«ألا» حرف بيّنة، و«زعمت» على صيغة المؤنّث المغائبة، والمستتر فيهما عائد إلى المحبوبة.
و«بالغيب» منصوب المحلّ على الحاليّة، أي حال كونها غائبة عنّي.
و«إذا» جواب وجزاء، تأويلها: إن كان الأمر كما زعمت، وهذا دليل على فساد زعمها؛ يعني الناصح زعمها لم يكن كريماً من حيث هو كريمها وحبيبها مكرماً عندي، ولكنّه عندي مكرّم فلم يصحّ زعمها.
والحاصل: إنّي إذا لم أكن محبّاً لمن يحبّها لم أكن محبّاً لها.
متن الحديث الحادي والستّين والخمسمائة
۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ الْقَاسِمِ شَرِيكِ الْمُفَضَّلِ - وَكَانَ رَجُلَ صِدْقٍ - قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، يَقُولُ :«خَلْقٌ۱ فِي الْمَسْجِدِ يَشْهَرُونَّا وَيَشْهَرُونَ أَنْفُسَهُمْ ، أُولئِكَ لَيْسُوا مِنَّا ، وَلَا نَحْنُ مِنْهُمْ ، أَنْطَلِقُ فَأُدَارِي۲ وَأَسْتُرُ ، فَيَهْتِكُونَ سِتْرِي، هَتَكَ اللَّهُ سُتُورَهُمْ۳ ، يَقُولُونَ : إِمَامٌ ، أَمَا وَاللَّهِ مَا أَنَا بِإِمَامٍ إِلَّا مَنْ۴ أَطَاعَنِي ، فَأَمَّا مَنْ عَصَانِي فَلَسْتُ لَهُ بِإِمَامٍ ، لِمَ يَتَعَلَّقُونَ بِاسْمِي؟ أَ لَا يَكُفُّونَ اسْمِي مِنْ أَفْوَاهِهِمْ؟ فَوَ اللَّهِ لَا يَجْمَعُنِي اللَّهُ وَإِيَّاهُمْ فِي دَارٍ» .
شرح
السند حسن.
قوله: (خلق في المسجد) مبتدأ.
وفي بعض النسخ: «حلق» بالحاء المهملة، وهو - بالتحريك وكبدَر - جمع حلقة.
وقوله: (يشهرونّا) صفته، والخبر قوله: (اُولئك)، أو هو الخبر، و«اُولئك» مع ما بعده جملة مستأنفة.
1.في بعض نسخ الكافي والطبعة القديمة: «حلق» بالحاء المهملة.
2.هكذا في النسخة وكثير من نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «فأواري».
3.في بعض نسخ الكافي: «سترهم».
4.هكذا في النسخة وبعض نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «لمن».