33
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1

أمضى جناناً منه عليه السلام ، إن كانت الرجّالة لتشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه، فتنكشف عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا شدَّ فيها الذّئب . ۱
ولمّا أنهكه العطش انهالت عليه السهام من كلّ جانب ، حتّى أنّ سهما أصاب جبينه ، وسهما أصاب صدره ، وسهما وقع في نحره وآخر في فمه!
وبينما كان الإمام عليه السلام في الرمق الأخير من حياته وإذا بالعدو يقتحم خيام أهل بيته ، فنادى بصوت ضعيف :
وَيلَكُم ! إن لَم يَكُن لَكُم دينٌ وكُنتُم لا تَخافونَ يَومَ المَعادِ ، فَكونوا في أمرِ دُنياكُم أحرارا ذَوي أحسابٍ ، امنَعوا رَحلي وأهلي مِن طُغامِكُم وجُهّالِكُم . ۲
وصوّرت زيارة الناحية اللحظات الأخيرة من حياة الإمام عليه السلام كالتالي :
الشِّمرُ جالِسٌ عَلى صَدرِكَ ، مُولِغٌ سَيفَهُ عَلى نَحرِكَ ، قابِضٌ عَلى شَيبَتِكَ بِيَدِهِ ، ذابِحٌ لَكَ بِمُهَنَّدِهِ ، قَد سَكَنَت حَواسُّكَ ، وخَفِيَت أنفاسُكَ ، ورُفِعَ عَلى القَنا رَأسُكَ . ۳
وأوردنا في نهاية هذا الفصل ما يتعلّق بعدد جراحات الإمام والروايات التي تدور حول قاتله .

القسم التاسع: الأحداث التي جرت بعد شهادة الإمام عليه السلام

استعرضنا في هذا القسم الأحداث التي وقعت بعد استشهاد الإمام في كربلاء من الظواهر العجيبة التي رويت في المصادر المعتبرة ، كيفيّة دفن الشهداء ، مصير رؤوس الشهداء المقدّسة ، والكرامات التي شوهدت من الرأس المقدّس لسيّد الشهداء عليه السلام ، كيفيّة تسيير أهل بيت أبي عبد اللّه عليه السلام من كربلاء إلى الكوفة ، ومن الكوفة إلى الشام ، وعودتهم من

1.. راجع : ج ۴ ص ج۳۸۳ ح ۱۹۰۰ .

2.راجع : ج ۴ ص ۴۰۱ ح ۱۹۴۶ .

3.راجع : ج ۴ ص ۴۱۳ ح ۱۹۶۷ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
32

الجدير بالذكر أنّه وردت أسماء أشخاص آخرين في عداد شهداء كربلاء مضافا لما اُشير إليه ، ولكنّنا لم نذكرها في هذه الموسوعة ؛ بسبب ضعف الروايات المتعلّقة بها .
كما أنّه تمّ بيان وجه الجمع بين الرواية المشهورة التي ذكرت أنّ عدد أفراد جيش الإمام الحسين عليه السلام 72 شخصا وبين الرواية التي ذكرت أنّ عدده 157 شخصا ، وذلك في تحليل خاصّ أوردناه في الفصل الثالث .
واستعرضنا في الفصل الرابع حتّى الفصل الثامن بشكل مفصّل كيفيّة استشهاد أولاد الإمام الحسين عليه السلام ، إخوته ، أولاد أخيه ، أولاد اُخته وأولاد عمّه عقيل .
وذكرنا في الفصل الأخير من هذا القسم الأحداث الأليمة التي وقعت في آخر لحظات حياة سيّد الشهداء المشرّفة ، فقد ارتدى الإمامُ عليه السلام ثوبا بالياً تحت ملابسه ، وودّع النسوة ، وضمّ ابنه عليّ بن الحسين عليه السلام إلى صدره ، وقال في رسالة معبّرة وقيّمة للغاية :
يا بُنَيَّ ! اصبِر عَلَى الحَقِّ وإن كانَ مُرّا . ۱
واستنادا إلى رواية اُخرى أنّه قال :
يا بُنَيَّ ! إيّاكَ وظُلمَ مَن لا يَجِدُ عَلَيكَ ناصِرا إلَا اللّهَ . ۲
ثمّ دعا ابنته الكبرى فاطمة وسلّمها وصيّته مع كتاب ملفوف كي تسلّمهما إلى أخيها الإمام السجّاد عليه السلام بعد واقعة عاشوراء .
وإتماما للحجّة فقد طلب النصرة للمرّة الأخيرة من أهل الكوفة ، فبكوا ولم ينصروه! فتوجّه إلى ساحة القتال وحيدا ، وصال عليهم صولات أبيه عليٍّ الكرّار ، حيث يقول حميد بن مسلم في تصويره لهذا المشهد :
فواللّه ، ما رأيت مكثورا قطّ قد قتل ولدُهُ وأهلُ بيته وأصحابه، أربطَ جأشاً ولا

1.. راجع : ج ۴ ص۳۸۰ ح۱۸۹۲ .

2.. نفس المصدر : ح ۱۸۹۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 267381
الصفحه من 426
طباعه  ارسل الي