103
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

۱۱۲۵.مثير الأحزان :نَزَلَ [مُسلِمٌ] دَارَ هانِي بنِ عُروَةَ ، وَاختَلَفَ إلَيهِ الشّيعَةُ ، وألَحَّ عُبَيدُ اللّه ِ في طَلَبِهِ ، ولا يَعلَمُ أينَ هُوَ ، وكانَ شَريكُ بنُ الأَعوَرِ الهَمدانِيُّ قَدِمَ مِنَ البَصرَةِ مَعَ عُبَيدِ اللّه ِ بنِ زِيادٍ ، ونَزَلَ دارَ هانِي بنِ عُروَةَ ، وكانَ شَريكٌ مِن مُحِبّي أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وشيعَتِهِ ، عَظيمَ المَنزِلَةِ ، جَليلَ القَدرِ ، فَمَرِضَ وسَأَلَ عُبَيدُ اللّه ِ عَنهُ ، فَاُخبِرَ أنَّهُ مَوعوكٌ ، فَأَرسَلَ ابنُ زِيادٍ إلَيهِ : إنّي رائِحٌ إلَيكَ في هذِهِ اللَّيلَةِ لِعِيادَتِكَ .
فَقالَ شَريكٌ لِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ : يَابنَ عَمِّ رَسولِ اللّه ِ ، إنَّ ابنَ زِيادٍ يُريدُ عِيادَتي ، فَادخُل بَعضَ الخَزائِنِ ، فَإِذا جَلَسَ فَاخرُج وَاضرِب عُنُقَهُ ، وأنَا أكفيكَ أمرَ مَن بِالكوفَةِ مَعَ العافِيَةِ .
وكانَ مُسلِمٌ ـ رَحِمَهُ اللّه ُ ـ شُجاعا مِقداما جَسورا ، فَفَعَلَ ما أشارَ بِهِ شَريكٌ ، فَجاءَ عُبَيدُ اللّه ِ ، وسَأَلَ شَريكا عَن حالِهِ وسَبَبِ مَرَضِهِ ، وشَريكٌ عَينُهُ إلَى الخِزانَةِ وامِقَةٌ ، وطالَ ذلِكَ فَجَعَلَ يَقولُ : «مَا الاِنتِظارُ بِسَلمى لا تُحَيّيها» يُكرِّرُ ذلِكَ ، فَأَنكَرَ عُبَيدُ اللّه ِ القَولَ ، وَالتَفَتَ إلى هانِي بنِ عُروَةَ ، وقالَ : ابنُ عَمِّكَ يَخلِطُ في عِلَّتِهِ! وهاني قَد ارتَعَدَ وتَغَيَّرَ وَجهُهُ .
فَقالَ هاني : إنَّ شَريكا يَهجُرُ مُنذُ وَقَعَ فِي المَرَضِ ، ويَتَكَلَّمُ بِما لا يَعلَمُ .
فَثارَ عُبَيدُ اللّه ِ خارِجا نَحوَ قَصرِ الإِمارَةِ مَذعورا ، فَخَرَجَ مُسلِمٌ وَالسَّيفُ في كَفِّهِ ، وقالَ لَهُ شَريكٌ : يا هذا ، ما مَنَعَكَ مِنَ الأَمرِ ؟ قالَ مُسلِمٌ : لَمّا هَمَمتُ بِالخُروجِ تَعَلَّقَت بِيَ امرَأَةٌ ، قالَت : ناشَدتُكَ اللّه َ إن قَتَلتَ ابنَ زِيادٍ في دارِنا ، وبَكَت في وَجهي ، فَرَمَيتُ السَّيفَ وجَلَستُ .
قالَ هاني : يا وَيلَها ، قَتَلَتني وقَتَلَت نَفسَها ، وَالَّذي فَرَرتُ مِنهُ وَقَعتُ فيهِ . ۱

1.مثير الأحزان : ص ۳۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۴۳ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۱ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
102

