63
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ : «خَمْسُ عَلَامَاتٍ قَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ : الصَّيْحَةُ ، وَالسُّفْيَانِيُّ ، وَالْخَسْفُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ ، وَالْيَمَانِيُّ».
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنْ خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ قَبْلَ هذِهِ الْعَلَامَاتِ أَ نَخْرُجُ مَعَهُ؟
قَالَ : «لَا» .
فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ ، تَلَوْتُ هذِهِ الْآيَةَ «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ»1 فَقُلْتُ لَهُ : أَهِيَ الصَّيْحَةُ؟
فَقَالَ : «أَمَا لَوْ كَانَتْ ، خَضَعَتْ أَعْنَاقُ أَعْدَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».

شرح‏

السند حسن على الأصحّ.
قوله: (خمس علامات قبل قيام القائم عليه السلام).
يظهر من الأخبار أنّ العلامات في ذلك كثيرة، فلعلّ تخصيص هذه الخمس بالذِّكر للاهتمام، أو لأنّها العمدة من بين سائر العلامات، أو لغرض آخر.
(الصيحة) كأنّها النداء الذي يأتي في الخبر الآتي، وقد مرّ سابقاً أيضاً.
(والسفياني) أي خروجه.
(والخسفة) أي خسف جيش السفياني بالبيداء.
(وقتل النفس الزكيّة) كأنّه الحسني.
(فقلت له: أهي) أي الآية المذكورة في الآية.
(الصيحة؟ فقال: أما لو كانت) أي حين وجدت تلك الآيُة.
(خضعت أعناق أعداء اللَّه عزّ وجلّ).
الظاهر أنّه عليه السلام قرّره على أنّ المراد بها الصيحة، وبيّن أنّ الصيحة تصير سبباً لخضوع أعناق أعداء اللَّه دون أوليائه.

1.الشعراء: (۲۶): ۴.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
62

(وهو قول اللَّه عزّ وجلّ:«وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا») من الحقّ.
«كَفَرُوا بِهِ) حسداً وخوفاً على الرئاسة.
«فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ».
مقتضى الظاهر عليهم والإتيان بالمظهر للدلالة على أنّهم لعنوا لكفرهم، فيكون اللّام للعهد. ويجوز أن يكون للجنس ويدخلوا فيه دخولاً أوّليّاً؛ لأنّ الكلام فيهم.

متن الحديث الواحد والثمانين والأربعمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبيه ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى‏ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى‏ :«وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ»۱قَالَ :
«كَانَ قَوْمٌ فِيمَا بَيْنَ مُحَمَّدٍ وَعِيسى‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا ، وَكَانُوا يَتَوَعَّدُونَ أَهْلَ الْأَصْنَامِ بِالنَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، وَيَقُولُونَ : لَيَخْرُجَنَّ نَبِيٌّ، فَلَيُكَسِّرَنَّ أَصْنَامَكُمْ، وَلَيَفْعَلَنَّ بِكُمْ وَ لَيَفْعَلَنَّ ، فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله كَفَرُوا بِهِ».

شرح‏

السند حسن موثّق.
قوله: (كان قوم) إلى آخره.
قيل: كأنّهم المذكورون مع احتمال غيرهم؛ لكثرة أهل الاستفتاح قبل بعثته صلوات اللَّه عليه.
وقال الجوهري: «توعّد: تهدّد».۲

متن الحديث الثاني والثمانين والأربعمائة

0.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى‏ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ3 ، عَنْ

1.البقرة (۲): ۸۹.

2.الصحاح، ج ۲، ص ۵۵۲ (وعد) مع اختلاف يسير في اللفظ.

3.. في الطبعة القديمة وبعض نسخ الكافي: الخزّاز».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 71954
صفحه از 568
پرینت  ارسال به