والمؤثّر في أحداث المجتمع الإسلامي ، كما أنّ دراسة كلماته وأقواله الواصلة إلينا ـ والتي تتمتّع بحجم كبير نسبيّاً ، وتعتبر تراثه العلمي ـ تبيّن اهتمامه بالتربية الأخلاقيّة والمعنويّة للبشريّة . 
 وكلّ مرحلة من تاريخ حياة الإمام الحسين عليه السلام تتضمّن مزايا وخصوصيّات تستحقّ التأمّل ، وتلهم الدروس والعبر . ومن أهمّ خصوصيّات المرحلة الاُولى نشأته في كنف النبيّ صلى الله عليه و آله ، وتمتّعه بتأثيراته العاطفيّة والروحيّة . 
 وتقترن المرحلة الثانية بعزلة الإمام سياسيّاً وعلاقته بالخلفاء ، ونطالع فيها دوره في الأحداث المهمّة التي وقعت في عهد شبابه (مثل فتوحات أفريقيا وطبرستان ، والحيلولة دون مقتل عثمان) وهي خصوصيّات جديرة بالبحث والدراسة . 
 وأمّا خصائص المرحلة الثالثة فمنها مشاركته في الحروب الثلاثة : الجمل وصفّين والنهروان ، وكذلك حضوره الفاعل إلى جانب أبيه . 
 ومن خصائص المرحلة الرابعة تأييده لقرارات الإمام الحسن عليه السلام في تعامله مع معاوية ، واحترامه التامّ لأخيه ، إلى جانب اعتراضاته ومواقفه إزاء حكومة معاوية والتي مهّدت الأرضية لحادثة عاشوراء . 
 ونصل أخيراً إلى المرحلة الخامسة التي تعدّ ـ رغم قصرها بالنسبة لبقيّة المراحل ـ أهمّ فصول حياته وأكثرها حسّاسية ومفاخر . 
 ويبدأ تاريخ النهضة الحسينيّة من أواخر شهر رجب سنة 60 للهجرة ، تزامناً مع حركة الإمام من المدينة إلى مكّة ، وتمثّلت نهايتها في عودة أهل بيته إلى المدينة . 
 وقد كانت هذه المرحلة ـ والتي استمرّت أقلّ من سنة ۱ ـ قصيرة للغاية ، وعابرة من