59
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1

ابن أعثم ، وعلى سبيل المثال فإنّ الكثير من خطب الإمام وكتبه هي كذلك ، رغم أنّ الخطأ واضح في بعض روايات ابن أعثم . ۱
وقد استند ابن أعثم إلى المصادر القصصيّة إلى جانب المصادر التاريخيّة ، بل قد يكون هو نفسه قد حوّل بعضها إلى اُسلوب قصصي ، ۲ رغم أنّ ذلك قد يقلّل من قيمة الكتاب العامّة ، إلّا أنّه أدّى إلى أن تذكر في الفتوح أحياناً روايات دقيقة ومفصّلة بشكل فريد من نوعه ۳ ، أو أن يقدّم خلال المقارنة مع النصوص الاُخرى ، روايات أكثر كمالاً وتفصيلاً . والملاحظة المهمّة في هذا المجال أنّ بعض روايات ابن أعثم لا نجدها في الكتب التاريخيّة إلّا قليلاً ، ولكنّها جاءت بين الحين والآخر في المصادر الاُخرى مثل كتب الحديث والسيرة بنفس الشكل ، أو مع بعض الاختلافات وبشكل إجمالي . ۴
وهذه الملاحظة تستوجب مزيدا من الاحتياط والتتبّع في الحكم على المعطيات التاريخيّة ، كي لا نرفض بسرعة ما ورد فيه، ولا نتسرّع في قبول المعلومات التي نقلها والتي لا نجدها في المصادر الاُخرى ، بل نتّخذ اُسلوب التعاضد المضموني وشرط التوافق مع الإسنادات الاُخرى أساسا للأخذ بها .
كان الفتوح موضع استناد مؤرّخي الشيعة وأهل السنّة ، حيث استندوا إلى الكثير من معلوماته في مقتل الحسين للخوارزمي ، والمناقب لابن شهرآشوب ، وبحار الأنوار وغيرها .
طُبع الفتوح في الهند وبيروت ، وتوجد منه ترجمة قديمة إلى الفارسيّة ، كما يوجد تلخيص هذه الترجمة أيضا .

1.. راجع : ج ۳ ص ۸۷ (القسم السابع / الفصل الرابع / كلام حول رواية قدوم ابن زياد إلى الكوفة بعد انطلاق الإمام عليه السلام من مكّة).

2.. تأملي در نهضت عاشوراء «بالفارسيّة» : ص ۳۰ و راجع : الفتوح : ج ۵ ص ۱۲ ـ ۱۹ و ۱۱۵ .

3.. مثل خطب بعض النساء في ملحمة كربلاء (الفتوح : ج ۵ ص ۱۲۱) .

4.. راجع : الفتوح (ج ۵ ص ۱۹) الرؤيا الصادقة للإمام الحسين عليه السلام في ليلة الخروج من المدينة ، حيث يذكّر النبي صلى الله عليه و آله بشهادته ، وكذلك قوله المعروف : «لم أخرج أشراً ولا بطراً...» في الفتوح (ج ۵ ص ۲۱) ومقارنته مع رواية ابن شهرآشوب في المناقب (ج ۴ ص ۸۹) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
58

عن الإمام الباقر عليه السلام ، فيضع أمامنا عددا كبيرا من الأخبار الموثّقة والتي يمكن تأييد مقدار كبير منها بالوثائق التاريخية الاُخرى .
والجدير بالذكر أنّ تاريخ الطبري حظي بإقبال العلماء والمؤرّخين من حين تأليفه ؛ بسبب شموليته وجمع كلّ الأخبار الضعيفة والقويّة في كلّ موضوع ، وقد ترجمه البلعمي في القرن السادس إلى الفارسيّة . وطبع هذا الكتاب طبعات عديدة ، كما صدر القسم الخاصّ بكربلاء بصورة مستقلّة وبمساعي السيّد الجميلي تحت عنوان «استشهاد الحسين» . ۱
ومن المواضيع التي تناولها الطبريّ : دعوة أهل الكوفة للإمام ، وثورة مسلم بن عقيل وشهادته في الكوفة ، ومسير الإمام الحسين عليه السلام نحو الكوفة ، وشهادة الإمام وأصحابه ، وكذلك الأحداث المتعلّقة بالسبايا .

8 . الفتوح

لأبي محمّد أحمد بن أعثم الكوفي (المتوفّى حوالي 314 هـ . ق) ، ۲ مؤرّخ شهير، وفي عداد المؤرّخين القدامى ؛ نظير اليعقوبي ، والطبري ، والدينوري ، والبلاذري . وقد ذكر في كتابه الفتوح أخبار المسلمين بعد وفاة النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله وحتّى عصر الخلافة العبّاسية في منتصف القرن الثالث الهجري ، وقد خصّص قسماً لا يستهان به يبلغ حوالي تُسع كتابه للنهضة الحسينيّة .
ورغم أنّه لم يذكر إسناد كلّ واحد من الأخبار على الطريقة المتعارف عليها بين المؤرّخين ، إلّا أنّه قدّم عنها فهرساً قصيراً في بداية الكتاب وفي تضاعيفه أحياناً . وبالإضافة إلى ذلك ، فإنّ المصادر التاريخيّة وكتب السيرة تؤيّد وتقوّي بعض مرويّات

1.. راجع : تأملي در نهضت عاشوراء «بالفارسيّة» : ص ۲۶.

2.. رأى البعض استناداً إلى ما ذكره ياقوت الحموي في إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (ج ۲ ص ۲۳۰) أنّه كان حيّاً حتّى حوالي سنة ۳۲۰ هـ . ق ، وذلك لأنّه قال : «له كتاب التاريخ إلى آخر أيّام المقتدر» ، ونحن نعلم أنّ المقتدر كان خليفة حتّى سنة ۳۲۰ هـ . ق .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 258839
الصفحه من 426
طباعه  ارسل الي