قُلتُ : دَخَلتُ بُستانَكَ بِغَيرِ إذنِكَ ، فَصَدَّقتُ قَولي ، ووَهَبتُ البُستانَ وما فيهِ لَكَ ، غَيرَ أنَّ أصحابي هؤُلاءِ جاؤوا لِأَكلِ الثِّمارِ وَالرُّطَبِ ، فَاجعَلهُم أضيافا لَكَ وأكرِمهُم من أجلي أكرَمَكَ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ ، وبارَكَ لَكَ في حُسنِ خُلُقِكَ وأدَبِكَ !
فَقالَ الغُلامُ : إن وَهَبتَ لي بُستانَكَ فَأَنَا قَد سَبَّلتُهُ ۱ لِأَصحابِكَ وشيعَتِكَ . ۲
4 / 5 ـ 8
كَذلِكَ أدَّبَنَا اللّهُ عز و جل
۴۹۲.نثر الدرّ عن أنس :كُنتُ عِندَ الحُسَينِ عليه السلام فَدَخَلَت عَلَيهِ جارِيَةٌ بِيَدِها طاقَةُ رَيحانٍ فَحَيَّتهُ بِها ، فَقالَ لَها : أنتِ حُرَّةٌ لِوَجهِ اللّهِ تَعالى .
فَقُلتُ : تُحَيّيكَ بِطاقَةِ رَيحانٍ لا خَطَرَ لَها فَتُعتِقُها ! قالَ : كَذا أدَّبَنَا اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ ، قالَ : «وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا»۳ فَكانَ أحسَنَ مِنها عِتقُها . ۴
4 / 5 ـ 9
اُحصُد ودُقَّ وبِع
۴۹۳.مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا عن إسحاق بن يسار :أخبَرَني شَيخٌ مِن بني سَعدِ بنِ بَكرٍ : قَدِمَ عَلَيَّ ابنُ عَمٍّ لي مِن أهلِ البادِيَةِ ، فَقالَ : إنَّ ابنَ أخٍ لي أصابَ دَما عَمدا ،
1.سَبَّلَ ضَيعَتَهُ: جَعَلَها في سَبيلِ اللّه ِ (الصحاح: ج ۵ ص ۱۷۲۴ «سبل»).
2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۵۳ ؛ مستدرك الوسائل : ج ۷ ص ۱۹۲ ح ۸۰۰۶ نقلاً عن مجمع البحرين في مناقب السبطين نحوه .
3.النساء : ۸۶ .
4.نثر الدرّ : ج ۱ ص ۳۳۵ ، نزهة الناظر : ص ۸۳ ح ۸ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۴۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۹۵ ح ۸ ؛ الفصول المهمّة : ص ۱۷۵ ، جواهر المطالب : ج ۲ ص ۳۱۷ وليس فيه «فكان أحسن منه عتقها» .