القدماء ـ أن يؤلّف أحد أهمّ الكتب في الترجمة لشخصيات القرون الإسلاميّة السبعة الاُولى . وقد لقّب بمحدّث عصره ، وحصل على منصب التدريس في كثير من دور الحديث في دمشق والقاهرة .
تناول الذهبيّ بشكل مفصّل حياة الإمام الحسين عليه السلام خلال ترجمته له تحت عنوان الحسين الشهيد ، وذكر فيها مضافا لما يذكره في ترجمة غيره ـ من النسب وتاريخ الولادة والوفاة ـ اُمورا اُخرى ، نظير : فضائله ومناقبه وذكر التنبّؤات بشهادته ، وتطرّق إلى بعض الأحداث المهمّة لواقعة كربلاء وحواشيها ، بل وحتّى الأحداث بعد الشهادة .
وبما أنّ الذهبيّ رجالي خبير ، فقد سعى إلى توثيق رواياته وعَرضها بأفضل سند تحت اختياره ، إضافة إلى ما يقدّمه أحيانا من تقييم أو تحليل . وقد طالع الكثير من كتب الحديث والتاريخ والرجال والأنساب من أجل تأليف كتاب سير أعلام النبلاء القيّم واستند إليها ، إلّا أنّ مصدره الرئيس في رواية انطلاق الإمام من المدينة إلى مكّة هو رواية ابن سعد ، ثمّ رواية عمّار الدّهني وكذلك بعض روايات الزبير بن بكّار .
وعمد الذهبيّ في كتابه القيّم الآخر تاريخ الإسلام إلى ترجمة الإمام الحسين عليه السلام أيضاً خلال أحداث سنة 61 هـ ، إلّا أنّها لا تبلغ مستوى تفصيل بحثه في سير أعلام النبلاء ، ولم يرَ جميع مؤرّخي أهل السنّة والشيعة أنفسهم في غنى بعد الذهبيّ عن الرجوع إلى كتبه .
الجدير بالذكر هو أنّ اُسلوب الذهبيّ في كلا الكتابين هو الانحياز إلى الاُمويّين ، أو على الأقلّ الإغماض والتستّر عليهم ؛ نظير المزي في تهذيب الكمال ، وابن حجر في تهذيب التهذيب ، وابن كثير في البداية والنهاية ، والمؤرّخين الشاميّين الآخرين .
33 . البداية والنهاية
لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير (701 ـ 774 هـ . ق) ، من مؤرّخي القرن الثامن الهجري . وقد تلقّى العلم في الحديث وتفسير القرآن بالإضافة إلى التاريخ ، وقدّم ما جمعه