83
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1

ابن طاووس ، إلّا أنّ المقارنة بين معلومات الكتاب وغيره ، وكذلك تقسيمه الثلاثي : (الوقائع قبل الحرب ، سرد وقائع معركة عاشوراء ، والحوادث بعد الشهادة) كلّ ذلك يعزّز الظن بأنّه اعتمد على مثير الأحزان لابن نما ، رغم أنّ الاحتمال المعاكس له وارد أيضاً خاصّة إذا آمنّا بأنّ مثير الأحزان لحفيد ابن نما .
وقد استطاع ابن طاووس بسبب توفّر بعض الكتب لديه ـ مثل رسائل الكليني ، والإرشاد للشيخ المفيد ، ودلائل الإمامة للطبري ۱ ـ أن يغني مواضيع كتابه ، واستطاع أيضا من خلال بعض الكتب ـ كمقتل الخوارزمي ـ أن يجد طريقا إلى مصادر أقدم ؛ مثل: الفتوح لابن أعثم ، وأن ينقل رواياتها بشيء من التغيير والتلخيص .
وقد حظي الملهوف بقبول علماء الشيعة بسبب شخصيّة مؤلّفه واُسلوبه اللطيف ، ونقله المفصّل لخطب وكلمات الإمام السجّاد عليه السلام والسيّدة زينب ؛ اللّذين يعكسان أهداف نهضة عاشوراء ، وكذلك تفصيل أحداث كربلاء دون تحريف ، رغم أنّ بعض رواياته تعرّضت للنقد ؛ مثل: حضور السبايا في الأربعين الاُولى في كربلاء ، وكذلك العلم المسبق للإمام بشهادته ، كما قُدّمت بعض رواياته باعتبارها عارية عن السند وفاقدة للخلفية التاريخية . ويرى النقّاد أنّ تأليف الملهوف يعود إلى عهد شباب ابن طاووس ، ولذلك فإنّهم يضعونه في درجة أدنى بالنسبة إلى كتبه القيّمة الاُخرى . ۲ والجدير بالذكر أنّ هناك بعض الأجوبة قُدّمت على هذه النقود . ۳
طُبع الملهوف مراراً وترجم إلى الفارسيّة عدّة مرات .

1.. راجع : الملهوف : ص ۱۲۴ وهامش ص ۱۲۹ الذي ورد في المتن ۳۸ في طبعة نشر جهان .

2.. راجع : لؤلؤ ومرجان : ص ۲۳۰ ، معرفي ونقد منابع تاريخ عاشوراء «كلاهما بالفارسيّة» : ص ۲۰۶ و ۲۰۸ و۲۲۰ .

3.. راجع : تحقيق درباره أول أربعين حضرت سيّد الشهداء عليه السلام : ص ۷ ، وثار اللّه خون حسين عليه السلام در رگهاي إسلام «كلاهما بالفارسيّة» : ص ۹۳.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
82

(ت 664 هـ . ق) ، من علماء الشيعة وعرفائهم المشهورين ، وكان غزير التأليف ، حيث ألّف حوالي 50 كتاباً بين صغير وكبير .
يعود نسبه من أحد الجانبين إلى الشيخ الطوسي شيخ الطائفة ، ومن الجانب الآخر إلى ورّام بن أبي فراس ، العالم الشيعي الكبير ومؤلّف تنبيه الخواطر ، وكان أبوه وأخوه عالمين ، كما كان له أبناء أخ كلّهم علماء .
كان ابن طاووس يمثّل شخصية علميّة اجتماعيّة وأدبيّة ، وكان أيضاً عارفاً ومتّقياً ، ويدور محور مؤلّفاته الرئيسة حول الأحاديث الأخلاقيّة والأدعية والزيارات .
ورث السيّد ابن طاووس مكتبة كبيرة من أجداده ، وأضاف هو إليها أيضا كتبا اُخرى . ورغم رفضه للعروض المتكرّرة لشغل منصب الوزارة والنقابة والسفارة من قِبَل الدولة العبّاسية ، إلّا أنّه قبل في آخر عمره ـ وبعد انتصار المغول واحتلالهم بغداد ـ منصبَ نقابة العلويّين ، وذلك من أجل رعاية شؤون يتامى وأرامل وفقراء ذلك البيت الطاهر .
تتلمذ السيّد على اُناس من أمثال جّده ابن أبي فراس ، وابن نما الحلّي ، وفخّار بن معد الموسوي ، ودرّس علماء كباراً ؛ مثل: العلّامة الحسن بن يوسف الحلّي ، والحسن بن داود الحلّي صاحب كتاب الرجال المعروف ، وابن أخيه عبد الكريم بن أحمد الحلّي صاحب كتاب فرحة الغري ، وعليّ بن عيسى الإربليّ صاحب كتاب كشف الغمّة .
ألّف السيّد ابن طاووس مصباح الزائر وجناح المسافر ؛ ليستعين به الزوّار ويصطحبوه معهم في الزيارات ، ولمّا رأى إقبال الناس عليه ألّف كتاباً آخر حول الإمام الحسين عليه السلام ومقتله ، خصّصه لزوّار الإمام الحسين عليه السلام ، أضاف إليه معلوماته التاريخيّة .
لم يكن ابن طاووس مؤرّخاً ، إلّا أنّه سلك في كتابه الملهوف اُسلوب المؤرّخين ، بل والقصّاصين أحياناً ، فذكر خلاصة الأخبار ونتيجتها دون ذكر السند أو التنويه إلى مصدره الرئيس ، إلّا في مواضع معدودة . ۱ ورغم أنّنا لا نعلم المصدر الأصلي لروايات

1.. راجع : الملهوف : ص ۱۲۷ و۱۸۴ و۲۰۸ و۲۲۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 258517
الصفحه من 426
طباعه  ارسل الي