155
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

۱۲۰۱.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :أمَرَ ابنُ زِيادٍ خَليفَتَهُ عَمرَو بنَ حُرَيثٍ المَخزوِميَّ أن يَبعَثَ مَعَ مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ ثَلاثَمِئَةِ رَجُلٍ مِن صَناديدِ أصحابِهِ ، فَرَكِبَ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ حَتّى وافَى الدّارَ الّتي فيها مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ، فَسَمِعَ مُسلِمٌ وَقعَ حَوافِرِ الخَيلِ وأصواتَ الرِّجالِ ، فَعَلِمَ أنَّهُ قَد اُتِيَ ، فَبادَرَ مُسرِعا إلى فَرَسِهِ ، فَأَسرَجَهُ وألجَمَهُ وصَبَّ عَلَيهِ دِرعَهُ ، وَاعتَجَرَ بِعِمامَتِهِ وتَقَلَّدَ سَيفَهُ ، وَالقَومُ يَرمونَ الدّارَ بِالحِجارَةِ ، ويُلهِبونَ النّارَ في هوارِي القَصَبِ ، فَتَبَسَّمَ مُسلِمٌ ثُمَّ قالَ : يا نَفسِي ! اخرُجي إلَى المَوتِ الَّذي لَيسَ مِنهُ مَحيصٌ ولا مَحيدٌ .
ثُمَّ قالَ لِلمَرأَةِ : رَحِمَكِ اللّه ُ وجَزاكِ خَيرا ، اِعلَمي إنّي ابتُليتُ مِن قِبَلِ ابنِكِ ، فَافتَحِي البابَ ، فَفَتَحَتهُ ، وخَرَجَ مُسلِمٌ في وُجوهِ القَومِ كَالأَسَدِ المُغضَبِ ، فَجَعَلَ يُضارِبُهُم بِسَيفِهِ حَتّى قَتَلَ جَماعَةً ، وبَلَغَ ذلِكَ ابنَ زِيادٍ ، فَأَرسَلَ إلى مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ : سُبحانَ اللّه ِ أبا عَبدِ الرَّحمنِ ، بَعَثناكَ إلى رَجُلٍ واحِدٍ لِتَأتِيَنا بِهِ ، فَثَلَمَ مِن أصحابِكَ ثُلمَةً عَظيمَةً!!
فَأَرسَلَ إلَيهِ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ : أيُّهَا الأَميرُ ، أتَظُنُّ أنَّكَ بَعَثتَني إلى بَقّالٍ مِن بَقاقيلِ الكوفَةِ ، أو جُرمُقانِيٍّ مِن جَرامِقَةِ الحيرَةِ ؟ أفَلا تَعلَمُ أيُّهَا الأَميرُ ، أنَّكَ بَعَثتَني إلى أسَدٍ ضِرغامٍ ۱ ، وبَطَلٍ هُمامٍ ؛ في كَفِّهِ سَيفٌ حُسامٌ ۲ ، يَقطُرُ مِنهُ المَوتُ الزُّؤامُ ۳ !
فَأَرسَلَ إلَيهِ ابنُ زِيادٍ : أن أعطِهِ الأَمانَ ؛ فَإِنَّكَ لَن تَقدِرَ عَلَيهِ إلّا بِالأَمانِ المُؤَكَّدِ بِالأَيمانِ. ۴

1.الضِرْغام : وهو الضاري الشديد المقدام من الاُسود (النهاية : ج ۳ ص ۸۶ «ضرغم») .

2.الحُسامُ : السيف القاطع (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۹۹ «حسم») .

3.موت زؤام : أي موت كريه ، أو عاجل ، أو سريع مُجهِزْ (تاج العروس : ج ۱۶ ص ۳۱۲ «زأم») .

4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۸ ، الفتوح : ج ۵ ص ۵۳ نحوه ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
154

