قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : «كَيْفَ تَقْرَأُ1«وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا»2؟» قَالَ : «لَوْ كَانُوا3 «خُلِّفُوا» لَكَانُوا4 فِي حَالِ طَاعَةٍ5 ، وَلكِنَّهُمْ خَالَفُوا : عُثْمَانُ وَصَاحِبَاهُ ، أَمَا وَاللَّهِ مَا سَمِعُوا صَوْتَ حَافِرٍ ، وَلَا قَعْقَعَةَ حَجَرٍ إِلَّا قَالُوا : أُتِينَا ، فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْخَوْفَ حَتّى أَصْبَحُوا» .
شرح
السند مجهول.
قوله: (كيف تقرأ).
«كيف» للسؤال، أو للإنكار.
«وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا».
قال اللَّه - عزّ وجلّ - في سورة التوبة: «لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِىِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ»۶.
قال بعض المفسّرين:
إنّ قوله تعالى: «وَعَلَى الثَّلَاثَةِ» عطف على قوله: «عَلَى النَّبِىِّ» أي تاب على الثلاثة، وهم كعب بن مالك، وهلال بن اُميّة، ومرارة بن الربيع.
وقوله: «خُلِّفُوا» أي تخلّفوا عن الغزو، أو خُلِّف أمرهم؛ فإنّهم المرجون لأمر اللَّه.
وقوله: «إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ» أي برحبها لإعراض الناس عنهم بالكلّيّة، وهو مثل لشدّة الحيرة.
وقوله: «وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ» أي قلوبهم من فرط الوحشة والغمّ بحيث لا يسعها اُنس وسرور، وقوله: «ظَنُّوا» أي علموا «أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ» أي من سخطه «إِلَّا إِلَيْهِ» أي إلى استغفاره «ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ»بالتوفيق للتوبة «لِيَتُوبُوا»، أو أنزل
1.في بعض نسخ الكافي: «تقرؤون».
2.التوبة (۹): ۱۱۸.
3.في الطبعة القديمة: «كان».
4.في بعض نسخ الكافي: «كانوا».
5.في بعض نسخ الكافي: «طاعته».
6.التوبة (۹): ۱۱۷ - ۱۱۹.