185
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

۱۲۳۵.مقاتل الطالبيّين عن مدرك بن عمارة :ثُمَّ اُدخِلَ عَلى عُبَيدِ اللّه ِ بنِ زِيادٍ ـ لَعَنَهُ اللّه ُ ـ فَلَم يُسَلِّم عَلَيهِ ، فَقالَ لَهُ الحَرَسُ : ألا تُسَلِّمُ عَلَى الأَميرِ ؟ فَقالَ : إن كانَ الأَميرُ يُريدُ قَتلي فما سَلامي عَلَيهِ ؟! وإن كانَ لا يُريدُ قَتلي ، فَلَيَكثُرَنَّ سَلامي عَلَيهِ .
فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللّه ِ ـ لَعَنَهُ اللّه ُ ـ : لَتُقتَلَنَّ . قالَ : أكَذلِكَ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : دَعني إذا اُوصي إلى بَعضِ القَومِ . قالَ : أوصِ إلى مَن أحبَبتَ .
فَنَظَرَ ابنُ عَقيلٍ إلَى القَومِ وهُم جُلَساءُ ابنِ زِيادٍ ، وفيهِم عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، فَقالَ : يا عُمَرُ ، إنَّ بَيني وبَينَكَ قَرابَةً دَونَ هؤُلاءِ ، ولي إلَيكَ حاجَةٌ ، وقَد يَجِبُ عَلَيكَ لِقَرابَتي نُجحُ حاجَتي ، وهِيَ سِرٌّ . فَأَبى أن يُمَكِّنَهُ مِن ذِكرِها .
فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ زِيادٍ : لا تَمتَنِع مِن أن تَنظُرَ في حاجَةِ ابنِ عَمِّكَ . فَقامَ مَعَهُ ، وجَلَسَ حَيثُ يَنظُرُ إلَيهِما ابنُ زِيادٍ لَعَنَهُ اللّه ُ .
فَقالَ لَهُ ابنُ عَقيلٍ : إنَّ عَلَيَّ بِالكوفَةِ دَينا استَدَنتُهُ مُذ قَدِمتُها ، تَقضيهِ عَنّي حَتّى يَأتِيَكَ مِن غَلَّتي بِالمَدينَةِ ، وجُثَّتي فَاطلُبها مِنِ ابنِ زِيادٍ فَوارِها ، وَابعَث إلَى الحُسَينِ عليه السلام مَن يَرُدُّهُ .
فَقالَ عُمَرُ لِابنِ زِيادٍ : أتَدري ما قالَ ؟ قالَ : اُكتُم ما قالَ لَكَ . قالَ : أتَدري ما قالَ لي ؟ قالَ : هاتِ ، فَإِنَّهُ لا يَخونُ الأَمينُ ، ولا يُؤتَمَنُ الخائِنُ ۱ . قالَ : كَذا وكَذا .
قالَ : أمّا مالُكَ ، فَهُوَ لَكَ ولَسنا نَمنَعُكَ مِنهُ ، فَاصنَع فيهِ ما أحبَبتَ . وأمّا حُسَينٌ ، فَإِنَّهُ إن لَم يُرِدنا لَم نُرِدهُ ، وإن أرادَنا لَم نَكُفَّ عَنهُ . وأمّا جُثَّتُهُ ، فَإِنّا لا نُشَفِّعُكَ فيها ؛ فَإِنَّهُ لَيسَ لِذلِكَ مِنّا بِأَهلٍ ، وقَد خالَفَنا وحَرَصَ عَلى هَلاكِنا .
ثُمَّ قالَ ابنُ زِيادٍ لِمُسلِمٍ : قَتَلَنِي اللّه ُ إن لَم أقتُلكَ قِتلَةً لَم يُقتَلها أحَدٌ مِنَ النّاسِ فِي الإِسلامِ . قالَ : أما إنَّكَ أحَقُّ مَن أحدَثَ فِي الإِسلامِ ما لَيسَ فيهِ ، أما إنَّكَ لَم تَدَع سوءَ القِتلَةِ ، وقُبحَ المُثلَةِ ، وخُبثَ السّيرَةِ ، ولُؤمَ الغيلَةِ ، لِمَن هُوَ أحَقُّ بِهِ مِنكَ .
ثُمَّ قالَ ابنُ زِيادٍ : اِصعَدوا بِهِ فَوقَ القَصرِ فَاضرِبوا عُنُقَهُ. ۲

1.في أكثر النقول جاء هكذا : « ... ولكن قد يُؤتمن الخائن» .

