127
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

4 / 17

دَعوَةُ مُسلِمٍ قُوّاتِهِ وَالحَرَكَةُ نَحوَ القَصرِ

۱۱۴۵.تاريخ الطبري عن عبد اللّه بن خازم۱:أنَا وَاللّه ِ رَسولُ ابنِ عَقيلٍ إلَى القَصرِ ، لِأَنظُرَ إلى ما صارَ أمرُ هانِئٍ ، قالَ : فَلَمّا ضُرِبَ وحُبِسَ ، رَكِبتُ فَرَسي وكُنتُ أوَّلَ أهلِ الدّارِ دَخَلَ عَلى مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ بِالخَبَرِ ، وإذا نِسوَةٌ لِمُرادٍ مُجتَمِعاتٌ يُنادينَ : يا عَثرَتاه! يا ثُكلاه ! فَدَخَلتُ عَلى مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ بِالخَبَرِ ، فَأَمَرَني أن اُنادِيَ في أصحابِهِ ، وقَد مَلأَ مِنهُمُ الدّورَ حَولَهُ ، وقَد بايَعَهُ ثَمانِيَةَ عَشَرَ ألفا ، وفِي الدّورِ أربَعةُ آلافِ رَجُلٍ .
فَقالَ لي : نادِ : «يا مَنصورُ أمِت» ، فَنادَيتُ : «يا مَنصورُ أمِت» ۲ ، وتَنادى أهلُ الكوفَةِ فَاجتَمَعوا إلَيهِ ، فَعَقَدَ مُسلِمٌ لِعُبَيدِ اللّه ِ بنِ عَمرِو بنِ عُزَيرٍ الكِنديِّ ۳ عَلى رَبعِ كِندَةَ ورَبيعَةَ ، وقالَ : سِر أمامي فِي الخَيلِ ، ثُمَّ عَقَدَ لِمُسلِمِ بنِ عَوسَجَةَ الأَسدِيِّ عَلى رُبعِ مَذحِجٍ وأسَدٍ ، وقالَ : اِنزِل فِي الرِّجالِ فَأَنتَ عَلَيهِم ، وعَقَدَ لِأَبي ثُمامَةَ الصّائِدِيِّ عَلى رُبعِ تَميمٍ وهَمدانَ ، وعَقَدَ لِعَبّاسِ بنِ جُعدَةَ الجَدَلِيِّ عَلى رُبعِ المَدينَةِ ، ثُمَّ أقبَلَ نَحوَ القَصرِ ، فَلَمّا بَلَغَ ابنَ زِيادٍ إقبالُهُ ، تَحَرَّزَ ۴ فِي القَصرِ وغَلَّقَ الأَبوابَ. ۵

1.هو عبد اللّه بن خازم (حازم) الأزدي الكبيري من بني كبير، خرج مع التوّابين بقيادة سليمان بن صرد في سنة ۶۵ ه ومعه امرأته سهلة بنت سبرة بن عمرو لمّا سمع الصوت « يا لثارات الحسين». لم نعثر على ترجمته (راجع: تاريخ الطبري: ج ۵ ص۳۷۰ و ۵۸۳ ومقاتل الطالبيين: ص ۱۰۳ و۱۰۴ وبحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۳۵۸).

2.كانت هذه العبارة شعارا لمسلم وأصحابه، فكان البعض يقولها للبعض الآخر. ويريدون بها التفأّل بالنصرة والنصر (راجع: لسان العرب: ج ۳ ص ۹۲).

3.عبيد اللّه بن عمرو بن عزير الكندي : اختلفوا في اسمه و اسم جدّه . يُكنّى أبا محمّد ، ولعلّ الصحيح في اسمه عبداللّه مكبّرا . ومن المحتمل اتّحاده مع عبيدة بن عمرو البدي الكندي الّذي عنونه البلاذري والطبري في كتابيهما وقالا: كان عبيدة من أشدّ الناس تشيّعا وحبّا لعليّ ، وأشجع الناس وأشعرهم. وذكره السيّد محسن الأمين بعنوان عبيدة بن عمرو البدائي من بني بداء و هم من كندة ، أو نسبة إلى الذين أجازوا البداء على اللّه عزّوجلّ . وكان عبيداللّه هذا من التوّابين . واستشهد في سنة ۶۵ ه (راجع : تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۶۹ و ۵۷۸ و ۶۰۳ و ۶۰۴ وأنساب الأشراف : ج ۶ ص ۳۸۰ وقاموس الرجال: ج ۶ ص ۵۱۵ وأصدق الأخبار : ص ۵۴) .

