149
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

۱۱۸۸.الفتوح :لَمّا كانَ مِنَ الغَدِ ، نادى عُبَيدُ اللّه ِ بنُ زِيادٍ فِي النّاسِ أن يَجتَمِعوا ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ القَصرِ ، وأتى إلَى المَسجِدِ الأَعظَمِ فَصَعِدَ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ اللّه َ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ أتى هذَا البِلادَ ، وأظهَرَ العِنادَ وشَقَّ العَصا ، وقَد بَرِئَتِ الذِّمَّةُ مِن رَجُلٍ أصَبناهُ في دارِهِ ، ومَن جاءَ بِهِ فَلَهُ دِيَتُهُ ، اِتَّقُوا اللّه َ عَبادَ اللّه ِ ، وَالزَموا طاعَتَكُم وبَيعَتَكُم ، ولا تَجعَلوا عَلى أنفُسِكُم سَبيلاً ، ومَن أتاني بِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ فَلَهُ عَشَرَةُ آلافِ دِرهَمٍ ، وَالمَنزِلَةُ الرَّفيعَةُ مِن يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، ولَهُ في كُلِّ يَومٍ حاجَةٌ مَقضِيَّةٌ . وَالسَّلامُ .
ثُمَّ نَزَلَ عَنِ المنِبَرِ ، ودَعَا الحُصَينَ بنَ نُمَيرٍ السَّكونِيَّ ، فَقالَ : ثَكِلَتكَ اُمُّكَ إن فاتَتكَ سِكَّةٌ مِن سِكَكِ الكوفَةِ لَم تُطبَق عَلى أهلِها ، أو يَأتوكَ بِمُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، فَوَاللّه ِ لَئِن خَرَجَ مِنَ الكوفَةِ سالِما لَنُريقَنَّ ۱ أنفُسَنا في طَلَبِهِ ، فَانطَلِقِ الآنَ فَقَد سَلَّطتُكَ عَلى دورِ الكوفَةِ وسِكَكِها ، فَانصِبِ المَراصِدَ ، وجُدَّ الطَّلَبَ ، حَتّى تَأتِيَني بِهذَا الرَّجُلِ. ۲

1.هو يريق بنفسه ريوقا : يجود بها عند الموت (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۲۴۰ «ريق») .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۵۱ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۸ نحوه .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
148

۱۱۸۶.الأخبار الطوال :إنَّ ابنَ زِيادٍ لَمّا فَقَدَ الأَصواتَ ، ظَنَّ أنَّ القَومَ دَخَلُوا المَسجِدَ ، فَقالَ : اُنظُروا ، هَل تَرَونَ فِي المَسجِدِ أحَدا ؟ ـ وكانَ المَسجِدُ مَعَ القَصرِ ـ فَنَظَروا فَلَم يَرَوا أحَدا ، وجَعَلوا يُشعِلونَ أطنابَ ۱ القَصَبِ ، ثُمَ يَقذِفونَ بِها في رُحبَةِ المَسجِدِ لِيُضيءَ لَهُم ، فَتَبَيَّنوا ، فَلَم يَرَوا أحَدا .
فَقالَ ابنُ زِيادٍ : إنَّ القَومَ قَد خَذَلوا وأسلَموا مُسلِما وَانصَرَفوا . فَخَرَجَ فيمَن كانَ مَعَهُ ، وجَلَسَ فِي المَسجِدِ ، ووُضِعَتِ الشُّموعُ والقَناديلُ. ۲