2.مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۸ وراجع : مثير الأحزان : ص ۳۶ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
184

۱۲۳۴.الأخبار الطوال :لَمّا اُدخِلَ [مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ] عَلَيهِ ، وقَدِ اكتَنَفَهُ الجَلاوِزَةُ ، قالوا لَهُ : سَلِّم عَلَى الأَميرِ . قالَ : إن كانَ الأَميرُ يُريدُ قَتلي فَما أنتَفِعُ بِسَلامٍ عَلَيهِ ! وإن كانَ لَم يُرِد ، فَسَيَكثُرُ عَلَيهِ سَلامي .
قالَ ابنُ زِيادٍ : كَأَنَّكَ تَرجُو البَقاءَ ؟ فَقالَ لَهُ مُسلِمٌ : فَإِن كُنتَ مُزمِعا عَلى قَتلي ، فَدَعني اُوصِ إلى بَعضِ مَن هاهُنا مِن قَومي . قالَ لَهُ : أوصِ بِما شِئتَ .
فَنَظَرَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ ، فَقالَ لَهُ : اُخلُ مَعي في طَرَفِ هذَا البَيتِ حَتّى اُوصِيَ إلَيكَ ، فَلَيسَ فِي القَومِ أقرَبُ إلَيَّ ولا أولى بي مِنكَ . فَتَنَحّى مَعَهُ ناحِيَةً، فَقالَ لَهُ : أتَقبَلُ وَصِيَّتي ؟ قالَ : نَعَم .
قالَ مُسلِمٌ : إنَّ عَلَيَّ هاهُنا دَينا مِقدارَ ألفِ دِرهَمٍ ، فَاقضِ عَنّي ، وإذا أنَا قُتِلتُ فَاستَوهِب مِنِ ابنِ زِيادٍ جُثَّتي لِئَلّا يُمَثَّلَ بِها ، وَابعَث إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام رَسولاً قاصِدا مِن قِبَلِكَ يُعلِمهُ حالي ، وما صِرتُ إلَيهِ مِن غَدرِ هؤُلاءِ الَّذينَ يَزعُمونَ أنَّهُم شِيعَتُهُ ، وأخبِرهُ بِما كانَ مِن نَكثِهِم بَعدَ أن بايَعَني مِنهُم ثَمانِيَةَ عَشَرَ ألفَ رَجُلٍ ، لِيَنصَرِفَ إلى حَرَمِ اللّه ِ فَيُقيمَ بِهِ ، ولا يَغَتَرَّ بِأَهلِ الكوفَةِ . وقَد كانَ مُسلِمٌ كَتَبَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام أن يَقدَمَ ولا يَلبَثَ .
فَقالَ لَهُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : لَكَ عَلَيَّ ذلِكَ كُلُّهُ ، وأنا بِهِ زَعيمٌ . فَانصَرَفَ إلَى ابنِ زِيادٍ فَأَخبَرَهُ بِكُلِّ ما أوصى بِهِ إلَيهِ مُسلِمٌ .
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : قَد أسَأتَ في إفشائِكَ ما أسَرَّهُ إلَيكَ ، وقَد قيلَ : إنَّهُ لا يَخونُكَ إلّا الأَمينُ ، ورُبَّما ائتَمَنَكَ الخائِنُ ۱ . ۲

1.هكذا في المصدر ، والظاهر أنّه وقع فيه تصحيف ، والصواب : «إنّه لا يخونك الأمين ، وربما ائتمنتَ الخائن» وتؤيّد هذا المعنى نُقولٌ اُخرى كثيرة .

2.الأخبار الطوال : ص ۲۴۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 142833
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي