135
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
134

۱۱۶۲.الكامل في التاريخ :كانَ فيمَن قاتَلَ مُسلِما مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ ، وشَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ التَّميمِيُّ ، وَالقَعقاعُ بنُ شَورٍ ، وجَعَلَ شَبَثٌ يَقولُ : اِنتَظِروا بِهِمُ اللَّيلَ يَتَفَرَّقوا ، فَقالَ لَهُ القَعقاعُ : إنَّكَ قَد سَدَدتَ عَلَيهِم وَجهَ مَهرَبِهِم ، فَافرِج لَهُم يَتَفَرَّقوا. ۱

4 / 20

سِياسَةُ ابنِ زِيادٍ في تَخذيلِ النّاسِ عَن مُسلِمٍ

۱۱۶۳.تاريخ الطبري عن عبّاس الجدلي :أقبَلَ أشرافُ النّاسِ يَأتونَ ابنَ زِيادٍ مِن قِبَلِ البابِ الَّذي يَلي دارَ الرّومِيّينَ ، وجَعَلَ مَن بِالقَصرِ مَعَ ابنِ زِيادٍ يُشرِفونَ عَلَيهِم فَيَنظُرونَ إلَيهِم ، فَيَتَّقونَ أن يَرموهُم بِالحِجارَةِ ، وأن يَشتِموهُم وهُم لا يَفتُرونَ عَلى عُبَيدِ اللّه ِ وعلى أبيهِ .
ودَعا عُبَيدُ اللّه ِ كَثيرَ بنَ شِهابِ بنِ حُصَينٍ الحارِثِيَّ ، فَأَمَرَهُ أن يَخرُجَ فيمَن أطاعَهُ مِن مَذحِجٍ ، فَيَسيرَ بِالكوفَةِ ، ويُخَذِّلَ النّاسَ عَنِ ابنِ عَقيلٍ ، ويُخَوِّفَهُمُ الحَربَ ، ويُحَذِّرَهُم عُقوبَةَ السُّلطانِ ، وأمَرَ مُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ أن يَخرُجَ فيمَن أطاعَهُ مِن كِندَةَ وحَضرَمَوتَ ، فَيَرفَعَ رايَةَ أمانٍ لِمَن جاءَهُ مِنَ النّاسِ .
وقالَ مِثلَ ذلِكَ لِلقَعقاعِ بنِ شَورٍ الذُّهليِّ ، وشَبَثِ بنِ رِبعِيٍّ التَّميمِيِّ ، وحَجّارِ بنِ أبجَرٍ العِجلِيِّ ، وشِمرِ بنِ ذِي الجَوشَنِ العامِرِيِّ ، وحَبَسَ سائِرَ وُجوهِ النّاسِ عِندَهُ استيحاشا إلَيهِم ، لِقِلَّةِ عَدَدِ مَن مَعَهُ مِنَ النّاسِ ، وخَرَجَ كَثيرُ بنُ شِهابٍ يُخَذِّلُ النّاسَ عَنِ ابنِ عَقيلٍ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : فَحَدَّثَني أبو جَنابٍ الكَلبِيُّ أنَّ كَثيرا ألفى رَجُلاً مِن كَلبٍ يُقالُ لَهُ عَبدُ الأَعلَى بنُ يَزيدَ ، قَد لَبِسَ سِلاحَهُ يُريدُ ابنَ عَقيلٍ في بَني فِتيانٍ ، فَأَخَذَهُ حَتّى أدخَلَهُ عَلَى ابنِ زِيادٍ ، فَأَخبَرَهُ خَبَرَهُ ، فَقالَ لاِبنِ زِيادٍ : إنَّما أرَدتُكَ ، قالَ : وكُنتَ وَعَدتَني ذلِكَ مِن نَفسِكَ ، فَأَمَرَ بِهِ فَحُبِسَ .
وخَرَجَ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ حَتّى وَقَفَ عِندَ دورِ بَني عُمارَةَ ، وجاءَهُ عُمارَةُ بنُ صَلخَبٍ الأَزدِيُّ وهُوَ يُريدُ ابنَ عَقيلٍ ، عَلَيهِ سِلاحُهُ ، فَأَخَذَهُ فَبَعَثَ بِهِ إلَى ابنِ زِيادٍ فَحَبَسَهُ .
فَبَعَثَ ابنُ عَقيلٍ إلى مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ مِنَ المَسجِدِ عبدَ الرَّحمنِ بنَ شُرَيحٍ الشِّبامِيَّ ، فَلَمّا رَأى مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ كَثرَةَ مَن أتاهُ ، أخَذَ يَتَنَحّى ويَتَأَخَّرُ .