4 / 24

خُطبَةُ ابنِ زِيادٍ وأمرُهُ بِتَجَسُّسِ الدّورِ

۱۱۸۷.تاريخ الطبري عن المجالد بن سعيد :لَمّا لَم يَرَوا شَيئا [مِن مُسلِمٍ وأصحابِهِ ]أعلَمُوا ابنَ زِيادٍ ، فَفَتَحَ بابَ السُدَّةِ الَّتي فِي المَسجِدِ ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَعِدَ المِنبَرَ وخَرَجَ أصحابُهُ مَعَهُ ، فَأَمَرَهُم فَجَلَسوا حَولَهُ قُبَيلَ العَتَمَةِ. ۳
وأمَرَ عَمرَو بنَ نافِعٍ فَنادى : ألا بَرِئَتِ الذِّمَّةُ مِن رَجُلٍ مِنَ الشُّرطَةِ وَالعُرَفاءِ ، أوِ المَناكِبِ ۴ أو المُقاتِلَةِ ، صَلَّى العَتَمَةَ إلّا فِي المَسجِدِ ، فَلَم يَكُن لَهُ إلّا ساعةٌ ، حَتَّى امتَلَأَ المَسجِدُ مِنَ النّاسِ ، ثُمَّ أمَرَ مُنادِيَهُ فَأَقامَ الصَّلاةَ .
فَقالَ الحُصَينُ بنُ تَميمٍ : إن شِئتَ صَلَّيتَ بِالنّاسِ ، أو يُصَلّي بِهِم غَيرُكَ ودَخَلتَ أنتَ فَصَلَّيتَ فِي القَصرِ ؛ فَإِنّي لا آمَنُ أن يَغتالَكَ بَعضُ أعدائِكَ .
فَقالَ : مُر حَرَسي فَليَقوموا وَرائي كَما كانوا يَقِفونَ ، ودُر فيهِم فَإِنّي لَستُ بِداخِلٍ إذا . فَصَلّى بِالنّاسِ .
ثُمَّ قامَ فَحَمِدَ اللّه َ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ ابنَ عَقيلٍ السَّفيهَ الجاهِلَ ، قَد أتى ما قدَ رَأَيتُم مِنَ الخِلافِ وَالشِّقاقِ ، فَبَرِئَت ذِمَّةُ اللّه ِ مِن رَجُلٍ وَجَدناهُ في دارِهِ ، ومَن جاءَ بِهِ فَلَهُ دِيَتُهُ ، اِتَّقُوا اللّه َ عِبادَ اللّه ِ ، وَالزَموا طاعَتَكُم وبَيعَتَكُم ، ولا تَجعَلوا عَلى أنفُسِكُم سَبيلاً .
يا حُصَينَ بنَ تَميمٍ ، ثَكِلَتكَ ۵ اُمُّكَ إن صاحَ بابُ سِكَّةٍ ۶ مِن سِكَكِ الكوفَةِ ، أو خَرَجَ هذَا الرَّجُلُ ولَم تأتِني بِهِ ، وقَد سَلَّطتُكَ عَلى دورِ أهلِ الكوفَةِ فَابعَث مُراصِدَةً عَلى أفواهِ السِّكَكِ ، وأصبِح غَدا وَاستَبرِ الدّورَ وجُسَّ ۷ خِلالَها ، حَتّى تَأتِيَني بِهذَا الرَّجُلِ ـ وكانَ الحُصَينُ عَلى شُرَطِهِ ، وهُوَ مِن بَني تَميمٍ ـ ثُمَّ نَزَلَ ابنُ زِيادٍ فَدَخَلَ ، وقَد عَقَدَ لِعَمرِو بنِ حُرَيثٍ رايَةً وأمَّرَهُ عَلَى النّاسِ. ۸

1.الطُّنُبُ : عِرق الشجر ، جمعه : أطناب (تاج العروس : ج ۲ ص ۱۸۷ «طنب») .

2.الأخبار الطوال : ص ۲۳۹ .

3.العَتَمَةُ من اللّيل : بعد غيبوبة الشّفق إلى آخر الثلث الأوّل . وعَتَمَةُ الليل : ظلامُ أوّله عند سقوط نور الشفق (المصباح المنير : ص ۳۹۲ «عتم») .

4.المناكِبُ : قوم دون العرفاء واحدهم مَنكِب ، وقيل : المَنكِبُ : رأس العرفاء (النهاية : ج ۵ ص ۱۱۳ «نكب») .

5.ثَكِلَتْكَ اُمُّك : أي فقدتك ، والثُّكلُ : فقد الولد (النهاية : ج ۱ ص ۲۱۷ «ثكل») .

6.السِّكَّةُ : الزُّقاق (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۴۴۰ «سكك») .

7.جَسّ الخبر : بحث عنه وفحص (لسان العرب : ج ۶ ص ۳۸ «جسس») .

8.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۱ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۵ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۵۶ وفيه «حصين بن نمير» وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۱ وراجع : الأخبار الطوال : ص ۲۴۰ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۳ والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء : ج ۱ ص ۱۹۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 175824
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي