوَ صَالِحٌ ، وَقَدْ كَانَ زَوْجُهَا غَائِباً ، فَقَدِمَ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله .
ثُمَّ غَابَ عَنْهَا۴ زَوْجُهَا غَيْبَةً أُخْرى‏ ، فَرَأَتْ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ جِذْعَ بَيْتِهَا قَدِ انْكَسَرَ ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله فَقَصَّتْ عَلَيْهِ الرُّؤْيَا ، فَقَالَ لَهَا : يَقْدَمُ زَوْجُكِ وَيَأْتِي صَالِحاً ، فَقَدِمَ عَلى‏ مَا قَالَ .
ثُمَّ غَابَ زَوْجُهَا ثَالِثَةً ، فَرَأَتْ فِي مَنَامِهَا أَنَّ جِذْعَ بَيْتِهَا قَدِ انْكَسَرَ ، فَلَقِيَتْ رَجُلًا أَعْسَرَ ، فَقَصَّتْ عَلَيْهِ الرُّؤْيَا ، فَقَالَ لَهَا الرَّجُلُ السَّوْءُ : يَمُوتُ زَوْجُكِ» قَالَ‏۵ : «فَبَلَغَ ذلِكَ‏۶ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقَالَ : أَلَّا كَانَ عَبَّرَ لَهَا خَيْراً» .

شرح‏

السند موثّق على الظاهر.
قوله: (أنّ رؤيا الملك كانت أضغاث أحلام) أي لم تكن لها حقيقة، ولا يصحّ تعبيرها

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۷۴.

2.في بعض نسخ الكافي: «الجهم».

3.في أكثر نسخ الكافي: - «قد».

4.في بعض نسخ الكافي: - «عنها».

5.في بعض نسخ الكافي: - «قال».

6.في بعض نسخ الكافي: - «ذلك».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
170

وقيل: يحتمل أن يُراد به أنّ المراد بما شجر بينهم ما شجر بينهم في أمر عليّ عليه السلام وخلافته عليه السلام.۱«ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ».
قال البيضاوي: «أي ضيّقاً ممّا حكمت به، أو من حكمك، أو شكا من أجله؛ فإنّ الشاكّ في ضيق من أمره».۲
وظاهر قوله عليه السلام: (على لسانك يا رسول اللَّه) أنّه كان قراءتهم عليهم السلام قضيت على صيغة التكلّم. ويحتمل كونه بياناً لحاصل المعنى؛ أي المراد بقضاء الرسول صلى اللَّه عليه وآله ما يقضي اللَّه على لسانه.
والضمير في قوله: (يعني به) للموصول.
وكلمة «من» في قوله: (من ولاية عليّ عليه السلام) للتبيين.
(«وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً»لعليّ عليه السلام) أي ينقادون له أو لك فيما أمرتهم من ولايته عليه السلام انقياداً بظاهرهم وباطنهم.
وقيل: يحتمل أن يُراد بالتسليم هنا الإخبات، وهو الخشوع والتواضع.۳ وورد في بعض الأخبار تفسيره بذلك،۴ وروى عليّ بن إبراهيم بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: «ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك يا عليّ فاستغفروا اللَّه واستغفر لهم الرسول لوجدوا اللَّه توّاباً رحيماً، هكذا نزلت». ثمّ قال: «فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ‏۵فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ»يعني فيما تعاهدوا وتعاقدوا عليه بينهم من خلافك وغصبك، «ثُمَّ لا يَجِدُوا فِى أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ» عليهم يا محمّد على لسانك من ولايته «وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً»لعليّ عليه السلام».۶

متن الحديث السادس والعشرين والخمسمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏ ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام يَقُولُ :
«رُبَّمَا رَأَيْتُ الرُّؤْيَا فَأُعَبِّرُهَا ، وَالرُّؤْيَا عَلى‏ مَا تُعَبَّرُ» .

1.تفسير القمّي، ج ۱، ص ۱۴۲.

2.تفسير البيضاوي، ج ۲، ص ۲۱۰.

3.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۴۹۰ مع اختلاف في اللفظ.

4.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۷۵.

5.الكافي، ج ۱، ص ۴۹۱، ح ۳.

6.في المصدر: + «يا علي».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 72013
صفحه از 568
پرینت  ارسال به