335
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

قال الفيروزآبادي: «أتى - كعنى - : أشرف عليه العدوّ. واُتي عليه الدهر: أهلكه».۱(فسلّط اللَّه - عزّ وجلّ - عليهم الخوف حتّى أصبحوا).
قد عرفت سبب خوفهم.
وقال بعض الشارحين بعد تفسير قوله عليه السلام: «ولكنّهم خلفوا» بالمخالفة في ادّعاء الخلافة كما عرفت آنفاً: أنّ تسليط الخوف عليهم في كلّ ليلة، خصوصاً في ليلة القدر؛ لأنّ كلّ خائن خائف، وقد مرّ في تفسير «إنّا أنزلناه» في كتاب [الحجّة] عن أبي عبد اللَّه عليه السلام في حديثٍ طويل قال: «إن كانا - أي الأوّلان - ليعرفان تلك الليلة، أي ليلة القدر بعد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله من شدّة ما تداخلهما من الرعب»۲ هذا كلامه،۳ فتأمّل.
ثمّ اعلم أنّه لا دلالة في الآية على قبول توبتهم؛ لما ذكرنا من الاحتمالات في تفسير قوله تعالى: «ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا».

متن الحديث الثامن والستّين والخمسمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : تَلَوْتُ«التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ»۴فَقَالَ :
«لَا ، اقْرَأِ «التَّائِبِينَ الْعَابِدِينَ» إِلى‏ آخِرِهَا ، فَسُئِلَ عَنِ الْعِلَّةِ فِي ذلِكَ ، فَقَالَ : اشْتَرى‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ التَّائِبِينَ الْعَابِدِينَ» .

شرح‏

السند ضعيف.
قوله: (تلوت) أي قرأت.
«التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ».
قال اللَّه - عزّ وجلّ - في سورة التوبة: «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ

1.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۲۹۷ (أتى) مع اختلاف في اللفظ.

2.في الكافي، ج ۲، ص ۲۴۹، ح ۵ عن أبي جعفر عليه السلام.

3.القائل هو المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۴۳.

4.التوبة (۹): ۱۱۲.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
334

القعود، كما يدلّ عليه التخليف. (لكانوا في حال طاعة)؛ إذ التخليف يشعر بأنّه صلى اللَّه عليه وآله خلّفهم، فكانوا في طاعته، فلا يتوجّه إليهم اللّوم والتوبيخ، وهذا يحتمل أن يكون تخطئة لأصل هذه القراءة، ويؤيّده قوله: (ولكنّهم خالفوا) أو لتفسيره بمعنى تخلّفوا؛ إذ لم ينقل من أهل اللّغة مجي‏ء التخليف بمعنى التخلّف، ويلزم منه تخطئة القراءة أيضاً كما لا يخفى.
وأشار إلى الثاني بقوله: (ولكنّهم خالفوا) أي الثلاثة المذكورين في الآية خالفوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله.
قيل: مخالفتهم في ادّعاء الولاية، وانتحال الخلافة.۱
وأنت خبير بعدم ملائمته بقوله: (واللَّه ما هو صوت حاف) إلى آخره، بل التحقيق ما ذكره بعض المحقّقين من أنّ هذا الخبر يدلّ على أنّ أبا بكر وصاحبيه كان وقع منهم أيضاً تخلّف عند خروج النبيّ صلى اللَّه عليه وآله إلى تبوك، فسلّط اللَّه عليهم الخوف في تلك الليلة حتّى ضاقت عليهم الأرض برحبها وسعتها، وضاقت عليهم أنفسهم؛ لكثرة خوفهم وحزنهم، حتّى أصبحوا ولحقوا بالنبيّ صلى اللَّه عليه وآله واعتذروا إليه.۲
وبالجملة: المراد بمخالفتهم هنا تخلّفهم عن تلك الغزوة.
ثمّ أشار عليه السلام إلى تفسير الثلاثة بقوله: (عثمان وصاحباه) أي هم هذه الثلاثة.
وقوله عليه السلام: (أما واللَّه ما سمعوا صوت حافر) إلى آخره، إشارة إلى تفسير قوله تعالى: «حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ»۳ الآية، وحاصله: أنّه حصل لهم بسبب تلك المخالفة خوفٌ عظيم ورعبٌ شديد.
وقوله: (ولا قعقعة حجر).
قال الفيروزآبادي: «القعقعة: حكاية صوت السلاح، وتحريك الشي‏ء اليابس الصّلب مع صوت وطرد الثور بقع وقع».۴(إلّا قالوا: اُتينا) على البناء للمفعول.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۴۳ مع اختلاف في اللفظ.

2.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۵۶۵.

3.التوبة (۹): ۱۱۸.

4.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۷۲ (قعع) مع التلخيص.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 92636
صفحه از 568
پرینت  ارسال به