345
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1

وما يَمنَعُني مِن ذلِكَ ، فِداكَ أبي واُمّي ، وأنَا أعرِفُ مَكانَهُما مِنكَ!
قالَ : أفَلا اُخبِرُكَ عَن فَضلِهِما ؟ قُلتُ : بَلى بِأَبي أنت واُمّي .
قالَ : إنَّ اللّهَ تَعالى لَمّا أحَبَّ أن يَخلُقَني ، خَلَقَني نُطفَةً بَيضاءَ طَيِّبَةً ، فَأَودَعَها صُلبَ أبي آدَمَ عليه السلام ، فَلَم يَزَل يَنقُلُها مِن صُلبٍ طاهِرٍ إلى رَحِمٍ طاهِرٍ إلى نوحٍ وإبراهيمَ عليهماالسلام ، ثُمَّ كَذلِكَ إلى عَبدِ المُطَّلِبِ ، فَلَم يُصِبني مِن دَنَسِ الجاهِلِيَّةِ ، ثُمَّ افتَرَقَت تِلكَ النُّطفَةُ شَطرَينِ : إلى عَبدِ اللّهِ وأبي طالِبٍ ، فَوَلَدَني أبي ، فَخَتَمَ اللّهُ بِيَ النُّبُوَّةَ ، ووُلِدَ عَلِيٌّ ، فَخُتِمَت بِهِ الوَصِيَّةُ ، ثُمَّ اجتَمَعَتِ النُّطفَتانِ مِنّي ومِن عَلِيٍّ ، فَوَلَدنَا الجُهرَ وَالجَهيرَ الحَسَنَينِ ، فَخَتَمَ اللّهُ بِهِما أسباطَ النُّبُوَّةِ ، وجَعَلَ ذُرِّيَّتي مِنهُما ، وَالَّذي يَفتَحُ مَدينةَ ـ أو قالَ : مَدائِنَ ـ الكُفرِ ، فَمِن ذُرِّيَّةِ هذا ـ وأشارَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ـ رَجُلٌ يَخرُجُ في آخِرِ الزَّمانِ يَملَأُ الأَرضَ عَدلاً كَما مُلِئَت ظُلما وجَورا ، فَهُما طاهِرانِ مُطَهَّرانِ ، وهُما سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، طوبى لِمَن أحَبَّهُما وأباهُما واُمَّهُما ، ووَيلٌ لِمَن حارَبَهُم وأبغَضَهُم . ۱

ه ـ دُعاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله لِمَن أحَبَّهُما وعَلى مَن أبغَضَهُما

۳۹۳.الإرشاد عن سلمان عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ـ فِي الحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلام ـ :اللّهُمَّ إنّي اُحِبُّهُما فَأَحِبَّهُما ، وأحِبَّ مَن أحَبَّهُما . ۲

۳۹۴.المناقب لابن شهرآشوب عن أبي الحويرث عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ أحِبَّ حَسَنا

1.الأمالي للطوسي : ص ۴۹۹ ح ۱۰۹۵ ، الصراط المستقيم : ج ۲ ص ۳۴ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۱ ص ۳۷۹ ح ۱۶ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۷ ص ۴۴ ح ۲۲ .

2.الإرشاد : ج ۲ ص ۲۷ ، العدد القويّة : ص ۳۵۲ ح ۱۳ ، روضة الواعظين : ص ۱۸۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۲۷۵ ح ۴۲ ؛ المعجم الكبير : ج ۳ ص ۴۹ ح ۲۶۵۲ عن أبي هريرة وكلّها نحوه ، كنز العمال : ج ۱۳ ص ۶۶۶ ح ۳۷۶۹۷ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
344

د ـ طوبى لِمَن أحَبَّهُما

۳۹۲.الأمالي للطوسي عن الحسين بن زيد بن عليّ عن أبي عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق عن أبيه عن أبيه عليّ بن الحسين [زين العابدين] عليهم السلام :كُنتُ أمشي خَلفَ عَمِّيَ الحَسَنِ وأبِيَ الحُسَينِ عليهماالسلام في بَعضِ طُرُقاتِ المَدينَةِ فِي العامِ الَّذي قُبِضَ فيهِ عَمِّيَ الحَسَنُ عليه السلام ، وأنَا يَومَئِذٍ غُلامٌ لَم اُراهِق أو كِدتُ ، فَلَقِيَهُما جابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ وأنَسُ بنُ مالِكٍ الأَنصارِيّانِ في جَماعَةٍ من قُرَيشٍ وَالأَنصارِ ، فَما تَمالَكَ جابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ حَتّى أكَبَّ عَلى أيديهِما وأرجُلِهِما يُقَبِّلُهُما .
فَقالَ رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ كانَ نَسيبا لِمَروانَ : أتَصنَعُ هذا يا أبا عَبدِ اللّهِ ، وأنتَ في سِنِّكَ هذا ، ومَوضِعِكَ مِن صُحبَةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ وكانَ جابِرٌ قَد شَهِدَ بَدرا ، فَقالَ لَهُ : إلَيكَ عَنّي! فَلَو عَلِمتَ يا أخا قُرَيشٍ مِن فَضلِهِما ومَكانِهِما ما أعلَمُ لَقَبَّلتَ ما تَحتَ أقدامِهِما مِنَ التُّرابِ .
ثُمَّ أقبَلَ جابِرٌ عَلى أنَسِ بنِ مالِكٍ ، فَقالَ : يا أبا حَمزَةَ ، أخبَرَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فيهِما بِأَمرٍ ما ظَنَنتُهُ أنَّهُ يَكونُ في بَشَرٍ . قالَ لَهُ أنَسٌ : وبِماذا أخبَرَكَ يا أبا عَبدِ اللّهِ؟
فَانطَلَقَ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام ، ووَقَفتُ أنَا أسمَعُ مُحاوَرَةَ القَومِ ، فَأَنشَأَ جابِرٌ يُحَدِّثُ .
قالَ : بَينا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذاتَ يَومٍ فِي المَسجِدِ ، وقَد خَفَّ مَن حَولَهُ ، إذ قالَ لي : يا جابِرُ ، ادعُ لي حَسَنا وحُسَينا ، وكانَ صلى الله عليه و آله شَديدَ الكَلَفِ ۱ بِهِما ، فَانطَلَقتُ فَدَعَوتُهُما . وأقبَلتُ أحمِلُ هذا مَرَّةً وهذا اُخرى حَتّى جِئتُهُ بِهِما ، فَقالَ لي وأنَا أعرِفُ السُّرورَ في وَجهِهِ لَمّا رَأى مِن مَحَبَّتي لَهُما وتَكريمي إيّاهُما : أتُحِبُّهُما يا جابِرُ؟ فَقُلتُ :

1.الكلف : الإيلاع بالشيء ، كلِف بهذا الأمر ، وبهذه الجارية فهو بها كلِفٌ ومكلّف (العين : ص ۷۱۶ «كلف») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 285707
الصفحه من 426
طباعه  ارسل الي