وهكذا فقد أسهمت اُسرة سيّد الشهداء الطاهرة الكريمة في تكوين شخصيته العظيمة والأبيّة للضيم .
ولم يكن الإمام الحسين عليه السلام من سلالة الأنبياء العظام والقادة الكرام فحسب ، بل إنّ سلالة الأئمّة من بعده تنحدر إليه أيضا ، وخاصّة بقية اللّه الأعظم الإمام المهدي عليه السلام الذي يدور العالم اليوم حول محور وجوده ، ولا شكّ في أنّه سوف يملأ الأرض قسطا وعدلاً . اللّهمّ عجّل فرجه وسهّل مخرجه، واجعلنا من خير أعوانه وأنصاره .
1 / 2
عامُ الوِلادَةِ
اختلفت المصادر الحديثيّة والتاريخيّة في تحديد العام الذي ولد فيه الإمام الحسين عليه السلام ؛ هل هو السنة الثالثة للهجرة، أم الرابعة، أم السادسة، أم السابعة؟ وتبعا لذلك فقد وقع الاختلاف ـ أيضا ـ في مدّة عمره وسنيّ حياته.
إلّا أنّ عام ولادته عليه السلام ـ طبقا لأكثر المصادر وأشهر الروايات ـ إنّما هو السنة الرابعة من الهجرة ، فيكون عمره الشريف سبعة وخمسين عاما .
۱.مصباح المتهجّد عن الحسين بن زيد عن جعفر بن محمّد [الصادق] عليه السلام :وُلِدَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام لِخَمسِ لَيالٍ خَلَونَ مِن شَعبانَ ، سَنَةَ أربَعٍ مِنَ الهِجرَةِ . ۱
۲.صحيح ابن حبّان عن أبي حاتم :كانَ الحُسَينُ عليه السلام حَيثُ قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ابنَ سَبعِ سِنينَ إلّا شَهرا ۲ ، وذلِكَ أَنَّهُ وُلِدَ لِلَيالٍ خَلَونَ مِن شَعبانَ سَنَةَ أربَعٍ . ۳
1.مصباح المتهجّد : ص ۸۵۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۰۱ ح ۳۸ .
2.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصواب : «أشهرا» .
3.صحيح ابن حبّان : ج ۳ ص ۱۹۰ ، المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۱۷ الرقم ۲۸۵۲ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۳۹۸ ، اُسد الغابة : ج ۲ ص ۲۵ ، الأنساب : ج ۳ ص ۴۷۶ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۵۲ كلّها عن الزبير بن بكّار و ص ۱۲۲ عن أبي عبد اللّه بن مندة ، تاريخ بغداد : ج ۱ ص ۱۴۱ عن أبي بكر بن البرقي ، الاستيعاب : ج ۱ ص ۴۴۲ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۸۴ كلّها نحوه .