وأرسَلَ القَعقاعُ بنُ شَورٍ الذُّهلِيُّ إلى مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ : قَد جُلتُ عَلَى ابنِ عَقيلٍ مِنَ العِرارِ ۲ ، فَتَأَخَّرَ عَن مَوقِفِهِ ، فَأَقبَلَ حَتّى دَخَلَ عَلَى ابنِ زِيادٍ مِن قِبَلِ دارِ الرّومِيّينَ .
فَلَمّا اجتَمَعَ عِندَ عُبَيدِ اللّه ِ كَثيرُ بنُ شِهابٍ ومُحَمَّدٌ وَالقَعقاعُ فيمَن أطاعَهُم مِن قَومِهِم ، فَقالَ لَهُ كَثيرٌ ـ وكانوا مُناصِحينَ لِابنِ زِيادٍ ـ : أصلَحَ اللّه ُ الأَميرَ ! مَعَكَ فِي القَصرِ ناسٌ كَثيرٌ مِن أشرافِ النّاسِ ، ومِن شُرَطِكَ وأهلِ بَيتِكَ ومَواليكَ ، فَاخرُج بِنا إلَيهِم .
فأبى عُبَيدُ اللّه ِ ، وعَقَدَ لِشَبَثِ بنِ رِبعِيٍّ لِواءً فَأَخرَجَهُ ، وأقامَ النّاسُ مَعَ ابنِ عَقيلٍ يُكَبِّرونَ ويُثَوِّبونَ حَتَّى المَساءِ ، وأمرُهُم شَديدٌ ، فَبَعَثَ عُبَيدُ اللّه ِ إلَى الأَشرافِ فَجَمَعَهُم إلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أشرِفوا عَلَى النّاسِ ، فَمَنّوا أهلَ الطّاعَةِ الزِّيادَةَ وَالكَرامَةَ ، وخَوِّفوا أهلَ المَعصِيَةِ الحِرمانَ وَالعُقوبَةَ، وأعلِموهُم فُصولَ ۳ الجُنودِ مِنَ الشّامِ إلَيهِم.
قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَني سُلَيمانُ بنُ أبي راشِدٍ ، عَن عَبدِ اللّه ِ بنِ خازِمٍ الكَثيريِّ مِنَ الأَزدِ مِن بَني كَثيرٍ ، قالَ : أشرَفَ عَلَينَا الأَشرافُ ، فَتَكَلَّمَ كَثيرُ بنُ شِهابٍ أوَّلَ النّاسِ حَتّى كادَتِ الشَّمسُ أن تَجِبَ ۴
، فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ! اِلحَقوا بِأَهاليكُم ولا تَعَجَّلُوا الشَّرَّ ، ولا تُعَرِّضوا أنفُسَكُم لِلقَتلِ ؛ فَإِنَّ هذِهِ جُنودُ أميرِ المُؤمِنينَ يَزيدَ قَد أقبَلَت ، وقَد أعطَى اللّه َ الأَميرُ عَهدا ، لَئِن أتمَمتُم عَلى حَربِهِ ، ولَم تَنصَرِفوا مِن عَشِيَّتِكُم ، أن يَحرِمَ ذُرِّيَّتَكُمُ العَطاءَ ، ويُفَرِّقَ مُقاتِلَتَكُم في مَغازي أهلِ الشّامِ عَلى غَيرِ طَمَعٍ ، وأن يَأخُذَ البَريءَ بِالسَّقيمِ ، وَالشّاهِدَ بِالغائِبِ ، حَتّى لا يَبقى لَهُ فيكُم بَقِيَّةٌ مِن أهلِ المَعصِيَةِ إلّا أذاقَها وَبالَ ما جَرَّت أيدِيها .
وتَكَلَّمَ الأَشرافُ بِنَحوٍ مِن كَلامِ هذا ، فَلَمّا سَمِعَ مَقالَتَهُمُ النّاسُ أخَذوا يَتَفَرَّقونَ ، وأخَذوا يَنصَرِفونَ. ۵

1.الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۵ .

2.العِرارُ : القِتالُ (لسان العرب : ج ۴ ص ۵۵۶ «عرر») .

3.فَصَلَ : أي خرج (الصحاح : ج ۵ ص ۱۷۹۰ «فصل») .

4.وجبت الشمسُ : غابت (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۳۶ «وجب») .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۶۹ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۸ ومقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۳ والبداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۴ والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء : ج ۱ ص ۱۸۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 142786
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي