203
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1

فَقالَ المُهاجِرونَ وَالأَنصارُ : قَد وَهَبنا حَقَّنا لَكَ يا أخا رَسولِ اللّهِ .
فَقالَ : اللّهُمَّ اشهَد أنَّهُم قَد وَهَبوا حَقَّهُم وقَبِلتُهُ ، وَاشهَد لي بِأَنّي قَد أعتَقتُهُم لِوَجهِكَ .
فَقالَ عُمَرُ : لِمَ نَقَضتَ عَلَيَّ عَزمي فِي الأَعاجِمِ؟ ومَا الَّذي رَغَّبَكَ عَن رَأيي فيهِم؟
فَأَعادَ عَلَيهِ ما قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في إكرامِ الكُرَماءِ ، وما هُم عَلَيهِ مِنَ الرَّغبَةِ فِي الإِسلامِ .
فَقالَ عُمَرُ : قَد وَهَبتُ للّهِِ ولَكَ ـ يا أبَا الحَسَنِ ـ ما يَخُصُّني وسائِرَ ما لَم يوهَب لَكَ .
فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : اللّهُمَّ اشهَد عَلى ما قالوهُ ، وعَلى عِتقي إيّاهُم .
فَرَغِبَت جَماعَةٌ مِن قُرَيشٍ في أن يَستَنكِحُوا النِّساءَ ، فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : هؤُلاءِ لا يُكرَهنَ عَلى ذلِكَ ، ولكِن يُخَيَّرنَ ؛ فَمَا اختَرنَهُ عُمِلَ بِهِ .
فَأَشارَ جَماعَةُ النّاسِ إلى شَهرَبانَوَيهِ بِنتِ كِسرى ، فَخُيِّرَت وخوطِبَت مِن وَراءِ حِجابٍ ، وَالجَمعُ حُضورٌ ، فَقيلَ لَها : مَن تَختارينَ مِن خُطّابِكِ؟ وهَل أنتِ مِمَّن تُريدينَ بَعلاً؟ فَسَكَتَت .
فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : قَد أرادَت وبَقِيَ الاِختِيارُ . فَقالَ عُمَرُ : وما عِلمُكَ بِإِرادَتِهَا البَعلَ؟ فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : إنَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ إذا أتَتهُ كَريمَةُ قَومٍ لا وَلِيَّ لَها وقَد خُطِبَت ، أمَرَ أن يُقالَ لَها : أنتِ راضِيَةٌ بِالبَعلِ ، فَإِنِ استَحيَت وسَكَتَت ، جَعَلَ إذنَها صُماتَها ، وأمَرَ بِتَزويجِها ، وإن قالَت : لا ، لَم تُكرَه عَلى ما لا تَختارُهُ .
وإنَّ شَهرَبانَوَيهِ اُرِيَتِ الخُطّابَ وأومَأَت بِيَدِها ، وأشارَت إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَاُعيدَ القَولُ عَلَيها فِي التَّخييرِ ، فَأَشارَت بِيَدِها وقالَت بِلُغَتِها : هذا إن كُنتُ مُخَيَّرَةً . وجَعَلَت أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام وَلِيَّها .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
202

أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : مَا اسمُكِ؟ فَقالَت : جَهان شاه ، فَقالَ لَها أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : بَل شَهرَبانَوَيهِ .
ثُمَّ قالَ لِلحُسَينِ عليه السلام : يا أبا عَبدِ اللّهِ ! لَتَلِدَنَّ لَكَ مِنها خَيرَ أهلِ الأَرضِ ، فَوَلَدَت عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام ، وكانَ يُقالُ لِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام : اِبنُ الخِيَرَتَينِ ، فَخِيَرَةُ اللّهِ مِنَ العَرَبِ هاشِمٌ ومِنَ العَجَمِ فارِسُ .
ورُوِيَ أنَّ أبَا الأَسوَدِ الدُّؤَلِيَّ قالَ فيهِ :

وإنَّ غُلاما بَينَ كِسرى وهاشِمٍلَأَكرَمُ مَن نيطَت۱عَلَيهِ التَّمائِمُ۲.۳

۱۵۸.دلائل الإمامة عن المسيّب بن نجبة :لَمّا وَرَدَ سَبيُ الفُرسِ إلَى المَدينَةِ ، أرادَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ بَيعَ النِّساءِ ، وأن يَجعَلَ الرِّجالَ عَبيدا لِلعَرَبِ ، وأن يَرسُمَ عَلَيهِم : أن يَحمِلُوا العَليلَ وَالضَّعيفَ وَالشَّيخَ الكَبيرَ فِي الطَّوافِ عَلى ظُهورِهِم حَولَ الكَعبَةِ .
فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : أكرِموا كَريمَ كُلِّ قَومٍ . فَقالَ عُمَرُ : قَد سَمِعتُهُ يَقولُ : إذا أتاكُم كَريمُ قَومٍ فَأَكرِموهُ وإن خالَفَكُم .
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : فَمِن أينَ لَكَ أن تَفعَلَ بِقَومٍ كُرَماءَ ما ذَكَرتَ ؟ إنَّ هؤُلاءِ قَومٌ قَد ألقَوا إلَيكُمُ السَّلَمَ ، ورَغِبوا فِي الإِسلامِ وَالسَّلامِ ، ولا بُدَّ مِن أن يَكونَ لي مِنهُم ذُرِّيَّةٌ ، وأنَا اُشهِدُ اللّهَ واُشهِدُكُم أنّي قَد أعتَقتُ نَصيبي مِنهُم لِوَجهِ اللّهِ .
فَقالَ جَميعُ بَني هاشِمٍ : قَد وَهَبنا حَقَّنا أيضا لَكَ .
فَقالَ : اللّهُمَّ اشهَد أنّي قَد أعتَقتُ جَميعَ ما وَهَبونيهِ مِن نَصيبِهِم لِوَجهِ اللّهِ .

1.نِيْطَ : أي عُلّقَ (النهاية : ج ۵ ص ۱۲۸ «نوط») .

2.التميمة : عُوذة تُعلّق على الإنسان (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۷۸ «تمم») .

3.الكافي : ج ۱ ص ۴۶۷ ح ۱ ، بصائر الدرجات : ص ۳۳۵ ح ۸ نحوه وليس فيه ذيله من «فولدت» ، بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۹ ح ۲۰ وراجع : نثر الدرّ : ج ۱ ص ۳۳۹ والمناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۱۶۷ وربيع الأبرار : ج ۱ ص ۴۰۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 338590
الصفحه من 426
طباعه  ارسل الي