115
شرح دعاء أبي حمزة الثمالي

شرح دعاء أبي حمزة الثمالي
114

۰.أفَتُراكَ يا رَبِّ تُخلِفُ ظُنونَنا أو تُخَيِّبُ آمالَنا؟«145 »كَلّا يا كَريمُ ، لَيسَ هذا ظَنُّنا بِكَ ، ولا هذا فيكَ طَمَعُنا يا رَبِّ «146 »إنَّ لَنا فيكَ أمَلاً طَويلاً كَثيرا «147 » إنَّ لَنا فيكَ رَجاءً عَظيما «148 » عَصَيناكَ ونَحنُ نَرجو أن تَستُرَ عَلَينا«149 »ودَعَوناكَ ونَحنُ نَرجو أن تَستَجيبَ لَنا «150 »فَحَقِّق رَجاءَنا مَولانا فَقَد عَلِمنا ما نَستَوجِبُ بِأَعمالِنا «151 »، ولكِنَّ عِلمَكَ فينا وعِلمَنا بِأَنَّكَ لا تَصرِفُنا عَنكَ«152 »[حَثَّنا عَلَى الرَّغبَةِ إلَيكَ ] ۱ «153 » وإن كُنّا غَيرَ مُستَوجِبينَ لِرَحمَتِكَ

