205
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

فَأَتَاهُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَهُوَ يُرِيدُ مَسْجِدَ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام ، فَقَالَ : مَا تُرِيدُ، حَيَّرَكَ اللَّهُ؟» .
قَالَ : ثُمَّ قَالَ : «أَرَأَيْتَ لَوْ رَجَعَ إِلَيْهِمْ مُوسى‏ فَقَالُوا۱ : لَوْ نَصَبْتَهُ لَنَا فَاتَّبَعْنَاهُ وَاقْتَصَصْنَا أَثَرَهُ ، أَ هُمْ كَانُوا أَصْوَبَ قَوْلًا ، أَوْ مَنْ قَالَ : «لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى‏»۲؟» .
قَالَ : قُلْتُ : لَا ، بَلْ مَنْ قَالَ : لَوْ۳ نَصَبْتَهُ لَنَا فَاتَّبَعْنَاهُ وَ اقْتَصَصْنَا أَثَرَهُ .
قَالَ : فَقَالَ : «مِنْ هاهُنَا أُتِيَ ابْنُ قِيَامَا وَمَنْ قَالَ بِقَوْلِهِ» .
قَالَ : ثُمَّ ذَكَرَ ابْنَ السَّرَّاجِ ، فَقَالَ : «إِنَّهُ قَدْ أَقَرَّ بِمَوْتِ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام ، وَذلِكَ أَنَّهُ أَوْصى‏ عِنْدَ مَوْتِهِ ، فَقَالَ : كُلُّ مَا خَلَّفْتُ مِنْ شَيْ‏ءٍ حَتّى‏ قَمِيصِي هذَا الَّذِي فِي عُنُقِي لِوَرَثَةِ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام ، وَلَمْ يَقُلْ : هُوَ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه السلام ، وَهذَا إِقْرَارٌ ، وَلكِنْ أَيُّ شَيْ‏ءٍ يَنْفَعُهُ مِنْ ذلِكَ ، وَمِمَّا قَالَ» ثُمَّ أَمْسَكَ .

شرح‏

السند ضعيف على الظاهر، وأمّا على نسخة سهل بن عبيد اللَّه فمجهول، والظاهر أنّه تصحيف، والصحيح: سهل عن عبيد اللَّه، كما في بعض النسخ.
قوله: (وغضارة من العيش).
الغضارة - بالفتح - : طيب العيش، والسِّعة والنعمة، والخصب.
وقوله: (طاهر وهرثمة)؛ هما من اُمراء المأمون، وفي غاية العداوة لأهل البيت عليهم السلام.
وقوله عليه السلام: (فمن أيسر منكم)؛ استفهام إنكاري.
وفي القاموس: «اليسر - بالضم - وبضمّتين - واليسار واليسارة واليسر مثلّثة السين: السهولة والغنى»۴ انتهى.
وأقول: الغنى كما يكون بالمال يكون بالكمال وصحّة العقائد والأعمال، بل الثاني هو اليسر والغنى في الحقيقة؛ إذ به يتحقّق غناء الأبد.
وقوله: (فتشكر۵اللَّه) بصيغة الخطاب.

1.في بعض نسخ الكافي: + «له».

2.طه (۲۰): ۹۱.

3.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي والوافي وشرح المازندراني. وفي كلتا الطبعتين: - «لو».

4.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۶۳ (سير) مع التلخيص.

5.في كلتا الطبعتين وجميع النسخ والمتن الذي ضبطه الشارح رحمة اللَّه عليه سابقاً: «فليشكر».


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
204

كفاية، وعلى وجوب تعليم الجاهل إن كان أهلاً له، وهداية الضالّ، وعلى جواز كتمان العلم من غير أهله.

متن الحديث الخامس والأربعين والخمسمائة

۰.سَهْلٌ‏۱، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام أَنَا وَحُسَيْنُ بْنُ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ ، فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّا كُنَّا فِي سَعَةٍ مِنَ الرِّزْقِ وَغَضَارَةٍ مِنَ الْعَيْشِ ، فَتَغَيَّرَتِ الْحَالُ بَعْضَ التَّغْيِيرِ۲، فَادْعُ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يَرُدَّ ذلِكَ إِلَيْنَا .
فَقَالَ :
«أَيَّ شَيْ‏ءٍ تُرِيدُونَ ، تَكُونُونَ مُلُوكاً؟ أَيَسُرُّكَ أَنْ تَكُونَ مِثْلَ طَاهِرٍ وَهَرْثَمَةَ ، وَإِنَّكَ عَلى‏ خِلَافِ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ؟». قُلْتُ : لَا وَ اللَّهِ ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِيَ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا ذَهَباً وَفِضَّةً وَإِنِّي عَلى‏ خِلَافِ مَا أَنَا عَلَيْهِ .
قَالَ : فَقَالَ : «فَمَنْ أَيْسَرَ مِنْكُمْ فَلْيَشْكُرِ اللَّهَ ، إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ : «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ»۳ وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى‏ : «اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِىَ الشَّكُورُ»۴وَأَحْسِنُوا الظَّنَّ بِاللَّهِ ؛ فَإِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام كَانَ يَقُولُ : مَنْ حَسُنَ ظَنُّهُ بِاللَّهِ ، كَانَ اللَّهُ عِنْدَ ظَنِّهِ بِهِ ، وَمَنْ رَضِيَ بِالْقَلِيلِ مِنَ الرِّزْقِ ، قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ الْيَسِيرَ مِنَ الْعَمَلِ ، وَمَنْ رَضِيَ بِالْيَسِيرِ مِنَ الْحَلَالِ ، خَفَّتْ مَؤُونَتُهُ ، وَتَنَعَّمَ‏۵ أَهْلُهُ ، وَبَصَّرَهُ اللَّهُ دَاءَ الدُّنْيَا وَدَوَاءَهَا ، وَأَخْرَجَهُ مِنْهَا سَالِماً إِلى‏ دَارِ السَّلَامِ» .
قَالَ : ثُمَّ قَالَ : «مَا فَعَلَ ابْنُ قِيَامَا؟».
قَالَ : قُلْتُ : وَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَلْقَانَا فَيُحْسِنُ اللِّقَاءَ .
فَقَالَ : «وَأَيُّ شَيْ‏ءٍ يَمْنَعُهُ مِنْ ذلِكَ؟» ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ «لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِى‏بَنَوْا رِيبَةً فِى قُلُوبِهِمْ إِلّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ».۶
قَالَ : ثُمَّ قَالَ : «تَدْرِي لِأَيِّ شَيْ‏ءٍ تَحَيَّرَ ابْنُ قِيَامَا؟» قَالَ : قُلْتُ : لَا ، قَالَ : «إِنَّهُ تَبِعَ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام ،

1.السند معلّق على سابقه، ويروي عن سهل، عدّة من أصحابنا.

2.في بعض نسخ الكافي: «التغيّر».

3.إبراهيم (۱۴): ۷.

4.الإسراء (۱۷): ۱۳.

5.في بعض نسخ الكافي: «ونعّم».

6.التوبة (۹): ۱۱۰.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 72007
صفحه از 568
پرینت  ارسال به