وَهوَ مَعَ ذَلِكَ لا يَرى لِعَليِّ بنِ أَبي طالِبٍ عليه السلام حَقَّهُ، وَلا يَعرِفُ لَهُ مِنَ الإِسلامِ مَحَلَّهُ... . ۱
فإنّ الخاء والقاف متقاربتا المخرج مع اتّحاد الكلمتين في بقية الحروف، ممّا صار سبباً لوقوع الناقل في التصحيف.
ب ـ عجمة الراوي أو الناسخ
الذي يراجع التأريخ الإسلامي يجد أنّ بدء الإسلام وإن كان في الحجاز، لكنّه سرعان ما اتّسع فشمل البلاد الكثيرة والمناطق المختلفة، بعد مرور عقود قليلة. من جانب آخر فإنّ القوانين والأعراف السائدة على المجتمع آنذاك تختلف في بعض جهاتها عمّا هي عليه اليوم، فشريحة من المجتمع آنذاك تشكّلها طبقة العبيد والموالي، وهؤلاء يتمّ استرقاقهم بعد وقوعهم أسرى حرب، ولهذا فإنّ غالبهم لم يكونوا من العرب، بل كانوا من الفرس والترك والروم والحبشة وغيرهم.
فلمّا جاء الدين الإسلامي واجه مجتمعاً يسوده نظام جائر ، فحاول رفع الظلم عن هذه الطبقة من المجتمع والمسمّاة بالعبيد، فسنّ لهم حقوقاً وأحكاماً خاصّة، وفرض على مواليهم أحكاماً تحول دون ظلمهم؛ كعدم السماح لهم بقتل عبيدهم. كما سنّ بعض الأحكام التي تجتثّ جذور العبودية من المجتمع، فجعل العقوبة على بعض المحرّمات تحرير رقبة ۲ . فلمّا رأى العبيد احترام الإسلام للإنسانية وحقوق الإنسان ودفاعه عن المظلوم والضعيف ، مالت قلوبهم إليه، فدخل فيه عدد من الموالي الذين هم من غير العرب.
وبعد اتّساع رقعة البلاد الإسلامية إلى بلاد فارس وغيرها ودخول الفرس وغير العرب في الإسلام ، ازداد عدد الرواة غير العرب، فإذا أراد أحدهم رواية حديث