«أفتراك» الهمزة للاستفهام الإنكاري ، والكاف حرف خطاب أكّد به الضمير ، والمعنى : أخبرني كقولهم أرأيتك أرأيتكما أرأيتكم للاستخبار والتعجّب ، أي هل ترى نفسك تخلف ظنوننا ، قال سبحانه : «أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ » ، ۲ أي أخبرني عن الذي كرّمت تعجبّا وإنكارا لأمره بالسجود لآدم.
«يا ربّ تخلف ظنوننا» الظنّ : الاعتقاد ، قد يُستعمل الظنّ بمعنى الشكّ ، كقوله صلى الله عليه و آله : «إيّاكم والظنّ ؛ فإنّ الظنّ أكذب الحديث» ، ۳ والظنين : المتّهم ، وقد كثر استعمال الظنّ والظنّة بمعنى الشكّ والتهمة ، ويُستعمل أيضا بمعنى الاعتقاد ، كقوله تعالى : «وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها » ، ۴ وقوله سبحانه : «وَقالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنْهُمَا » ، ۵ وكقوله تعالى : «فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ » ، ۶ وقوله عزّ وجلّ : «إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ » . ۷
ولكن لا يبعد أن يكون المراد من الظنّ الاحتمال الراجح ذا التشكيك إلى قرب العلم واليقين ، وعبّر عن اعتقادهم بالظنّ في هذه الموارد إشعارا بضعف الاعتقاد لما يرى في الإنسان من العمل بخلافه ، فالظنّ هو الاحتمال الراجح حتّى يصل إلى حدّ العلم واليقين (راجع المفردات ؛ فإنّ له تحقيقا في ذلك) . ۸
«تُخلّف ظنوننا» أي تعمل خلاف ظنوننا ، كقوله تعالى : «فَلا تَحْسَبَنَّ اللّه َ مُخْلِفَ وَعْدِهِ » ، ۹ وقاله تعالى : «فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي » ، ۱۰ وقوله سبحانه : «أَخْلَفُوا اللّه َ ما وَعَدُوهُ » . ۱۱
«أو تخيّب آمالنا» خاب يخيب من باب ضرب ، أي لم يظفر بالطلب ، وخاب أي انقطع أمله يعني هل تخلف ظنوننا بكرمك وجودك وفضلك ورحمتك؟ أو هل تخيّب آمالنا في أن يشملنا كرمك وجودك وفضلك؟ «فليس هذا ظنّنا بك ، ولا هذا فيك طمعنا يا ربّ ، إنّ لنا فيك أملاً طويلاً».
تذكرة نافعة
هنا روايات تدلّ على أنّ الأمل من نعم اللّه تعالى على عباده نحو :
1 ـ «الأمل رحمة لأُمّتي ، ولولا الأمل ما رضعت والدة ولدها ، ولا غارس غرس شجرا» ، ۱۲ ولولا الأمل لبطلت الإرادات والحرامات نحو العمل المادّي والمعنوي ، «الأمل رفيق مؤنس» . ۱۳
2 ـ الروايات الكثيرة في ذمّ الأمل، وذكر مضارّه وثمراته الفاسدة نحو :
«إنّ الأمل يُذهب العقل ، ويُكذّب الوعد ، ويحثّ على الغفلة ، ويورث الحسرة» . ۱۴
«من أمّل إنسانا فقد هاب» . ۱۵
«اتّقوا خداع الآمال». ۱۶
«الأمل خادع غارّ ضارٌّ» . ۱۷
«الأمل سلطان الشياطين» . ۱۸
«إنّ الأمل يُسهي القلب ويُكِّذب الوعد ويُكثِر الغفلة ويورث الحسرة» . ۱۹
3 ـ ذمّ طول الأمل ، نحو :
«طول الأمل يصرف هممكم إلى الدنيا». ۲۰
«الآمال لا تنتهي» . ۲۱
«الزهادة قصر الأمل». ۲۲
«من أطال أمله ساء عمل» . ۲۳
«أربع خصال من الشقاء... بعد الأمل» . ۲۴
«ما أطال عبده الأمل إلّا أساء العمل» . ۲۵
«من أطال الأمل أساء العمل» . ۲۶
«لا تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك» . ۲۷
«يهرم ابن آدم وتشبّ منه اثنتان : الحرص والأمل» . ۲۸
4 ـ الآمال الباطلة ، نحو :
«من يرغب في الدنيا فطال فيها أمل أعمى اللّه قلبه» . ۲۹
«لا تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك» . ۳۰
«من زهد في الدنيا قصر أمل» . ۳۱
«من أظلم نور فكره بطول أمله ...» . ۳۲
«الأمل أبدا في تكذيب» . ۳۳
«اتّقوا خداع الآمال» . ۳۴
«اتّقوا باطل الأمل» . ۳۵
5 ـ ذمّ من أمّل غير اللّه تعالى :
«لأقطعنّ أمل كلّ مؤمّل غيري باليأس ، ولأكسونّه ثوب المذلّة في الناس ولأنحينّه من قربي ، ولأبعدنّه من فضلي ، ولأقطعنّه من وصلي» . ۳۶
هذا كلّه في الأُمور المادّية الدنيويّة ، فأصل الأمل مطلوب مرغوب فيه ، ولكن طول الأمل مذموم جدّا ، ومن المذموم الآمال من دون عمل ، «الأماني بضائع النَّوكَى» ، «العاقل يعتمد على عمله» ، والجاهل يعتمد على أمله ، له آثار مذمومة اُشير إليها في الأحاديث :
1 ـ خداع .
2 ـ غار .
3 ـ في تكذيب .