4.الحِرْزُ : الموضع الحصين (الصحاح : ج ۳ ص ۸۷۳ «حرز») .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۶۸ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۳ عن عبداللّه بن حازم البكري نحوه وفيه «لعبد الرحمن بن عزيز الكندي» وراجع : الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۰ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
126

4 / 16

خُطبَةُ ابنِ زِيادٍ بَعدَ اعتِقالِ هانِئٍ

۱۱۴۳.تاريخ الطبري عن محمّد بن بشير الهمداني :لَمّا ضَرَبَ عُبَيدُ اللّه ِ هانِئا وحَبَسَهُ ، خَشِيَ أن يَثِبَ النّاسُ بِهِ ، فَخَرَجَ فَصَعِدَ المِنبَرَ ، ومَعَهُ أشرافُ النّاسِ ، وشُرَطُهُ وحَشَمُهُ ، فَحَمِدَ اللّه َ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ ، أيُّهَا النّاسُ ! فَاعتَصِموا بِطاعَةِ اللّه ِ وطاعَةِ أئِمَّتِكُم ، ولا تَختَلِفوا ولا تَفَرَّقوا ، فَتَهلِكَوا وتُذَلّوا ، وتُقتَلوا وتُجفَوا وتُحرَموا ، إنَّ أخاكَ مَن صَدَقَكَ ، وقَد أعذَرَ مَن أنذَرَ .
قالَ : ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنزِلَ ، فَما نَزَلَ عَنِ المِنبَرِ حَتّى دَخَلَتِ النَّظّارَةُ المَسجِدَ مِن قِبَلِ التَّمّارينَ يَشتَدّونَ ويَقولونَ : قَد جاءَ ابنُ عَقيلٍ ، قَد جاءَ ابنُ عَقيلٍ ، فَدَخَلَ عُبَيدُ اللّه ِ القَصرَ مُسرِعا ، وأغلَقَ أبوابَهُ. ۱

۱۱۴۴.الفتوح :خَرَجَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ زِيادٍ مِنَ القَصرِ حَتّى دَخَلَ المَسجِدَ الأَعظَمَ ، فَحَمِدَ اللّه َ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ التَفَتَ فَرَأى أصحابَهُ عَن يَمينِ المِنبَرِ وعَن شِمالِهِ ، وفي أيديهِمُ الأَعمِدَةُ وَالسُّيوفُ المُسَلَّلَةُ ، فَقالَ : أمّا بَعدُ يا أهلَ الكوفَةِ ، فَاعتَصِموا بِطاعَةِ اللّه ِ ورَسولِهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وطاعَةِ أئِمَّتِكُم ، ولا تَختَلِفوا ولا تَفَرَّقوا ، فَتَهلِكوا وتَندَموا ، وتُذَلّوا وتُقهَروا ، فَلا يَجعَلَنَّ أحَدٌ عَلى نَفسِهِ سَبيلاً ، وقَد أعذَرَ مَن أنذَرَ .
قالَ : فَما أتَمَّ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ زيادٍ ذلِكَ ـ الخُطبَةَ ـ حَتّى سَمِعَ الصَّيحَةَ ، فَقالَ : ما هذا ؟ فَقيلَ لَهُ : أيُّهَا الأَميرُ ! الحَذَرَ الحَذَرَ ، هذا مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ قَد أقبَلَ في جَميعِ مَن بايَعَهُ .
قالَ : فَنَزَلَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ زِيادٍ عَنِ المِنبَرِ مُسرِعا ، وبادَرَ فَدَخَلَ القَصرَ وأغلَقَ الأَبوابَ. ۲

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۶۸ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۲ عن الحجّاج بن عليّ الهمداني وفيه «وتخافوا وتخرجوا» بدل «وتقتلوا وتجفوا وتحرموا» ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۵۱ وفيه «وتحربوا» بدل «وتحرموا»، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۴۸ وراجع : البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۴ .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۴۹ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 142724
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي