127
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1

وهكذا فقد أسهمت اُسرة سيّد الشهداء الطاهرة الكريمة في تكوين شخصيته العظيمة والأبيّة للضيم .
ولم يكن الإمام الحسين عليه السلام من سلالة الأنبياء العظام والقادة الكرام فحسب ، بل إنّ سلالة الأئمّة من بعده تنحدر إليه أيضا ، وخاصّة بقية اللّه الأعظم الإمام المهدي عليه السلام الذي يدور العالم اليوم حول محور وجوده ، ولا شكّ في أنّه سوف يملأ الأرض قسطا وعدلاً . اللّهمّ عجّل فرجه وسهّل مخرجه، واجعلنا من خير أعوانه وأنصاره .

1 / 2

عامُ الوِلادَةِ

اختلفت المصادر الحديثيّة والتاريخيّة في تحديد العام الذي ولد فيه الإمام الحسين عليه السلام ؛ هل هو السنة الثالثة للهجرة، أم الرابعة، أم السادسة، أم السابعة؟ وتبعا لذلك فقد وقع الاختلاف ـ أيضا ـ في مدّة عمره وسنيّ حياته.
إلّا أنّ عام ولادته عليه السلام ـ طبقا لأكثر المصادر وأشهر الروايات ـ إنّما هو السنة الرابعة من الهجرة ، فيكون عمره الشريف سبعة وخمسين عاما .

۱.مصباح المتهجّد عن الحسين بن زيد عن جعفر بن محمّد [الصادق] عليه السلام :وُلِدَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام لِخَمسِ لَيالٍ خَلَونَ مِن شَعبانَ ، سَنَةَ أربَعٍ مِنَ الهِجرَةِ . ۱

۲.صحيح ابن حبّان عن أبي حاتم :كانَ الحُسَينُ عليه السلام حَيثُ قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ابنَ سَبعِ سِنينَ إلّا شَهرا ۲ ، وذلِكَ أَنَّهُ وُلِدَ لِلَيالٍ خَلَونَ مِن شَعبانَ سَنَةَ أربَعٍ . ۳

1.مصباح المتهجّد : ص ۸۵۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۰۱ ح ۳۸ .

2.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصواب : «أشهرا» .

3.صحيح ابن حبّان : ج ۳ ص ۱۹۰ ، المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۱۷ الرقم ۲۸۵۲ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۳۹۸ ، اُسد الغابة : ج ۲ ص ۲۵ ، الأنساب : ج ۳ ص ۴۷۶ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۵۲ كلّها عن الزبير بن بكّار و ص ۱۲۲ عن أبي عبد اللّه بن مندة ، تاريخ بغداد : ج ۱ ص ۱۴۱ عن أبي بكر بن البرقي ، الاستيعاب : ج ۱ ص ۴۴۲ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۸۴ كلّها نحوه .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
126

وَ الْمَرْجَانُ» 1 : الحَسَنُ والحُسَينُ عليهماالسلام . 2
وكما نقرأ في زيارة سيّد الشهداء التي رويت عن الإمام الصادق عليه السلام :
أشهَدُ أنَّكَ كُنتَ نورا فِي الأَصلابِ الشّامِخَةِ ، وَالأَرحامِ المُطَهَّرَةِ ، لَم تُنَجِّسكَ الجاهِلِيَّةُ بِأَنجاسِها ، ولَم تُلبِسكَ مِن مُدلَهِمّاتِ ثِيابِها . 3
وعلى العكس من ذلك الأشرار وأصحاب الخصال الذميمة ، فإنّهم يتربّون عادة في الأحضان السقيمة والملوّثة ، وتمتدّ جذورهم في الاُصول غير الصالحة والاُسر الخبيثة .
وتفيد روايات المصادر المعتبرة بأنّ الإمام الحسين عليه السلام تحدّث في يوم عاشوراء خلال خطبة ملحمية حول تأثير اُسرة ابن زياد الملوّثة في تخيير الإمام بين القتل وقبول ذلّة مبايعة يزيد ، ودور طهارة اُسرته عليه السلام في امتناعه عن قبول الذلّة :
ألا وإنَّ الدَّعِيَّ ابنَ الدَّعِيِّ قَد رَكَزَ بَينَ اثنَتَينِ ، بَينَ السَّلَّةِ وَالذِّلَّةِ ، وهَيهاتَ مِنّا الذِّلَّةُ ، يَأبَى اللّهُ لَنا ذلِكَ ورَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ ، وحُجورٌ طابَت ، وحُجورٌ طَهُرَت ، واُنوفٌ حَمِيَّةٌ ونُفوسٌ أبِيَّةٌ ، مِن أن تُؤثَرَ طاعَةُ اللِّئامِ عَلى مَصارِعِ الكِرامِ . 4

1.الرحمن : ۲۲ .

2.الخصال : ص ۶۵ ح ۹۶ ، تفسير القمّي : ج ۲ ص ۳۴۴ ، تفسير فرات : ص ۴۶۰ ح ۶۰۰ عن علي بن عتاب والحسين بن سعيد وجعفر بن محمّد الفزاري معنعنا ، روضة الواعظين : ص ۱۶۵ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۳ ص ۳۱۸ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۲ ص ۶۳۶ ح ۱۲ عن أبي سعيد الخدري من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام نحوه ، بحارالأنوار : ج ۲۴ ص ۹۸ ح ۵ وراجع : مجمع البيان : ج ۹ ص ۳۰۵ وتأويل الآيات الظاهرة : ج ۲ ص ۶۳۵ - ۶۳۷ وتفسير فرات : ص ۴۵۹ ح ۵۹۹ وكشف الغمّة : ج ۱ ص ۳۲۳ والعمدة : ص ۳۹۹ ح ۸۱۰ وشواهد التنزيل : ج ۲ ص ۲۸۵ ح ۹۱۹ والدرّ المنثور : ج ۷ ص ۶۹۷ .

3.مصباح المتهجّد : ص ۷۱۷ ، المزار للشهيد الأوّل : ص ۱۱۷ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۹۷ ح ۳۲ .

4.راجع : ج ۴ ص ۱۱۵ ح ۱۶۲۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 267429
الصفحه من 426
طباعه  ارسل الي