4 ـ يسهي القلب .
5 ـ يكذب الوعد .
6 ـ يكثر الغفلة .
7 ـ يورث الحسرة .
8 ـ يذهب العقل .
9 ـ يسيء العمل .
10 ـ يقسي القلب .
11 ـ يظلم نور الفكرة .
هذا في الآمال الصحيحة ، قصيره مطلوب وطويله مذموم ، وأمّا الآمال الباطلة فلا يخفي ما فيه ، والآمال القصيرة أيضا إذا كان عن غير اللّه تعالى فهو مذموم ، وإن كان عن اللّه تعالى فهو صحيح ومرغوب فيه.
كما أنّ الأمل إذا كان صحيحا فلا بدّ من الحركة إلى المأمول ، وتهيئة الأسباب المشروعة الّتي هي بعيد الآمال ، وإلّا كان كالمستهزئ ، قال علي عليه السلام : «العاقل يعتمد على عمله ، والجاهل يعتمد على أمله» . ۳۷
والأمل الطويل الكثير هو ما يأمل الإنسان من اللّه تعالى في الدنيا من إجابة دعائه في العاجل والآجل ، وفي الآخرة من الروح والريحان وجنّة الخلد ونعيمها ، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين مع الذين أنعم اللّه عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقا ، وفيها ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت.
«إنّ لنا فيك رجاءً عظيما» ففصّل عليه السلام وفسّر الرجاء العظيم بقوله عليه السلام : «عصيناك ونحن نرجو أن تستر علينا» في الدنيا والآخرة ، ولا تفضحنا بين الأولياء والأعداء من الملائكة والجنّ والإنس ، وإذ لم تقمنا مقام فضيحة في الدنيا ، ونحن أحوج إلى التستّر في الآخرة يوم تُبلى السرائر .
وقد ذكر ستر اللّه تعالى المعاصي والقبائح في الدعوات المروية عن أهل البيت عليهم السلام هذه الصحيفة : «تغمّدني بسترك» و«وتسترني بسترك» ، و«فلولا سترك لكنت من المفضوحين» ، و«إنّي أعتذر إليك... من عيب مؤمن ظهر لي فلم أستره» ، و«ألبسني زينة المتّقين في... ستر العائبة» ، و«تولّني في جيراني وموالي... وكتمان أسرارهم ، وستر عوراتهم» .
وقال الحسين عليه السلام : «يا من سترني من الآباء والأُمّهات أن يزجروني ، ومن العشائر أن يعيّروني ، ومن السلاطين أن يعاقبوني ، ولو اطّلعوا يا مولاي على ما اطّلعت عليه منّي إذا ما أنظروني ولرفضوني وقطعوني» . ۳۸
والرجاء تستدعي العمل ، قال سبحانه : «فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً »۳۹ و «لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّه ِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْكانَ يَرْجُوا اللّه َ وَالْيَوْمَ الآْخِرَ »۴۰ و «لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللّه َ وَالْيَوْمَ الآْخِرَ »۴۱ و «إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللّه ِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ »۴۲ و «يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّه َ وَارْجُوا الْيَوْمَ الآْخِرَ » . ۴۳
فكما أنّ الأمل من دون عمل حمق وقلّة عقل ويُسمّى أُمنيّته كذبا ، فكذا الرجاء من دون عمل. قال علي عليه السلام : «ولا تكن ممّن يرجو لنفسه أكثر من عمله» ، ۴۴ «ولا تكن ممّن يرجو الآخرة بغير عمل» ، ۴۵ «يدّعي بزعمه أنّه يرجو اللّه ، كذب والعظيم» . ۴۶ «أترجو أن يعطيك اللّه أجر المتواضعين» . ۴۷
فحينئذٍ لا بدّ لمن يرجو ستر اللّه ألّا يتظاهر بالمعاصي ولا يصرّ على العصيان ، بل يبادر إلى التوبة والاستغفار والإصلاح ، ويأمل من اللّه تعالى أن يجاهد في العمل بالصالحات.
«ودعوناك ونحن نرجو أن تستجيب لنا» فعلى ما ذُكر من رجاء استجابة اللّه دعاءه ، لا بدّ أن يصرّ في الدعاء ، ويهتمّ في اجتماع شرائطها ورفع موانعها .
«فحقّق رجاءنا» أي أثبت رجاءنا وافعل ما رجونا ، «يا مولانا» . أي يا من يلي أُمورنا ويدبّرها .
«فقد علمنا ما نستوجب بأعمالنا» أي نستحقّ ، مِن استوجب ؛ أي استحقّ ، من الخيبة والخسران والعذاب والطرد عن بابك . «لكن علمك فينا وعلمنا بأنّك لا تصرفنا عنك وإن كنّا غير مستوجبين لرحمتك» أي علمك بأعمالنا السيّئة وبضعفنا ومسكنتنا ورجائنا وأملنا وإيماننا بأنّك لا إله إلّا أنت ولا ربّ سواك ولا ملجأ ولا منجي منك إلّا إليك ، وعلمنا بأنّك لا تصرفنا عنك وإن كنّا غير مستحقّين لذلك.