۱۱۲۴.الفتوح :مَرِضَ شَريكُ بنُ عَبدِ اللّه ِ الأَعوَرُ الهَمدانِيُّ في مَنزِلِ هانِئِ بنِ عُروَةَ ، وعَزَمَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ زِيادٍ عَلى أن يَصيرَ إلَيهِ فَيَجتَمِعَ بِهِ ، ودَعا شَريكُ بنُ عَبدِ اللّه ِ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ ، فَقالَ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ ! غَدا يَأتيني هذَا الفاسِقُ عائِدا ، وأنَا مُشغِلُهُ لَكَ بِالكَلامِ ، فَإِذا فَعَلتُ ذلِكَ فَقُم أنتَ اخرُج إلَيهِ مِن هذِهِ الدّاخِلَةِ فَاقتُلُه ، فَإِن أنَا عِشتُ فَسَأَكفيكَ أمرَ النُّصرَةِ ۱ إن شاءَ اللّه ُ .
قالَ : فَلَمّا أصبَحَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ زِيادٍ ، رَكِبَ وسارَ يُريدُ دارَ هانِئٍ ۲ ، لِيَعودَ شَريكَ بنَ عَبدِ اللّه ِ ، قالَ : فَجَلَسَ وجَعَلَ يَسأَلُ مِنهُ .
قالَ : وهَمَّ مُسلِمٌ أن يَخرُجَ إلَيهِ لِيَقتُلَهُ فَمَنَعَهُ مِن ذلِكَ صاحِبُ المَنزِلِ هانِئٌ ، ثُمَّ قالَ : جُعِلتُ فِداكَ ، في داري صِبيَةٌ وإماءٌ ، وأنَا لا آمَنُ الحَدَثانَ ۳ . قالَ : فَرَمى مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ السَّيفَ مِن يَدِهِ وجَلَسَ ولَم يَخرُج ، وجَعَلَ شَريكُ بنُ عَبدِ اللّه ِ يَرمُقُ الدّاخِلَةَ ، وهُوَ يَقولُ :
ما تَنظُرونَ بِسَلمى عِندَ فُرصَتِهافَقَد وَفى وُدُّها وَاستَوسَقَ الصَّرَمُ
فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ زِيادٍ : ما يَقولُ الشَّيخُ ؟ فَقيلَ لَهُ : إنَّهُ مُبرَسَمٌ ۴ أصلَحَ اللّه ُ الأَميرَ ! قالَ : فَوَقَعَ في قَلبِ عُبَيدِ اللّه ِ بنِ زِيادٍ أمرٌ مِنَ الاُمورِ ، فَرَكِبَ مِن ساعَتِهِ ورَجَعَ إلَى القَصرِ .
وخَرَجَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ إلى شَريكِ بنِ عَبدِ اللّه ِ مِن داخِلِ الدّارِ ، فَقالَ لَهُ شَريكٌ : يا مَولايَ ! جُعِلتُ فِداكَ ! مَا الَّذي مَنَعَكَ مِنَ الخُروجِ إلَى الفاسِقِ ، وقَد كُنتُ أمَرتُكَ بِقَتلِهِ ، وشَغَلتُهُ لَكَ بِالكَلامِ ؟!
فَقالَ : مَنَعَني مِن ذلِكَ حَديثٌ سَمِعتُهُ مِن عَمّي عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام أنَّهُ قالَ : «الإيمانُ قَيَّدَ الفَتكَ» ، فَلَم اُحِبَّ أن أقتُلَ عُبَيدَ اللّه ِ بنَ زِيادٍ في مَنزِلِ هذَا الرَّجُلِ . فَقالَ لَهُ شَريكٌ : وَاللّه ِ لَو قَتَلتَهُ ، لَقَتَلتَ فاسِقا فاجِرا مُنافِقا .
قالَ : ثُمَّ لَم يَلبَث شَريكُ بنُ عَبدِ اللّه ِ إلّا ثَلاثَةَ أيّامٍ حَتّى ماتَ ـ رَحِمَهُ اللّه ُ ـ وكانَ مِن خِيارِ الشّيعَةِ ، غَيرَ أنَّهُ يَكتُمُ ذلِكَ إلّا عَمَّن يَثِقُ بِهِ مِن إخوانِهِ .
قالَ : وخَرَجَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ زِيادٍ فَصَلّى عَلَيهِ ، ورَجَعَ إلى قَصرِهِ . ۵

1.هكذا في المصدر ، وفي مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : «البصرة» ، والظاهر أنّه الصواب ، وتؤيّده النقول الاُخرى .

2.في المصدر : «ابن هانئ» ، والصواب ما أثبتناه .

3.حَدَثانُ الدهر : نُوَبُه وما يحدث منه (لسان العرب : ج ۲ ص ۱۳۲ «حدث») .

4.البِرْسامُ : علّةٌ يُهذى فيها ، بُرسِمَ فهو مبرسمٌ (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۷۹ «برسم») .

5.الفتوح : ج ۵ ص ۴۲ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۱ نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 181924
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي