قاتَلوهُ ، قامَ ۱ في أصحابِهِ خَطيبا ، فَحَمِدَ اللّهَ عز و جل وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : قَد نَزَلَ ما تَرَونَ مِنَ الأَمرِ ، وإنَّ الدُّنيا تَغَيَّرَت وتَنَكَّرَت وأدبَرَ مَعروفُها ، وَاستَمَرَّت حَتّى لَم يَبقَ مِنها إلّا كَصُبابَةِ الإِناءِ [و] ۲ إلّا خَسيسُ عَيشٍ كَالمَرعَى الوَبيلِ ۳ ، ألا تَرَونَ الحَقَّ لا يُعمَلُ بِهِ وَالباطِلَ لا يُتَناهى عَنهُ ، لِيَرغَبِ المُؤمِنُ في لِقاءِ اللّهِ ، وإنّي لا أرَى المَوتَ إلّا سَعادَةً ، وَالحَياةَ مَعَ الظّالِمينَ إلّا بَرَما ۴ . ۵
۴۴۷.الملهوف عن الإمام الحسين عليه السلامـ في يَومِ عاشوراءَـ : ألا وإنَّ الدَّعِيَّ ابنَ الدَّعِيِّ قَد رَكَزَ بَينَ اثنَتَينِ : بَينَ السَّلَّةِ ۶ وَالذِّلَّةِ ، وهَيهاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ ، يَأبَى اللّهُ لَنا ذلِكَ ورَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ ، وحُجورٌ طابَت وحُجورٌ طَهُرَت ، واُنوفٌ حَمِيَّةٌ ونُفوسٌ أبِيَّةٌ ، مِن أن تُؤثَرَ طاعَةُ اللِّئامِ عَلى مَصارِعِ الكِرامِ . ۷
۴۴۸.تاريخ الطبريـ في يَومِ عاشوراءَـ : فَقالَ لَهُ [لِلإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام ]قَيسُ بنُ الأَشعَثِ:
1.في المصدر : «وقام» ، والصواب ما أثبتناه كما في تاريخ دمشق .
2.ما بين المعقوفين أثبتناه من المصادر الاُخرى .
3.الوَبيلُ : الوخيم (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۳۹ «وبل») .
4.بَرِمَ به يبرَمُ بَرَما : إذا سئمه وملّه (النهاية : ج ۱ ص ۱۲۱ «برم») .
5.المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۱۴ ح ۲۸۴۲ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۷ ؛ الملهوف : ص ۱۳۸ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۹۲ ح ۴ وراجع : هذه الموسوعة : ج ۳ ص ۳۷۴ (القسم السابع / الفصل السابع : خطبة الإمام عليه السلام في ذي حسم) .
6.السَّلّة ـ ويُكسر ـ : أي استلال السيوف (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۳۹۶ «سلل») .
7.الملهوف : ص ۱۵۶ ، تحف العقول : ص ۲۴۱ وفيه «بين الملّة والذلّة وهيهات منّا الدنيئة» بدل «بين السلّة والذلّة وهيهات منّا الذلَّة» ، مثير الأحزان : ص ۵۵ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۹۹ ح ۱۶۷ عن مصعب بن عبداللّه عنه عليه السلام نحوه وفيه «وجدود» بدل «وحجور»، بحار الأنوار : ج۴۵ ص۸۳ ح۱۰؛ مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۷ نحوه وفيه «هيهات منّا أخذ الدنيّة» بدل «هيهات منّا الذلّة» ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۳ ص ۲۴۹ عن الإمام زين العابدين عنه عليهماالسلام نحوه وليس فيه ذيله من «من أن تؤثر» وراجع : هذه الموسوعة : ج ۴ ص ۱۰۶ (القسم الثامن / الفصل الثاني / احتجاجات الإمام عليه السلام على جيش الكوفة) .