201
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1

إلّا أنّ بعض المحقّقين يشكّكون بشدّة في الرأي القائل بأنّ اُمّ الإمام السجّاد عليه السلام هي شهربانو بنت يزدجرد، نظرا لما في المصادر من اختلاف شديد وفقدان الانسجام الداخلي فيها، رغم أنّ هذا الفريق لم يبد أيّ رأي آخر في مقابل تشكيكه هذا . ۱

۱۵۷.الكافي عن جابر عن أبي جعفر [الباقر] عليه السلام :لَمّا اُقدِمَت بِنتُ يَزدَجَردَ عَلى عُمَرَ ، أشرَفَ لَها عَذارَى المَدينَةِ ، وأشرَقَ المَسجِدُ بِضَوئِها لَمّا دَخَلَتهُ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَيها عُمَرُ غَطَّت وَجهَها ، وقالَت : اُف بيروج بادا هُرمُز . ۲ فَقالَ عُمَرُ : أتَشتُمُني هذِهِ؟ وهَمَّ بِها .
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : لَيسَ ذلِكَ لَكَ ، خَيِّرها رَجُلاً مِنَ المُسلِمينَ ، وَاحسُبها بِفَيئِهِ ، فَخَيَّرَها ، فَجاءَت حَتّى وَضَعَت يَدَها عَلى رَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ لَها

1.ومن هذا الفريق السيّد جعفر الشهيدي في كتابه (ص ۷ ـ ۶۴)، حيث ردّ هذا الأمر بشدّة، وخلاصة نقده هي: ۱ . وجود اختلاف كبير في اسم شهربانو ؛ ۲ . وقوع الاختلاف في اسم والدها؛ ۳ . الاختلاف في زمان أسرها ؛ ۴ . إنّ يزدجرد أبعد عائلته عن ساحة الحرب ليجعلها في مأمن، وهذا ما ينفي احتمال وقوع اُسرته في الأسر ؛ ۵ . إنّ اسم شهربانو إنّما طُرح أواخر القرن الثالث الهجري ؛ ۶ . إنّ يزدجرد قُتل عام۳۰ للهجرة في عهد عثمان، ممّا يضاعف من استبعاد وقوع بناته فيالأسر زمن عمر بن الخطّاب و... ورغم أنّ مجموع استدلالاته جدير بالتأمّل والملاحظة ، إلّا أنّه لا يرقى إلى مستوى ردّ هذه الحادثة المشهورة والقول ببطلانها ؛ وذلك: أوّلاً: إنّ وقوع الاختلاف في الاسم واسم الأب وتاريخ الأسر، لا يبطل أصل الحادثة. فالمصادر كافّة تكاد تجمع ـ على أيّ حال ـ على أنّ امرأةً من الاُسرة المالكة في إيران قد وقعت قيد أسر المسلمين، وأنّه قد حصل زواج بينها وبين الإمام الحسين عليه السلام . ثانيا: إنّ القرائن التي يأتي بها الشهيدي تستند ـ نوعا ما ـ إلى الكتب التاريخيّة، ممّا لا تعدّ من المسلّمات، وليست بأقوى من النقول الدالّة على وقوع ابنة الملك الإيراني في الأسر . جدير بالذكر أنّ إشكالات المرحوم السيّد جعفر الشهيدي قد أجاب عنها أحمد المهدوي الدامغاني في كتابه «شاهدخت والا گُهر شهربانو» (بالفارسية) بشكل علمي ومنهجي

2.قال المجلسي قدس سره : اُفّ : كلمة تضجّر . وبيروج : معرَّب بيروز ؛ أي اسودّ يوم هرمز [وهو جدّها] وأساء الدهر إليه ، وانقلب الزمان عليه ، حيث صارت أولاده اُسارى تحت حكم مثل هذا (بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۹) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
200

3. إنّ بعض هذه الأسماء سمّاها بها الإمام عليّ عليه السلام ، أو الإمام الحسين عليه السلام بعد أسرها، وهو ما أشارت إليه بعض المصادر ، ۱ ويمكن أيضا أن يكون بعضها ألقابا .
أمّا فيما يتعلّق بكيفيّة زواجها من الإمام الحسين عليه السلام ، فقد تحدّثوا عن أسرها بيد المسلمين بعد هزيمة الجيوش الإيرانيّة ، وأنّ الحسين عليه السلام قد تزوّجها بعد ذلك.
وتضيف بعض المصادر ـ كما سيأتي ـ أنّ تاريخ أسرها وزواج الإمام الحسين عليه السلام بها كانا في خلافة عمر، فيما تذكر مصادر اُخرى أنّهما حدثا في عهد عثمان، وتعتبر طائفة ثالثة من المصادر أنّهما كانا في عهد ولاية الإمام عليّ عليه السلام .
ولا تتوفّر لدينا معطيات عن تاريخ ولادتها، لكنّ بعض النقول تفيد أنّ وفاتها كانت في زمان ولادة الإمام السجاد عليه السلام . ۲ وفي بعض النقول: خلف عليها بعد الحسين عليه السلام زبيد مولى الحسين عليه السلام ، فولدت له عبداللّه بن زبيد . ۳ وبناءً على ما ذكرنا ؛ فلا تتوفّر لدينا أيّ معلومات عن مقدار عمرها.
وفي مقابل الرأي المشهور، تذهب بعض المصادر إلى أنّ اُمّ الإمام السجّاد هي : شاه زنان بنت شيرويه بن كسرى أبرويز ، ۴ وبعضها اعتبر أنّها برّة بنت النوشجان، ۵ فيما ذكر فريق آخر أنّها ابنة سبحان، أو صنجان، ابن أخ ماهويه مرزبان مرو . ۶

1.راجع : ص ۲۰۲ ح ۱۵۸ .

2.مجموعة نفيسة: ص ۲۴ (تاريخ الأئمّة)، إثبات الوصيّة: ص ۱۸۱ ، لباب الأنساب: ج ۱ ص ۳۵۱.

3.الطبقات الكبرى: ج ۵ ص ۲۱۱ ، المعارف لابن قتيبة: ص ۲۱۴ ، تاريخ الطبري : ج ۱۱ (المنتخب من ذيل المذيّل) ص ۶۲۹ ، تذكرة الخواص : ص ۳۲۴ ، الجوهرة: ص ۵۰ ، البداية والنهاية : ج ۹ ص ۱۰۴ .

4.تهذيب الأحكام: ج ۶ ص ۷۷ ، المناقب لابن شهرآشوب: ج ۴ ص ۱۷۶.

5.مجموعة نفيسة : ص ۱۷۹ (تاريخ مواليد الأئمّة ووفياتهم) ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۷۶ وفيهما «ويقال كان اسمها برّة بنت النوشجان» ، مجموعة نفيسة : ص ۲۴ (تاريخ الأئمّة) وفيه «خلوة... يقال ابنة النوشحان» .

6.راجع: چراغ روشن در دنياي تاريك يا زندگاني إمام سجاد عليه السلام «بالفارسية» للسيّد جعفر الشهيدي: ص ۱۴.

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 338671
الصفحه من 426
طباعه  ارسل الي