53
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1

الأوّل من هذا الكتاب . ۱
جدير بالذكر أنّ ترتيب ابن سعد للروايات ، وخاصّة أنّه ذكر بعض الروايات في غير موضوعها الأصلي ، وزياداته في بعض النصوص ونقصه من اُخرى في المواضيع الخاصّة، صار سببا لنقد بعض الباحثين التاريخيين للكتاب . ۲

3 . الإمامة والسياسة

الإمامة والسياسة كتاب معروف منسوب إلى ابن قتيبة الدينوري . كان عبداللّه بن مسلم بن قتيبة الكوفي (ت 276 هـ . ق) من الاُدباء والكتّاب والمحدّثين المعروفين من أهل السنّة.قدم إلى بغداد في حداثته ،وتلقّى العلم لدى كبار العلماء؛مثل: ابن راهويه،والجاحظ، وأحمد بن سعيد اللحياني ، وأبي حاتم السجستاني ، وأبي الفضل الريّاشي . وإلى جانب ذلك كان يدرّس أمثال: ابن المرزبان ، وأحمد بن مروان المالكي ، وأبي القاسم الصائغ .
وإلى جانب مسؤوليّته القضائية في دينور كتب الكثير من الكتب ، وصلتنا أسماء 47 عنوانا منها ، إلّا أنّ هناك شكوكاً تدور حول نسبة كتاب الإمامة والسياسة إليه . فلم يذكر كتّاب الفهارس القدامى ـ مثل ابن النديم ـ هذا الكتاب في عداد كتبه ، كما لم يُشِر إليه ابنُ قتيبة نفسه ، ويرى البعض أنّ اُسلوب الكتاب لا ينسجم مع اُسلوب ابن قتيبة ، إلّا أنّ ابن شباط وبعض كتّاب الفهارس الآخرين ذكروا هذا الكتاب في عداد كتبه ، إلّا أنّه وعلى أساس ما ذكره بعض الباحثين ، ومن خلال دراسة محتوى الكتاب يعلم أنّ قسماً منه ـ على الأقلّ ـ لا يمكن اعتباره من تأليف ابن قتيبة .
وعلى أيّ حال ، فإنّ الكتاب ينقل الأحداث التاريخيّة بعد رحيل النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله وحتّى عهد المأمون العبّاسي ، ويذكر بعض المواضيع المختصرة حول واقعة عاشوراء .

1.. راجع : تأملي در نهضت عاشوراء «بالفارسيّة» : ص ۲۱.

2.. راجع : معرفي ونقد منابع عاشوراء «بالفارسيّة» : ص ۱۲۱ و ۱۲۲.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
52

حول شهادة الإمام عليه السلام ، وإرسال مسلم إلى الكوفة ، وأسماء شهداء كربلاء ، وحمل الرأس الشريف إلى الكوفة ، ثمّ نقله إلى بلاط يزيد ، والحوادث التي وقعت بعد عاشوراء (كالحوادث الغريبة وغير الطبيعيّة ، والعاقبة المشؤومة لقتلة الحسين عليه السلام ، وثورة التوّابين) وكذلك الأشعار والمراثي حول الإمام ، إلّا أنّه لم يذكر أحداثاً مهمّة ؛ مثل كيفيّة نشوب المعركة ، وشهادة أصحاب الإمام وأقوالهم .
وقد تأثّر ابن سعد باُسلوب المحدّثين بسبب معاشرته لهم ، فهو ينقل الكثير من الأحداث التاريخيّة مع سلسلة الإسناد ، وهذا ما يساعد على تقييم نصوصه والحكم بشأن رواياته ، رغم أنّه لا يقدّم سنداً أحياناً ويروي بعض المعلومات بشكل موجز ومجمل ، ومن دون تسلسل تاريخي صحيح . ۱ كما ذكر بعض المصادر والأشخاص الذين اعتمد عليهم في كتابه ، كالواقدي اُستاذه وصاحب كتاب المغازي المعروف ، وأبي مخنف لوط بن يحيى صاحب المقتل المعروف ، وممّا يثير التساؤل أنّه نقل قليلاً من مقتل أبي مخنف رغم أنّه كان في متناوله . ۲
الطبعة الاُولى لهذا الكتاب طبعت في أوربّا ، وقد تمّت على أساس مخطوطة ناقصة سقطت منها مقاطع مهمّة من التراجم ، من جملتها القسم المتعلّق بالإمام الحسين عليه السلام ، إلّا أنّ هذه المقاطع كان قد تمّ الاحتفاظ بها في تركيا استناداً إلى مخطوطة تعود إلى القرن السابع ، وقد حقّقها السيّد عبدالعزيز الطباطبائي ـ رحمه اللّه ـ فيما بعد وطُبعت باسم «ترجمة الإمام الحسين ومقتله» في مجلّد مستقلّ ، وصدرت فيما بعد بتحقيق محمّد بن صامل السُّلَمي، بعد ضمّ ما حذف منها إليها تحت عنوان «الطبقات الكبرى ، الطبقة الخامسة من الصحابة» في العربية السعودية في جزءين . وقد جاءت ترجمة الإمام الحسين عليه السلام ومقتله في نهاية الجزء

1.. راجع : معرفي ونقد منابع عاشوراء «بالفارسيّة» : ص ۱۰۹.

2.. كتب ابن سعد نفسه قائلاً : «وغير هؤلاء أيضاً قد حدّثني في هذا الحديث بطائفة ، فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين رحمة اللّه عليه ورضوانه وصلواته وبركاته» ، الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۳۹.

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 267453
الصفحه من 426
طباعه  ارسل الي