الرجال والحديث ـ مثل: أبي بكر الخطيب ، وأبي حازم العبدوئي ، وعبدالغافر ـ ثقة عصره وكبيره ، والعالم الصالح ، إلّا أنّهم عدّوه ذا نزعة شيعيّة ، رغم أن الأصحّ أن نقول إنّ ذلك كان بسبب حبّه لأهل البيت عليهم السلام وعدائه لمعاوية وبني اُميّة .
ويتمثّل الكتاب المعروف للحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين ، الذي سعى أن يورد فيه الأحاديث الصحيحة وفق معياري البخاري ومسلم ؛ إلّا أنّ هذا السعي الذي بذله الحاكم لم يحظَ بقبول عامّ وتامّ من جانب علماء أهل السنّة .
نعم ، هناك عدد من العلماء اعتبروا مقدارا معتدا به من أحاديث المستدرك في مستوى أحاديث الصحيحين ۱ ، ونحن قيّمنا أحاديث المستدرك من خلال متابعة القرائن وفق الاُسلوب المتّبع ، ونقرّر صحّة كلّ حديث أو عدم صحّته عن طريق جمع كلّ النصوص والأسانيد .
والجدير بالذكر أنّ الحاكم تناول في قسمين فضائل الحسنين عليهماالسلام والفضائل الخاصّة بالإمام الحسين عليه السلام ، كما تعرّض لبيان خصائصه عليه السلام .
16 . الإرشاد
لأبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان البغدادي (ت 413 هـ . ق) المعروف بالشيخ المفيد ، من أبرز شخصيّات الشيعة منذ القديم وحتّى اليوم . واستطاع بفضل نبوغه ومواهبه الإلهيّة ومثابرته المستمرّة ليلاً ونهاراً ، وبفضل وجوده في المركز العلمي الكبير بغداد ، أن يبرز باعتباره متكلّماً ، فقيهاً ، محدّثاً ومؤرّخاً ، وأن يتولّى الزعامة العلمية للشيعة ، ويؤسّس خطّ الاعتدال والتشيّع الحقيقي في خِضمّ الغلوّ والتقصير والنزاع بين الفرقتين المتنازعتين ، بسبب الولاء للمذهب الشيعيّ أو المذهب السنّي .