1.ما بين المعقوفين أثبتناه من المصادر الأُخرى .

2.الإسراء : ۶۲ .

3.صحيح مسلم : ج ۸ ص ۱۰ ، سنن أبي داوود : ج ۲ ص ۴۶۰ ، مسند ابن حنبل : ج ۲ ص ۲۴۵ ، صحيح البخاري : ج ۲ ص ۱۸۸ ، سنن الترمذي : ج ۲ ص ۲۴۰.

4.يونس : ۲۴ .

5.يوسف : ۴۲ .

6.الأنبياء : ۸۷ .

7.الحاقة : ۲۰ .

8.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۱۷ .

9.إبراهيم : ۴۷ .

10.طه : ۸۶ .

11.التوبة : ۷۷ .

12.اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۴ ص ۱۷۳ ، نزهة الناظر : ص ۲۱ ، كنز العمّال : ج ۲ ص ۴۹۱ ح ۷۵۶۰ .

13.غرر الحكم : ح ۱۰۴۲ .

14.تحف العقول : ص ۱۵۲ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۴ ص ۳۹۲ .

15.الإرشاد : ج ۱ ص ۳۰۱ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۴ ص ۴۲۰ .

16.غرر الحكم : ح ۲۵۶۳ .

17.المصدر السابق : ج ۱ ص ۲۹۹ ح ۱۱۴۵ .

18.المصدر السابق : ج ۲ ص ۵۸ ح ۱۸۲۸ .

19.الغارات : ج ۲ ص ۶۳۴ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۴ ص ۲۹۳ .

20.بحار الأنوار : ج ۷۴ ص ۱۸۸ .

21.غرر الحكم : ح ۶۳۹ .

22.نهج البلاغة : الحكمة ۸۱ ، روضة الواعظين : ص ۴۳۴ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۷ ص ۳۲۰ .

23.الخصال : ص ۱۵ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۱۶۴ .

24.الخصال : ص ۲۴۳ ، تحف العقول : ص ۱۲ ، مكارم الأخلاق : ص ۴۳۷ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۱۶۴ .

25.الكافي : ج ۲ ص ۲۵۹ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۱۶۶ .

26.نهج البلاغة : قصار ۳۶ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۱۶۶ .

27.الكافي : ج ۲ ص ۲۲۹ ، عدّة الداعي : ص ۱۵۵ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۳۹۸ .

28.تحف العقول : ص ۵۶ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۴ ص ۱۶۰ .

29.اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۴ ص ۱۶۲ .

30.الكافي : ج ۲ ص ۳۲۹ ، تحف العقول : ص ۴۹۰ ، عدّة الداعي : ص ۱۵۵ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۳۹۸ .

31.مكارم الأخلاق : ص ۴۴۷ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۷۴ ص ۹۲ .

32.تحف العقول : ص ۲۸۶ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۱ ص ۱۳۷ .

33.غرر الحكم : ح ۲۰۱۷ .

34.المصدر السابق : ح ۲۵۶۳ .

35.المصدر السابق : ح ۲۵۷۲ .

36.الكافي : ج ۲ ص ۶۶ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۱۳۰ .

37.غرر الحكم : ح ۱۲۴۰ .

38.الإقبال : ج ۲ ص ۸۲ .

39.الكهف : ۱۱۰ .

40.الأحزاب : ۲۱ .

41.الممتحنة : ۶ .

42.فاطر : ۲۹ .

43.العنكبوت : ۳۶ .

44.عيون الحكم والمواعظ : ص ۵۵۱ ، شرح نهج البلاغة : ج ۱۸ ص ۳۵۹ .

45.تحف العقول : ص ۱۵۷ ، الأمالي للمفيد : ص ۲۳۰ ، الأمالي للطوسي : ص ۱۱۱ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۶ ص ۳۷ .

46.نهج البلاغة : الكتاب ۲۱ ، اُنظر : بحار الأنوار : ج ۳ ص ۴۹۰ .

47.نهج البلاغة : خطبة ۱۶۰ ، مكارم الأخلاق : ص ۸ ، واُنظر : بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۲۴۶ .

  • نام منبع :
    شرح دعاء أبي حمزة الثمالي
    سایر پدیدآورندگان :
    هوشمند، مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 353432
صفحه از 464
پرینت  ارسال به