319
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1

فقد انقسم قوم موسى عليه السلام إلى اثني عشر سبطاً (واستعمل السبط هنا بمعناه اللغوي)؛ وقد عبّرت الآية عن هؤلاء الأسباط بالاُمم أيضاً ، فكان يتمّ اختيار إمام لكلّ قوم ، وقد عبّرت الآيات والأحاديث الاُخرى عنهم أحياناً بـ «الأسباط» ، ۱ وأحياناً بـ «الأئمّة» ، ۲ واُخرى بـ «النقيب» ۳ و«النقباء». نعم، كان هؤلاء النقباء جميعا من رهط الأنبياء وذرّيتهم.
والمراد من السبط والأسباط في هذه الطائفة من الآيات والأحاديث ، هم الأفراد الذين كانوا أئمّة ونقباء وتمّ اختيارهم لقيادة الخلق ، ولهم نوع ارتباط بمبدأ الوحي ، مضافا إلى كونهم من ذرّية الأنبياء والرسل عليهم السلام .
وهنا ندعو القارئ إلى التأمّل في النماذج التالية من النصوص الدينيّة :
«وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَ مَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْمَاعِيلَ وَ إِسْحَقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الأَسْبَاطِ وَ مَا أُوتِيَ مُوسَى» . ۴
حُسَينٌ سِبطٌ مِنَ الأَسباطِ . ۵
الحَسَنُ وَالحُسَينُ سِبطانِ مِنَ الأَسباطِ . ۶
... قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ فَكَمِ الأَئِمَّةَ بَعدَكَ ؟ فَقالَ : عَدَدُ الأَسباطِ . ۷

1.راجع: البقرة : ۱۳۶ وآل عمران : ۸۴ والنساء : ۱۶۳.

2.«وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ» (السجدة : ۲۴) وراجع : الأنبياء : ۷۲ - ۷۳ .

3.«وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا» (المائدة : ۱۲) .

4.آل عمران : ۸۴ وراجع : البقرة : ۱۳۶ والنساء : ۱۶۳.

5.راجع : ص ۳۰۴ ح ۳۱۳ و ص ۱۵۳ (القسم الأوّل / الفصل الثاني : التسمية) وج ۲ ص ۲۷ (القسم الثالث / الفصل الثاني / الأوصياء من ولده) .

6.راجع : ص ۳۰۴ ح ۳۱۴ .

7.كفاية الأثر: ص ۸۶ و۱۱۴، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۳۱۴ ح ۱۵۹.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
318

والقبيلة من بني إسرائيل. وكانوا عادة يُسمّون السبط والقبيلة باسم الولد أو الحفيد الذي يتميّز بسمة خاصّة . ومع أخذ المعنى الأصليّ للكلمة بنظر الاعتبار فإنّ وجه التسمية هو أنّ الرهط والأحفاد امتداد لوجود الشخص .

سبب إطلاق «السبط» على الحسنين عليهماالسلام

أشرنا إلى أنّ كلمة السِّبط مضافا لمعناها اللغوي المذكور ، فقد استُخدمت في النصوص الإسلاميّة في المواضع التي كانت تتضمّن بدورها بعض الضمائم والخصائص ، ومن خلال هذه الاستخدامات فقد حدثت بعض التوسّعات في الدلالات الاستعماليّة لهذه الكلمة ، ومن جملتها :
1 . اتّضح أنّ كلمة «السِّبْط» هي في الأصل اسم جمع، وإنّها استُعملت في أحاديث مثل: «اللّهمّ هذانِ وَلَدايَ وسِبْطاي» ۱ بمعنى الطائفة ، ۲ أي أنّهما ولداي وهما طائفتان حيث سيديم اللّه ذرّيتي بهما ، لكن بعد شيوع الأحاديث النبويّة التي أطلقت كلمة السبط على الحسنين عليهماالسلام من باب التوسّع ، وباعتبار أنّ الحسنين عليهماالسلامذرّيته ، جرى استعمال لفظ السبط بمعنى ابن البنت شيئا فشيئا، وصار هذا المعنى حقيقة ثانوية لهذا اللفظ .
2. مضافا إلى ذلك فقد تحوّل لفظ «السِّبط» في عرف المسلمين إلى حقيقة شرعيّة ؛ ومصدر هذا الاصطلاح هو استعمال كلمة السبط في القرآن والأحاديث بمعنى الإمام والنقيب. واستناداً إلى مفاد الآيتين 159 و 160 من سورة الأعراف ۳

1.التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۶۵۸، بحار الأنوار : ج ۳۷ ص ۴۹ ح ۲۷ .

2.قال الأزهري: الحسن والحسين سبطا النبي صلى الله عليه و آله ؛ أي هما طائفتان منه، قطعتان منه (تهذيب اللغة : ج ۲ ص ۱۶۱۵).

3.«وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ» .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 277567
الصفحه من 426
طباعه  ارسل الي