123
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

۱۱۴۰.تاريخ الطبري عن عمّار الدهني عن أبي جعفر [الباقر] عليه السلام :قالَ عُبَيدُ اللّه ِ لِوُجوهِ أهلِ الكوفَةِ : ما لي أرى هانِئَ بنَ عُروَةَ لَم يَأتِني فيمَن أتاني ؟
قالَ : فَخَرَجَ إلَيهِ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ في ناسٍ مِن قَومِهِ ، وهُوَ عَلى بابِ دارِهِ ، فَقالوا : إنَّ الأَميرَ قَد ذَكَرَكَ ، وَاستَبطَأَكَ فَانطَلِق إلَيهِ ! فَلَم يَزالوا بِهِ حَتّى رَكِبَ مَعَهُم ، وسارَ حَتّى دَخَلَ عَلى عُبَيدِ اللّه ِ ، وعِندَهُ شُرَيحٌ القاضي .
فَلَمّا نَظَرَ إلَيهِ ، قالَ لِشُرَيحٍ : «أتَتكَ بِحائِنٍ رِجلاهُ» ، فَلَمّا سَلَّمَ عَلَيهِ قالَ : يا هانِئُ ، أينَ مُسلِمٌ ؟ قالَ : ما أدري . فَأَمَرَ عُبَيدُ اللّه ِ مَولاهُ صاحِبَ الدَّراهِمِ فَخَرَجَ إلَيهِ ، فَلَمّا رَآهُ قُطِعَ بِهِ ، فَقالَ : أصلَحَ اللّه ُ الأَميرَ ! وَاللّه ِ ما دَعَوتُهُ إلى مَنزِلي ، ولكِنَّهُ جاءَ فَطَرَحَ نَفسَهُ عَلَيَّ ، قالَ : إيتِني بِهِ ، قالَ : وَاللّه ِ لَو كان تَحتَ قَدَمَيَّ ما رَفَعتُهُما عَنهُ .
قالَ : أَدنوهُ إلَيَّ ، فَاُدنِيَ فَضَرَبَهُ عَلى حاجِبِهِ فَشَجَّهُ ، قالَ : وأهوى هانِئٌ إلى سَيفِ شُرطِيٍّ لِيَسُلَّهُ ، فَدُفِعَ عَن ذلِكَ .
وقالَ : قَد أحَلَّ اللّه ُ دَمَكَ ، فَأَمَرَ بِهِ فَحُبِسَ في جانِبِ القَصرِ .
وقالَ غَيرُ أبي جَعفَرٍ : الَّذي جاءَ بِهانِئِ بنِ عُروَةَ إلى عُبَيدِ اللّه ِ بنِ زِيادٍ ، عَمرُو بنُ الحَجّاجِ الزُّبَيدِيُّ ... .
قالَ عليه السلام : فَبَينا هُوَ كَذلِكَ ، إذ خَرَجَ الخَبَرُ إلى مَذحِجٍ ، فَإِذا عَلى بابِ القَصرِ جَلَبَةٌ سَمِعَها عُبَيدُ اللّه ِ ، فَقالَ : ما هذا ؟ فَقالوا : مَذحِجٌ ، فَقالَ لِشُرَيحٍ : اُخرُج إلَيهِم فَأَعلِمهُم أنّي إنَّما حَبَستُهُ لِاُسائِلَهُ ، وبَعَثَ عَينا عَلَيهِ مِن مَواليهِ يَسمَعُ ما يَقولُ ، فَمَرَّ بِهانِئِ بنِ عُروَةَ ، فَقالَ لَهُ هانِئٌ : اِتَّقِ اللّه َ يا شُرَيحُ فَإِنَّهُ قاتِلي ، فَخَرَجَ شُرَيحٌ حَتّى قامَ عَلى بابِ القَصرِ ، فَقالَ : لا بَأسَ عَلَيهِ ، إنَّما حَبَسَهُ الأَميرُ لِيُسائِلَهُ . فَقالوا : صَدَقَ ، لَيسَ عَلى صاحِبِكُم بَأسٌ ، فَتَفَرَّقوا. ۱

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۴۸ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۴ ، تهذيب التهذيب : ج ۱ ص ۵۹۱ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۷ وليس فيه ذيله من «سمعها» ، الإصابة : ج ۲ ص ۷۰ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۲ كلّها نحوه ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۹۱ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۵ عن الإمام زين العابدين عليه السلام وراجع : الثقات لابن حبّان : ج ۲ ص ۳۰۷ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
122

