429
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

شرح‏

السند ضعيف.
قوله: (أهل بيت رحمة)؛ لعلّ المراد بالرحمة المعنى المعروف، وهو الرقّة على خلق اللَّه، والتعطّف بهم، والهداية والإرشاد لمراشدهم، أو النبيّ صلى اللَّه عليه وآله؛ فإنّه رحمةٌ للعالمين. أو أهل بيت نزلت فيهم رحمة اللَّه ولطفه وإحسانه ووحيه وعصمته.
وقوله: (لا ندخل أحداً في ضلالة) إلى آخره.
قيل: هذا تثبيت للرحمة، وتحريك على الاقتداء بهم، ونفي الرذيلتين إشارة إلى أنّهم قائمون على الهداية دائماً من باب الكناية، وهي أبلغ من التصريح، وتعريض على الثلاثة وأضرابهم.۱
وقوله: (رجلاً منّا)؛ يعني به المهدي الهادي المنتظر الذي بوجوده قامت الأرض والسماوات ومن فيهما ومَن عليهما، جعلنا اللَّه من أنصاره وأعوانه وأوليائه، وأحضرنا تحت لوائه، ومتّعنا بلقائه، وصيّرنا في عِداد من انتقم به من أعدائه، بحرمة محمّد خير أنبيائه، وعليّ أشرف أوصيائه، وعترته الهادين المهديّين خيرة أصفيائه، صلوات اللَّه وسلامه عليهم أجمعين، والحمد للَّه ربّ العالمين.
قال الشارح الخاطئ الجاني «محمّد حسين بن قارياغدي» عفى اللَّه عنه وعن والديه، ولا يُحزنهم يوم تُبلى السرائر لديه: هذا آخر ما تيسّر لنا في شرح روضة الكافي، تأليف محمّد بن يعقوب بن إسحاق أبي‏۲ جعفر الكليني - نوّر اللَّه مرقده الشريف - وهو شيخ أصحابنا في وقته بالرّيّ ووجههم، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم؛ قد صنّف كتاب الكافي في عشرين سنة، مات رحمة اللَّه عليه في شهر شعبان سنة تسع وعشرين - وقيل: ثمان وعشرين وثلاثمائة - ودُفن بباب الكوفة في مقبرتها، جزاه اللَّه من الإسلام خيراً، آمين!
وقع الفراغ من تسويده في عصر يوم الأحد لأربع عشرة مضت من شهر محرّم الحرام من شهور سنة ثمان وتسعين بعد ألف من الهجرة النبويّة المصطفويّة، عليه ألف ألف من

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۷۸.

2.في النسخة: «أبو» و هو سهو.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
428

«وَأَثْلٍ وَشَيْ‏ءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ»۱.
قال البيضاوي: «هما معطوفان على الاُكل، لا على «خمط» فإنّ الأثل هو الطرفاء و لا ثمر له».۲
وقال الرازي: «قلّل السدر؛ لأنّه أكرم ما بدّلوا به».۳
والأثل والسدر معطوفان على «اُكل» لا على خمط؛ لأنّ الأثل لا أكل له، وكذا السّدر.
«ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا» أي بكفرانهم النعمة، أو بكفرهم بالرُّسل؛ إذ روى أنّه بعث إليهم ثلاثة عشر نبيّاً فكذّبوهم،۴ وتقديم المفعول للتعظيم لا للتخصيص.
«وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ»۵؛ أي هل نجازي بذلك الجزاء، أو مطلقاً إلّا البليغ في الكفران، أو في الكفر المنهمك فيهما؟!
قيل: إنّما يفهم من ظاهر هذا الخبر أنّ تخريب قراهم بسبب كفرهم أو كفرانهم، وصرّح بعض المفسّرين بأنّ بلادهم خرّبت أوّلاً بسبب كفرهم، ثمّ بعد ذلك خرّبت القرى المتوسّطة بينهم وبين الشام بسبب كفرهم وطلب البُعد.۶

متن الحديث السادس والتسعين والخمسمائة

۰.الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام، وَأَتَاهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّكُمْ أَهْلُ بَيْتِ رَحْمَةٍ اخْتَصَّكُمُ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالى‏ - بِهَا .
فَقَالَ لَهُ :
«كَذلِكَ نَحْنُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا نُدْخِلُ أَحَداً فِي ضَلَالَةٍ ، وَلَانُخْرِجُهُ مِنْ هُدًى ، إِنَّ الدُّنْيَا لَاتَذْهَبُ حَتّى‏ يَبْعَثَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - رَجُلًا مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ ، يَعْمَلُ بِكِتَابِ اللَّهِ ، لَايَرى‏ فِيكُمْ مُنْكَراً إِلَّا أَنْكَرَهُ» .

1.سبأ (۳۴): ۱۶.

2.تفسير البيضاوي، ج ۴، ص ۳۹۷.

3.لم نعثر عليه في تفسير الرازي، لكن نقله الزمخشري في الكشّاف، ج ۳، ص ۲۸۵ عن الحسن.

4.راجع: جامع البيان، ج ۲۲، ص ۹۶، ح ۲۱۹۸۵؛ الكشّاف، ج ۳، ص ۲۸۵.

5.سبأ (۳۴): ۱۷.

6.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۵۷۸.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 71994
صفحه از 568
پرینت  ارسال به