165
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

وقفة عند روايات اعتقال مسلم بعد إعطائه الأمان

يمكن تقسيم الروايات الدالّة على اعتقال مسلم عليه السلام بعد إعطائه الأمان إلى ثلاث مجموعات :
1. الرواية التي نقلتها معظم المصادر التاريخية والتي تفيد بأنّ مسلماً رفض الأمان المعروض عليه بشدّة ، وقال ردّاً على محمّد بن الأشعث الذي طرح هذا الاقتراح :
وأيُّ أمانٍ لِلغَدَرَةِ الفَجَرَةِ .
ثمّ قال متمثّلاً بشعر حمران بن مالك الخثعمي مخاطباً الأعداء الحاضرين :
أقْسَمْتُ لا اُقتَلُ إلّا حُرّاً .
ثمّ واصل القتال حتى اُصيب بالرمح من قفاه وسقط أرضاً واُسر . ۱
2. الرواية التي تفيد بأنّه اعتُقل قبل الأمان بعد أن اُثخن بالجراح . ۲
3. الرواية التي أيّدت بشكل مطلق قبول مسلم للأمان . ۳
ومن خلال التأمّل في الروايات المذكورة يمكن أن نستنتج أنّ الرواية الثالثة غير صحيحة دون شكّ ؛ لأنّ كلّ إنسان يعلم أن إعطاء الأمان لقائد ثورة يهيّئ الأرضية لثورة أكبر ، وخصوصا إذا كان إعطاء الأمان من جانب فاسق وفاجر مثل ابن زياد ، ليس سوى خدعة ، فكيف يمكن القبول بأنّ مسلماً لم يدرك هذا المعنى ، وأنّه قبل أمانه دون نقاش وسلّم نفسه؟!
ويبدو فيما يتعلّق بالرواية الثانية التي تفيد أنّ استسلام مسلم قد تمّ عندما عجز عن القتال بسبب كثرة الجراح ، هو الذي دفع الراوي إلى أن يتصوّر قبول الأمان .
وعلى هذا الأساس فإنّ الرواية الاُولى التي نقلتها المصادر الكثيرة ، والتي ينسجم نصّها مع شهامة أصحاب سيّد الشهداء وعزمهم الراسخ وجرأتهم وشجاعتهم ، هي أقرب إلى الواقع القاضي بأنّ مسلماً لم يقبل أبداً عرض الأمان ، وأنّه حارب حتّى آخر رمق من حياته ، وأنّه اُسر عندما فقد القدرة على الدفاع عن نفسه .

1.راجع : ص ۱۵۷ ـ ۱۶۰ ح ۱۲۰۷ ـ ۱۲۱۰ .

2.راجع : ص ۱۶۲ ح ۱۲۱۱ .

3.راجع : ص ۱۶۳ ح ۱۲۱۲ و ۱۲۱۳ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
164
  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 142717
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي