وأبِي الفَرَجِ الأَصفَهانِيِّ في مقاتل الطالبيين ۱ ، وَالبَلاذُرِيِّ ۲ ، وَالمُزَنِيِّ صاحِبِ كِتابِ لباب أخبار الخلفاء ، وَالعُمَرِيُّ النَّسّابَةُ حَقَّقَ ذلِكَ في كِتابِ المَجديّ؛ فَإِنَّهُ قالَ :
وزَعَمَ مَن لا بَصيرَةَ لَهُ ، أنَّ عَلِيّا الأَصغَرَ هُوَ المَقتولُ بِالطَّفِّ ، وهذا خَطَأٌ ووَهمٌ ۳ .
وإلى هذا ذَهَبَ صاحِبُ كِتابِ الزواجر والمواعظ ، وَابنُ قُتَيبَةَ فِي المعارف ۴
، وَابنُ جَريرٍ الطَّبَرِيُّ المُحَقِّقُ لِهذَا الشَّأنِ ، وَابنُ أبِي الأَزهَرِ في تاريخِهِ ، وأبو حَنيفَةَ الدّينوَرِيُّ فِي الأخبار الطوال ۵ ، وصاحِبُ كِتابِ الفاخر ـ مُصَنِّفٌ مِن أصحابِنا الإِمامِيَّةِ ـ ذَكَرَهُ شَيخُنا أبو جَعفَرٍ في فِهرِستِ المُصَنِّفينَ ، وأبو عَلِيِّ بنُ هَمّامٍ في كِتابِ الأنوار في تواريخ أهل البيت ومواليدهم ، وهُوَ مِن جُملَةِ أصحابِنَا المُصَنِّفينَ المُحَقِّقينَ .
فَهؤُلاءِ جَميعا أطبَقوا عَلى هذَا القَولِ ، وهُم أبصَرُ بِهذَا النَّوعِ . . . وأيُّ غَضاضَةٍ ۶ تَلحَقُنا ، وأيُّ نَقصٍ يَدخُلُ عَلى مَذهَبِنا ، إذا كانَ المَقتولُ عَلِيّا الأَكبَرَ؟ وكانَ عَلِيّا الأَصغَرَ الإِمامُ المَعصومُ بَعدَ أبيهِ الحُسَينِ عليهماالسلام؟ فَإِنَّهُ كانَ لِزَينِ العابِدينَ ـ يَومَ الطَّفِّ ـ ثَلاثٌ وعِشرونَ سَنَةً ، ومُحَمَّدٌ وَلَدُهُ الباقِرُ عليه السلام حَيٌّ ، لَهُ ثَلاثُ سِنينَ وأشهُرٌ .
ثُمَّ بَعدَ ذلِكَ كُلِّهِ ، فَسَيِّدُنا ومَولانا أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، كانَ أصغَرَ وُلدِ أبيهِ سِنّا ، ولَم يَنقُصهُ ذلِكَ . ۷
راجع : ج 4 ص 289 (القسم الثامن / الفصل الرابع : مقتل أولاده / عليّ بن الحسين عليه السلام ).
1.مقاتل الطالبيّين : ص ۱۹۱ .
2.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۱۱ .
3.المجدي : ص ۹۱ .
4.المعارف : ص ۲۱۴ .
5.الأخبار الطوال : ص ۲۵۶ و۲۵۹ وفيه «علي الأصغر ، وكان قد راهق» .
6.غضّ منه : نقص وقصّر به ، ووضع من قدره (تاج العروس : ج ۱۰ ص ۱۱۱ «غضض») .
7.السرائر : ج ۱ ص ۶۵۵ ـ ۶۵۷ .