والشيخ منتجب الدين الرازي صاحب كتاب الفهرست المعروف ، وكذلك ابنه الفاضل ، رضيّ الدين حسن ، صاحب مكارم الأخلاق .
كان الطبرسي مفسّراً ، متكلّماً ، أديباً ، شاعراً ومؤرّخاً ، وكان قد أتقن تعلّم كلّ ذلك لدى أساتذة كبار ؛ مثل : المفيد الثاني (ابن الشيخ الطوسي) ، وعبدالجبّار المقري (تلميذ الشيخ الطوسي) ، والشيخ جعفر الدوريستي .
ألّف الطبرسي كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى بالاستناد إلى معلوماته الكلاميّة ومطالعاته التاريخيّة لبيان حياة أهل البيت عليهم السلام ، وذكر حياة الإمام الحسين عليه السلام بتفصيل أكثر ، وعمد إلى استعراض نهضة عاشوراء أيضا .
ورغم أنّه لا يذكر سنده إلّا قليلاً ، إلّا أنّه أخذ أخباره ورواياته من كتب الشيعة المعروفة ؛ مثل : الكافي ، وكمال الدين ، والإرشاد ، وكتب أهل السنّة ؛ مثل : صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، والمغازي للواقدي ، وعيون الأخبار لابن قتيبة ، ودلائل النبوّة للبيهقي .
وهو يستند في القسم المتعلّق بالإمام الحسين عليه السلام إلى الإرشاد للشيخ المفيد في الغالب ، ويذكر رواياته باختصار بعد أن يجري تعديلات يسيرة عليها . وصار كتاب الطبرسي من بعده من المصادر الرئيسة والمهمّة لسيرة أهل البيت عليهم السلام ، وحظي الكتاب بإقبال العلماء ؛ بسبب نظمه الجميل والمنطقيّ ، واُسلوبه السهل والعذب ، مع تحاشيه عن نقل الروايات غير الصحيحة . وقد استنسخ هذا الكتاب مراراً ، كما تمّ طبعه عدّة مرّات .
22 . مقتل الحسين عليه السلام
لأبي المؤيّد الموفّق بن أحمد بن أبي سعيد الخوارزمي المكّي (ت 568 هـ . ق) المعروف بأخطب خوارزم . من العلماء الحنفيّين والمعتزلة ، وكان خليفة الزمخشري في المناصب الشرعية لخوارزم .
كان الخوارزمي خطيباً بليغاً ، ومحدّثا شهيراً ، وفقيهاً خبيراً ، وكان له باع في العلوم