فَأَتَاهُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَهُوَ يُرِيدُ مَسْجِدَ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام ، فَقَالَ : مَا تُرِيدُ، حَيَّرَكَ اللَّهُ؟» .
قَالَ : ثُمَّ قَالَ : «أَرَأَيْتَ لَوْ رَجَعَ إِلَيْهِمْ مُوسى فَقَالُوا۱ : لَوْ نَصَبْتَهُ لَنَا فَاتَّبَعْنَاهُ وَاقْتَصَصْنَا أَثَرَهُ ، أَ هُمْ كَانُوا أَصْوَبَ قَوْلًا ، أَوْ مَنْ قَالَ : «لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى»۲؟» .
قَالَ : قُلْتُ : لَا ، بَلْ مَنْ قَالَ : لَوْ۳ نَصَبْتَهُ لَنَا فَاتَّبَعْنَاهُ وَ اقْتَصَصْنَا أَثَرَهُ .
قَالَ : فَقَالَ : «مِنْ هاهُنَا أُتِيَ ابْنُ قِيَامَا وَمَنْ قَالَ بِقَوْلِهِ» .
قَالَ : ثُمَّ ذَكَرَ ابْنَ السَّرَّاجِ ، فَقَالَ : «إِنَّهُ قَدْ أَقَرَّ بِمَوْتِ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام ، وَذلِكَ أَنَّهُ أَوْصى عِنْدَ مَوْتِهِ ، فَقَالَ : كُلُّ مَا خَلَّفْتُ مِنْ شَيْءٍ حَتّى قَمِيصِي هذَا الَّذِي فِي عُنُقِي لِوَرَثَةِ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام ، وَلَمْ يَقُلْ : هُوَ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه السلام ، وَهذَا إِقْرَارٌ ، وَلكِنْ أَيُّ شَيْءٍ يَنْفَعُهُ مِنْ ذلِكَ ، وَمِمَّا قَالَ» ثُمَّ أَمْسَكَ .
شرح
السند ضعيف على الظاهر، وأمّا على نسخة سهل بن عبيد اللَّه فمجهول، والظاهر أنّه تصحيف، والصحيح: سهل عن عبيد اللَّه، كما في بعض النسخ.
قوله: (وغضارة من العيش).
الغضارة - بالفتح - : طيب العيش، والسِّعة والنعمة، والخصب.
وقوله: (طاهر وهرثمة)؛ هما من اُمراء المأمون، وفي غاية العداوة لأهل البيت عليهم السلام.
وقوله عليه السلام: (فمن أيسر منكم)؛ استفهام إنكاري.
وفي القاموس: «اليسر - بالضم - وبضمّتين - واليسار واليسارة واليسر مثلّثة السين: السهولة والغنى»۴ انتهى.
وأقول: الغنى كما يكون بالمال يكون بالكمال وصحّة العقائد والأعمال، بل الثاني هو اليسر والغنى في الحقيقة؛ إذ به يتحقّق غناء الأبد.
وقوله: (فتشكر۵اللَّه) بصيغة الخطاب.
1.في بعض نسخ الكافي: + «له».
2.طه (۲۰): ۹۱.
3.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي والوافي وشرح المازندراني. وفي كلتا الطبعتين: - «لو».
4.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۶۳ (سير) مع التلخيص.
5.في كلتا الطبعتين وجميع النسخ والمتن الذي ضبطه الشارح رحمة اللَّه عليه سابقاً: «فليشكر».