245
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

۱۳۱۴.المصنّف لابن أبي شيبة عن ابن عبّاس :جاءَني حُسَينٌ عليه السلام يَستَشيرُني فِي الخُروجِ إلى ما هاهُنا ـ يَعنِي العِراقَ ـ فَقُلتُ : لَولا أن يَزرَؤوا ۱ بي وبِكَ لَشَبِثتُ يَدَيَ في شَعرِكَ ! إلى أينَ تَخرُجُ ؟ إلى قَومٍ قَتَلوا أباكَ وطَعَنوا أخاكَ ؟! فَكانَ الَّذي سَخا بِنَفسي عَنهُ أن قالَ لي : إنَّ هذَا الحَرَمَ يُستَحَلُّ بِرَجُلٍ ، ولَأَن اُقتَلَ في أرضِ كَذا وكَذا ـ غَيرَ أنَّهُ يُباعِدُهُ ـ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن أكونَ أنا هُوَ . ۲

۱۳۱۵.المعجم الكبير عن ابن عبّاس :اِستَأذَنَني حُسَينٌ عليه السلام فِي الخُروجِ فَقُلتُ : لَولا أن يُزرى ذلِكَ بي أو بِكَ ، لَشَبَكتُ بِيَدَيَّ في رَأسِكَ . قالَ : فَكانَ الَّذي رَدَّ عَلَيَّ أن قالَ : لَأَن اُقتَلَ بِمَكانِ كَذا وكَذا ، أحَبُّ إلَيَّ مِن أن يُستَحَلَّ بي حَرَمُ اللّه ِ ورَسولِهِ . قالَ : فَذلِكَ الَّذي سَلا بِنَفسي عَنهُ . ۳

۱۳۱۶.مطالب السؤول :اِجتَمَعَ بِهِ [أي بِالإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام ] ذَوُو النُّصحِ لَهُ ، وَالتَّجرِبَةِ لِلاُمورِ، وأهلُ الدِّيانَةِ وَالمَعرِفَةِ ، كَعَبدِ اللّه ِ بنِ عَبّاسٍ وعَمرِو بنِ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ الحَرثِ المَخزومِيِّ وغَيرِهِما . وَوَرَدَت عَلَيهِ كُتُبُ أهلِ لمَدينَةِ ، مِن عَبدِ اللّه ِ بنِ جَعفَرٍ وسَعيدِ بنِ العاصِ وجَماعَةٍ كَثيرَةٍ ، كُلُّهُم يُشيرونَ عَلَيهِ ألّا يَتَوَجَّهَ إلَى العِراقِ وأن يُقيمَ بِمَكَّةَ ، هذا كُلُّهُ وَالقَضاءُ غالِبٌ عَلى أمرِهِ ، وَالقَدَرُ آخِذٌ بِزِمامِهِ ، فَلَم يَكتَرِث بِما قيلَ لَهُ ، ولا بِما كُتِبَ إلَيهِ ، وتَجَهَّزَ وخَرَجَ مِن مَكَّةَ يَومَ الثَّلاثاءِ ، وهُوَ يَومُ التَّروِيَةِ . ۴

1.زَرَى عليه : عابه وعاتبه (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۳۵۶ «زري») .

2.المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۸ ص ۶۳۲ ح ۲۵۶ ، كنز العمّال : ج ۱۳ ص ۶۷۲ ح ۳۷۷۱۶ .

3.المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۱۹ ح ۲۸۵۹ ، ذخائر العقبى : ص ۲۵۷ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۲ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۰ و ۲۰۱ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۱۹ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۳ ؛ المناقب للكوفي : ج ۲ ص ۲۶۰ وفي الستّة الأخيرة «استشارني» بدل «استأذنني» نحوه .

