وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا ، مِنْهُمْ مَنِ اغْتَرَفَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَشْرَبْ ، فَلَمَّا بَرَزُوا قَالَ الَّذِينَ اغْتَرَفُوا : «لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ» وَقَالَ الَّذِينَ لَمْ يَغْتَرِفُوا : «كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ»۱» .
شرح
السند صحيح على المشهور.
قوله: (عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللَّه - عزّ وجلّ -) في سورة البقرة: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِىٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً».
قال البيضاوي: «طالوت [علم] عبريّ [كداود]، وجعله فعلوتاً من الطول تعسّف يدفعه منع الصرف».۲«قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا» أي من أين يكون له ذلك ويستأهل؟!
«وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ» والواو الاُولى للحال، والثانية لعطف الجملة على الجملة الواقعة حالاً وليتطابقا في الحالية، أي والحال إنّا أحقّ منه بالملك وراثةً ومكنة وأنّه فقير لا مال له يعتضد به، وإنّما قالوا ذلك؛ لأنّ طالوت كان فقيراً راعياً أو سقّاءً أو دبّاغاً من أولاد بنيامين، ولم يكن فيه النبوّة ولا الملك، وإنّما كانت النبوّة في أولاد لاوي بن يعقوب، والملك في أولاد يهود.
(قال لم يكن من سبط النبوّة، ولا من سبط المملكة) ظاهر ممّا سبق.
قال الفيروزآبادي: «السِّبط - بالكسر - : ولد الولد، والقبيلة من اليهود».۳
وقال: «ملكه يملكه مُلكاً مثلّثة وملكة محرّكة ومملكة، ويضمّ اللّام أو يثلّث: احتواه