۱۱۳۹.تاريخ الطبري عن عيسى بن يزيد الكنانيّ :أرسَلَ [ابنُ زِيادٍ] إلى أسماءَ بنِ خارِجَةَ ، ومُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ ، فَقالَ : إيتِياني بِهانِئٍ ، فَقالا لَهُ : إنَّهُ لا يَأتي إلّا بِالأَمانِ ، قالَ : وما لَهُ ولِلأَمانِ ؟ ! وهَل أحدَثَ حَدَثا ؟ اِنطَلِقا فَإِن لَم يَأتِ إلّا بِأَمانٍ فَآمِناهُ ، فَأَتَياهُ فَدَعَواهُ ، فَقالَ : إنَّهُ إن أخَذَني قَتَلَني ، فَلَم يَزالا بِهِ حَتّى جاءا بِهِ ، وعُبَيدُ اللّه ِ يَخطُب يَومَ الجُمُعَةِ ، فَجَلَسَ فِي المَسجِدِ وقَد رَجَّلَ ۱ هانِئٌ غَديرَتَيهِ. ۲
فَلَمّا صَلّى عُبَيدُ اللّه ِ ، قالَ : يا هانِئُ! فَتَبِعَهُ ودَخَلَ فَسَلَّمَ ، فَقالَ عُبَيدُ اللّه ِ : يا هانِئُ ، أما تَعلَمُ أنَّ أبي قَدِمَ هذَا البَلَدَ فَلَم يَترُك أحَدا مِن هذِهِ الشّيعَةِ إلّا قَتَلَهُ ، غَيرَ أبيكَ وغَيرَ حُجرٍ ، وكانَ مِن حُجرٍ ما قَد عَلِمتَ ، ثُمَّ لَم يَزَل يُحسِنُ صُحبَتَكَ ، ثُمَّ كَتَبَ إلى أميرِ الكوفَةِ : إنَّ حاجَتي قِبَلَكَ هانِئٌ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فَكانَ جَزائي أن خَبَّأتَ في بَيتِكَ رَجُلاً لِيَقتُلَني ؟! قالَ : ما فَعَلتُ ، فَأَخرَجَ التَّميمِيَّ الَّذي كانَ عَينا عَلَيهِم ، فَلَمّا رَآهُ هانِئٌ عَلِمَ أن قَد أخبَرَهُ الخَبَرَ ، فَقالَ : أيُّهَا الأَميرُ ! قَد كانَ الَّذي بَلَغَكَ ولَن اُضَيِّعَ يَدَكَ عَنّي ، فَأَنتَ آمِنٌ وأهلُكَ ، فَسِر حَيثُ شِئتَ .
فَكَبا عُبَيدُ اللّه ِ عِندَها ، ومِهرانُ قائِمٌ عَلى رَأسِهِ في يَدِهِ مِعكَزَةٌ ۳
، فَقالَ : واذُلّاه ! هذَا العَبدُ الحائِكُ يُؤَمِّنُكَ في سُلطانِكَ ، فَقالَ : خُذهُ ، فَطَرَحَ المِعكَزَةَ وأخَذَ بِضَفيرَتَي هانِئٍ ، ثُمَّ أقنَعَ بِوَجهِهِ ، ثُمَّ أخَذَ عُبَيدُ اللّه ِ المِعكَزَةَ فَضَرَبَ بِها وَجهَ هانِئٍ ، ونَدَرَ ۴ الزُّجُّ ۵ فَارتَزَّ ۶ فِي الجِدارِ ، ثُمَّ ضَرَبَ وَجهَهُ حَتّى كَسَرَ أنفَهُ وجَبينَهُ .
وسَمِعَ النّاسُ الهَيعَةَ ۷ ، وبَلَغَ الخَبَرُ مَذحِجَ فَأَقبَلوا فَأَطافوا بِالدّارِ ، وأمَرَ عُبَيدُ اللّه ِ بِهانِئٍ فَاُلقِيَ في بَيتٍ ، وصَيَّحَ المَذحِجِيّونَ ، وأمَرَ عُبَيدُ اللّه ِ مِهرانَ أن يُدخِلَ عَلَيهِ شُرَيحا ، فَخَرَجَ فَأَدخَلَهُ عَلَيهِ ، ودَخَلَتِ الشُّرَطُ مَعَهُ ، فَقالَ : يا شُرَيحُ ، قَد تَرى ما يُصنَعُ بي ، قالَ : أراكَ حَيّا ، قالَ : وحَيٌّ أنَا مَعَ ما تَرى ! أخبِر قَومي أنَّهُم إنِ انصَرَفوا قَتَلَني .
فَخَرَجَ إلى عُبَيدِ اللّه ِ ، فَقالَ : قَد رَأَيتُهُ حَيّا ، ورَأَيتُ أثَرا سَيِّئا ، قالَ : وتُنكِرُ ۸ أن يُعاقِبَ الوالي رَعِيَّتَهُ ؟! اُخرُج إلى هؤُلاءِ فَأَخبِرهُم . فَخَرَجَ ، وأمَرَ عُبَيدُ اللّه ِ الرَّجُلَ فَخَرَجَ مَعَهُ ، فَقالَ لَهُم شُرَيحٌ : ما هذِهِ الرِّعَةُ ۹ السَّيِّئَةُ ؟ ! اَلرَّجُلُ حَيٌّ ، وقَد عاتَبَهُ سُلطانُهُ بِضَربٍ لَم يَبلُغ نَفسَهُ ، فَانصَرِفوا ولا تُحِلّوا بِأَنفُسِكُم ولا بِصاحِبِكُم . فَانصَرَفوا. ۱۰

1.الترجُّل : تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه (النهاية : ج ۲ ص ۲۰۳ «رجل») .

2.الغدائر : هي الذوائب ، واحدتها : غديرة (النهاية : ج ۳ ص ۳۴۵ «غدر») .

3.العُكّازة : عصا في أسفلها زجّ يتوكّأ عليها الرجل (لسان العرب : ج ۵ ص ۳۸۰ «عكز») .

4.نَدَرَ الشيءُ : سَقَطَ أو خرج من غَيره (المصباح المنير : ص ۵۹۷ «ندر») .

5.الزُّجُّ : الحديدة في أسفل الرمح (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۹۱ «زجج») .

6.ارتزّ : ثبت وبقي مكانه (النهاية : ج ۲ ص ۲۱۹ «رزز») .

7.الهَيْعَةُ : الصوت الذي تفزع منه وتخافه من عدوّ (النهاية : ج ۵ ص ۲۸۸ «هيع») .

8.أنكرتُ عليه فعله : إذا عبته ونهيته (المصباح المنير : ص ۶۲۵ «نكر») .

9.الرِّعة : الشأن والأمر والأدب (تاج العروس : ج ۱۱ ص ۵۰۶ «ورع») .

10.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۶۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 179168
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي