فَقاتَلَ حَتّى قُتِلَ هُوَ وبَنوهُ وإخوَتُهُ وبَنو عَمِّهِ بَعدَ بَذلِ الأَمانِ لَهُم ، وَالتَّوثِقَةِ بِالأَيمانِ المُغَلَّظَةِ ، وهُوَ الَّذي سَنَّ لِلعَرَبِ الإِباءَ . ۱
۴۷۲.كشف الغمّة :شَجاعَةُ الحُسَينِ عليه السلام يُضرَبُ بِهَا المَثَلُ ، وصَبرُهُ في مَأقِطِ ۲ الحَربِ أعجَزَ الأَواخِرَ وَالاُوَلَ ، وثَباتُهُ ـ إذا دُعِيَت نَزالِ ۳ ـ ثَباتُ الجَبَلِ ، وإقدامُهُ إذا ضاقَ المَجالُ إقدامُ الأَجَلِ ، ومُقامُهُ في مُقابَلَةِ هؤُلاءِ الفَجَرَةِ عادَلَ مُقامَ جَدِّهِ صلى الله عليه و آله بِبَدرٍ فَاعتَدَلَ . ۴
۴۷۳.مطالب السؤول :ـ في ذِكرِ شَجاعَةِ الإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام يَومَ عاشوراءَـ :فَلَم يَزَل يُقاتِلُ ... وهُوَ كَاللَّيثِ المُغضَبِ ، لا يَحمِلُ عَلى أحَدٍ مِنهُم إلّا نَفَحَهُ ۵ بِسَيفِهِ فَأَلحَقَهُ بِالحَضيضِ ، فَيَكفي ذلِكَ في تَحقيقِ شَجاعَتِهِ وكَرَمِ نَفسِهِ شاهِدا صادِقا ، فَلا حاجَةَ مَعَهُ إلَى ازدِيادٍ فِي الاِستِشهادِ . ۶
۴۷۴.مطالب السؤول :الحُسَينُ عليه السلام ثابِتٌ لا تَخِفُّ حَصاةُ شَجاعَتِهِ ، ولا تَخِفُّ عَزيمَةُ شَهامَتِهِ ، وقَدَمُهُ فِي المُعتَرَكِ أرسى مِنَ الجِبالِ ، وقَلبُهُ لا يَضطَرِبُ لِهَولِ القِتالِ ولا لِقَتلِ الرِّجالِ ، وقَد قَتَلَ قَومُهُ مِن جُموعِ ابنِ زِيادٍ جَمعا جَمّا ، وأذاقوهُم مِنَ الحَمِيَّةِ الهاشِمِيَّةِ رَهَقا ۷ وكَلما ۸ . ۹
1.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۵ ص ۲۷۴ .
2.مَأْقِط : موضع القتال أو المضيق في الحرب (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۳۴۹ «أقط») .
3.النَّزال: أن ينزل الفريقان عن إبلهما إلى خيلهما فيتضاربوا. وقد تَنازَلوا؛ أي: تَداعوا نَزالِ. وهو بمعنى المنازَلة لا بمعنى النزول إلى الأرض (راجع : تاج العروس : ج ۱۵ ص ۷۳۰ «نزل»).
4.كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۳۲ .
5.نفحه بالسيف : تناوله من بعيد (الصحاح : ج ۱ ص ۴۱۲ «نفح») .
6.مطالب السؤول : ص ۷۲ ؛ كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۳۲ .
7.رَهَقا : أي ذِلّةً وضَعفا (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۷۳۹ «رهق») .
8.الكَلمُ : الجُراحة (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۲۳ «كلم») .
9.مطالب السؤول : ص ۷۲ ؛ كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۳۰ وفيه «لا تجف» بدل «لا تخف» في الموضع الثاني .