4.مطالب السؤول : ص ۷۴ ، الفصول المهمّة : ص ۱۸۵ نحوه ؛ كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۵۵ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
244

6 / 12

عَبدُ اللّه ِ بنُ عَبّاسٍ ۱

۱۳۱۳.مروج الذهب :لَمّا هَمَّ الحُسَينُ عليه السلام بِالخُروجِ إلَى العِراقِ ، أتاهُ ابنُ العَبّاسِ ، فَقالَ : يَابنَ عَمِّ ، قَد بَلَغَني أنَّكَ تُريدُ العِراقَ ، وإنَّهُم أهلُ غَدرٍ ، وإنَّما يَدعونَكَ لِلحَربِ ، فَلا تَعجَل ، وإن أبيَتَ إلّا مُحارَبَةَ هذَا الجَبّارِ ، وكَرِهتَ المُقامَ بِمَكَّةَ ، فَاشخَص إلَى اليَمَنِ ؛ فَإِنَّها في عُزلَةٍ ، ولَكَ فيها أنصارٌ وإخوانٌ ، فَأَقِم بِها وبُثَّ دُعاتَكَ ، وَاكتُب إلى أهلِ الكوفَةِ وأنصارِكَ بِالعِراقِ فَيُخرِجوا أميرَهُم ، فَإِن قَووا عَلى ذلِكَ ونَفَوهُ عَنها ، ولَم يَكُن بِها أحَدٌ يُعاديكَ أتَيتَهُم ـ وما أنَا لِغَدرِهِم بِآمِنٍ ـ وإن لَم يَفعَلوا ، أقَمتَ بِمَكانِكَ إلى أن يَأتِيَ اللّه ُ بِأَمرِهِ ، فَإِنَّ فيها حُصونا وشِعابا .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : يَابنَ عَمِّ ! إنّي لَأَعلَمُ أنَّكَ لي ناصِحٌ وعَلَيَّ شَفيقٌ ، ولكِنَّ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ كَتَبَ إلَيَّ بِاجتِماعِ أهلِ المِصرِ عَلى بَيعَتي ونُصرَتي ، وقَد أجمَعتُ عَلَى المَسيرِ إلَيهِم .
قالَ : إنَّهُم مَن خَبَرتَ وجَرَّبتَ ، وهُم أصحابُ أبيكَ وأخيكَ وقَتَلَتُكَ غَدا مَعَ أميرِهِم ، إنَّكَ لَو قَد خَرَجتَ فَبَلَغَ ابنَ زيادٍ خُروجُكَ استَنفَرَهُم إلَيكَ ، وكانَ الَّذينَ كَتَبوا إلَيكَ أشَدَّ مِن عَدُوِّكَ ، فَإِن عَصَيتَني وأبَيتَ إلّا الخُروجَ إلَى الكوفَةِ ، فَلا تُخرِجَنَّ نِساءَكَ ووُلدَكَ مَعَكَ ، فَوَاللّه ِ إنّي لَخائِفٌ أن تُقتَلَ كَما قُتِلَ عُثمانُ ، ونِساؤُهُ ووُلدُهُ يَنظُرونَ إلَيهِ .
فَكانَ الَّذي رَدَّ عَلَيهِ : لَأَن اُقتَلَ وَاللّه ِ بِمَكانِ كَذا ، أحَبُّ إلَيَّ مِن أن اُستَحَلَّ بِمَكَّةَ .
فَيَئِسَ ابنُ عَبّاسٍ مِنهُ ، وخَرَجَ مِن عِندِهِ . ۲

1.عبداللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب ، أبو العباس . ولد بمكّة في الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين ، وهاجر إلى المدينة في سنة (۸ ه) عام الفتح ، كان مستشارا لعمر وأمير الحاجّ لعثمان . وفي خلافة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام كان صاحبه ونصيره ومستشاره ، وأحد ولاته واُمرائه العسكريّين . حاور الخوارج مندوبا من الإمام ، وكان واليا على البصرة عند استشهاد الإمام عليه السلام . بايع الإمام الحسن المجتبى عليه السلام وبقي على عمله . لم يبايع عبداللّه بن الزبير حين استولى على نواحي الحجاز والعراق ، وكبر ذلك على ابن الزبير وهمّ بإحراقه . كان عالما خطيبا ، له منزلة رفيعة في التفسير والحديث والفقه ، وكان تلميذا للإمام عليه السلام في العلم مفتخرا بذلك . توفّي في منفاه بالطائف سنة (۶۸ ه) وهو ابن إحدى وسبعين سنة (راجع : الإرشاد : ج ۲ ص ۸ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۳۱ ـ ۳۵۹ وأنساب الأشراف : ج ۴ ص ۳۹ ـ ۷۳ والإصابة : ج ۴ ص ۱۲۱ وتاريخ بغداد : ج ۱ ص ۱۷۳).

2.مروج الذهب : ج ۳ ص ۶۴ و راجع: تذكرة الخواصّ : ص ۲۳۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 175031
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي