مِن شَرِّ هَذِهِ القَريَةِ وَشَرِّ أَهلِها وَشَرِّ ما فيها... . ۱
فإنّ كلمة «أظللن» من الظلّ، وأمّا «أضللن» فمن الضلال، وبينهما بون شاسع من ناحية المعنى، والصحيح منهما هو «أضللن» كما لا يخفى. وسبب هذا التصحيف هو عدم دقّة الناسخ في إملاء الكلمة.
ج ـ الانسباق والمرتكزات الذهنية
الذهن بطبيعة الحال يحمل جملة من المعلومات والمرتكزات، فإذا سمع أو شاهد شيئاً فإنّ الذهن سرعان ما يطبّق معلوماته ومرتكزاته على المسموع والمرئي، وبذلك يستخلص النتيجة. وهذه العملية الذهنية تتمّ بسرعة فائقة جدّاً ولا يشعر الإنسان بها.
وعندما يريد الشخص نقل المعلومات ـ بما فيها الحديث الشريف ـ إلى الآخرين ، فإنّ هذه المرتكزات قد تترك أثراً على ما ينقله دون إحساس منه، فمثلاً إذا استعمل المتكلّم تعبيراً معيّناً عدّة مرّات وفي عبارات متشابهة ثمّ أورد تلك العبارة ، فقد ينسبق الذهن ويتخيّل وجود التعبير المذكور أيضاً، مع أنّ المتكلّم لم يستعمله ۲ ، فهذا الانسباق ليس عفوياً ، وإنّما سببه تكرّر التعبير المذكور في العبارات المشابهة السابقة عليها. وقد يكون للانسباق الذهني مناشئ أُخرى أيضاً.
ومن نماذج هذا النوع من التصحيف ما يلي:
النموذج الأوّل:
۹۶.۱) في كتاب من لا يحضره الفقيه: وَخَطَبَ أَميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام يَومَ الفِطرِ فَقالَ: الحَمدُ للّهِ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ... الى أَن قال: إِنَّ الدُّنيا قَد