4 / 27

القِتالُ الشَّديدُ حَولَ دارِ طَوعَةَ

۱۱۹۹.تاريخ الطبري عن قدامة بن سعيد بن زائدة بن قدامة الثقفي :لَمّا سَمِعَ [مُسلِمٌ ]وَقعَ حَوافِرِ الخَيلِ ، وأصواتَ الرِّجالِ ، عَرَفَ أنَّهُ قَد اُتِيَ ، فَخَرَجَ إلَيهِم بِسَيفِهِ ، وَاقتَحَموا عَلَيهِ الدّارَ ، فَشَدَّ عَلَيهِم يَضرِبُهُم بِسَيفِهِ حَتّى أخرَجَهُم مِنَ الدّارِ ، ثُمَّ عادوا إلَيهِ فَشَدَّ عَلَيهِم كَذلِكَ ، فَاختَلَفَ هُوَ وبُكَيرُ بنُ حُمرانَ الأَحمَرِيُّ ضَربَتَينِ ، فَضَرَبَ بُكَيرٌ فَمَ مُسلِمٍ فَقَطَعَ شَفَتَهُ العُليا ، وأشرَعَ السَّيفَ فِي السُّفلى ، ونَصَلَت لَها ثَنِيَّتاهُ ، فَضَرَبَهُ مُسلِمٌ ضَربَةً في رَأسِهِ مُنكَرَةً ، وثَنّى بِاُخرى عَلى حَبلِ العاتِقِ ۱ كادَت تَطلُعُ عَلى جَوفِهِ .
فَلَمّا رَأَوا ذلِكَ أشرَفوا عَلَيهِ مِن فَوقِ ظَهرِ البَيتِ ، فَأَخَذوا يَرمونَهُ بِالحِجارَةِ ، ويُلهِبونَ النّارَ في أطنانِ القَصَبِ ، ثُمَّ يَقلِبونَها عَلَيهِ مِن فَوقِ البَيتِ ، فَلَمّا رَأى ذلِكَ خَرَجَ عَلَيهِم مُصلِتا بِسَيفِهِ فِي السِّكَّةِ فَقاتَلَهُم. ۲

۱۲۰۰.مروج الذهب :اِقتَحَموا عَلى مُسلِمٍ الدّارَ ، فَثارَ عَلَيهِم بِسَيفِهِ وشَدَّ عَلَيهِم فَأَخرَجَهُم مِنَ الدّارِ ، ثُمَّ حَمَلوا عَلَيهِ الثّانِيَةَ فَشَدَّ عَلَيهِم وأخرَجَهُم أيضا ، فَلَمّا رَأَوا ذلِكَ عَلَوا ظَهرَ البُيوتِ فَرَمَوهُ بِالحِجارَةِ .
وجَعَلوا يُلهِبونَ النّارَ بِأَطرافِ القَصَبِ ، ثُمَّ يُلقونَها عَلَيهِ مِن فَوقِ البُيوتِ ، فَلَمّا رَأى ذلِكَ قالَ : أكُلُّ ما أرى مِنَ الإِحلابِ ۳ لِقَتلِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ؟ يا نَفسُ اخرُجي إلَى المَوتِ الَّذي لَيسَ عَنهُ مَحيصٌ .
فَخَرَجَ إلَيهِم مُصلِتا سَيفَهُ إلَى السِّكَّةِ فَقاتَلَهُم ، وَاختَلَفَ هُوَ وبُكَيرُ بنُ حُمرانَ الأَحمَرِيُّ ضَربَتَينِ : فَضَرَبَ بُكَيرٌ فَمَ مُسلِمٍ فَقَطَعَ السَّيفُ شَفَتَهُ العُليا وشَرَعَ فِي السُّفلى ، وضَرَبَهُ مُسلِمٌ ضَربَةً مُنكَرَةً في رَأسِهِ ، ثُمَّ ضَرَبَهُ اُخرى عَلى حَبلِ العاتِقِ فَكادَ يَصِلُ إلى جَوفِهِ ، وهُوَ يَرتَجِزُ ويَقولُ :
اُقسِمُ لا اُقتَلُ إلّا حُرّاوإنَ رَأَيتُ المَوتَ شَيئا مُرّا
كُلُّ امرِئٍ يَوما مُلاقٍ شَرّاأخافُ أن اُكذَبَ أو اُغَرّا۴

1.حَبْلُ العاتق : عَصبَةٌ بين العُنُقِ والمَنكِب (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۱۳۵ «حبل») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۲ ، أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۹ ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۶ عن قدامة بن سعد بن زائدة الثقفي وكلاهما نحوه ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۵۷ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۴ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۳ نحوه وفي الثلاثة الأخيرة «بكر بن حمران الأحمري» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۵۲ وراجع : الثقات لابن حبّان : ج ۲ ص ۳۰۸ والإصابة : ج ۲ ص ۷۱ ومثير الأحزان : ص ۳۵ .

3.أحلَبَ القومُ : اجتمعوا للنصرة والإعانة (النهاية : ج ۱ ص ۴۲۳ «حلب») .

4.مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 142757
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي