27
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

3 / 3

كُتُبُ أهلِ الكوفَةِ إلَى الإِمامِ عليه السلام يَدعونَهُ فيهالِلْقِيامِ

۱۰۰۶.تاريخ الطبري عن محمّد بن بشر الهمداني :اِجتَمَعَتِ الشّيعَةُ في مَنزِلِ سُلَيمانَ بنِ صُرَدٍ ، فَذَكَرنا هَلاكَ مُعاوِيَةَ فَحَمِدنَا اللّه َ عَلَيهِ ، فَقالَ لَنا سُلَيمانُ بنُ صُرَدٍ : إنَّ مُعاوِيَةَ قَد هَلَكَ ، وإنَّ حُسَينا عليه السلام قَد تَقَبَّضَ عَلَى القَومِ بِبَيعَتِهِ ، وقَد خَرَجَ إلى مَكَّةَ وأنتُم شيعَتُهُ وشيعَةُ أبيهِ ، فَإِن كُنتُم تَعلَمونَ أنَّكُم ناصِروهُ ومُجاهِدو عَدُوِّهِ فَاكتُبوا إلَيهِ ، وإن خِفتُمُ الوَهَلَ ۱ وَالفَشَلَ فَلا تَغُرُّوا الرَّجُلَ مِن نَفسِهِ . قالوا : لا، بَل نُقاتِلُ عَدُوَّهُ ، ونَقتُلُ أنفُسَنا دونَهُ . قالَ : فَاكتُبوا إلَيهِ . فَكَتَبوا إلَيهِ :
بِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
لِحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ مِن : سُلَيمانَ بنِ صُرَدٍ ۲ ، وَالمُسَيَّبِ بنِ نَجَبَةَ ۳ ، ورِفاعَةَ بنِ شَدّادٍ ۴ ، وحَبيبِ بنِ مُظاهِرٍ ۵ ، وشيعَتِهِ مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُسلِمينَ مِن أهلِ الكوفَةِ .
سَلامٌ عَلَيكَ ، فَإِنّا نَحمَدُ إلَيكَ اللّه َ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ . أمّا بَعدُ ، فَالحَمدُ للّه ِِ الَّذي قَصَمَ عَدُوَّكَ الجَبّارَ العَنيدَ ، الَّذِي انتَزى عَلى هذِهِ الاُمَّةِ ، فَابتَزَّها أمرَها وغَصَبَها فَيئَها وتَأَمَّرَ عَلَيها بِغَيرِ رِضىً مِنها ، ثُمَّ قَتَلَ خِيارَها وَاستَبقى شِرارَها ، وجَعَلَ مالَ اللّه ِ دُولَةً بَينَ جَبابِرَتِها وأغنِيائِها ، فَبُعدا لَهُ كَما بَعُدَت ثَمودُ . إنَّهُ لَيسَ عَلَينا إمامٌ ، فَأَقبِل لَعَلَّ اللّه َ أن يَجمَعَنا بِكَ عَلَى الحَقِّ ، وَالنُّعمانُ بنُ بَشيرٍ في قَصرِ الإِمارَةِ لَسنا نَجتَمِعُ مَعَهُ في جُمُعَةٍ ولا نَخرُجُ مَعَهُ إلى عيدٍ ، ولَو قَد بَلَغَنا أنَّكَ قَد أقبَلتَ إلَينا أخرَجناهُ حَتّى نُلحِقَهُ بِالشّامِ إن شاءَ اللّه ُ ، وَالسَّلامُ ورَحمَةُ اللّه ِ عَلَيكَ .
قالَ : ثُمَّ سَرَّحنا بِالكِتابِ مَعَ عَبدِ اللّه ِ بنِ سَبعٍ الهَمْدانِيِّ وعَبدِ اللّه ِ بنِ والٍ وأمَرناهُما بِالنَّجاءِ ۶ ، فَخَرَجَ الرَّجُلانِ مُسرِعَينِ حَتّى قَدِما عَلى حُسَينٍ لِعَشرٍ مَضَينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ بِمَكَّةَ .
ثُمَّ لَبِثنا يَومَينِ ، ثُمَّ سَرَّحنا إلَيهِ قَيسَ بنَ مُسهِرٍ الصَّيداوِيَّ ، وعَبدَ الرَّحمنِ بنَ عَبدِ اللّه ِ بنِ الكَدِنِ الأَرحَبِيَّ ، وعُمارَةَ بنَ عُبَيدٍ السَّلولِيَّ ۷ ، فَحَمَلوا مَعَهُم نَحوا مِن ثَلاثٍ وخَمسينَ صَحيفَةً مِنَ الرَّجُلِ والاِثنَينِ وَالأَربَعَةِ .
قالَ : ثُمَّ لَبِثنا يَومَينِ آخَرَينِ ، ثُمَّ سَرَّحنا إلَيهِ هانِئَ بنَ هانِئٍ السَّبيعِيَّ وسَعيدَ بنَ عَبدِ اللّه ِ الحَنَفِيَّ ، وكَتَبنا مَعَهُما :
بِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
لِحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ مِن شيعَتِهِ مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُسلِمينَ ، أمّا بَعدُ ، فَحَيَّهَلا ۸ ؛ فَإِنَّ النّاسَ يَنتَظِرونَكَ ، ولا رَأيَ لَهُم في غَيرِكَ ، فَالعَجَلَ العَجَلَ ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ .
وكَتَبَ شَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ ، وحَجّارُ بنُ أبجَرَ ، ويَزيدُ بنُ الحارِثِ بنِ يَزيدَ بنِ رُوَيمٍ ، وعَزرَةُ بنُ قَيسٍ ، وعَمرُو بنُ الحَجّاجِ الزُّبَيدِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَيرٍ التَّميمِيُّ :
أمّا بَعدُ ، فَقَدِ اخضَرَّ الجَنابُ ۹ وأينَعَتِ الثِّمارُ وطَمَّتِ ۱۰ الجِمامُ ۱۱ ، فَإِذا شِئتَ فَاقدَم عَلى جُندٍ لَكَ مُجَنَّدٍ ، ۱۲ وَالسَّلامُ عَلَيكَ .
وتَلاقَتِ الرُّسُلُ كُلُّها عِندَهُ ، فَقَرَأَ الكُتُبَ وسَأَلَ الرُّسُلَ عَن أمرِ النّاسِ . ۱۳

1.وَهِلَ : ضَعُفَ وفزع (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۶۶ «وهل») .

2.سليمان بن صرد بن الجون الخزاعي أبو مطرف ، من صحابة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وأحد وجوه الشيعة البارزين في الكوفة ، تخلّف عن الإمام عليّ عليه السلام يوم الجمل فلامه الإمامُ وعنّفه ، ولكنّه كان أمير ميمنته على الرجالة يوم صفّين . ولّاه الإمامُ عليه السلام على منطقة الجبل، ومدح صلابته في الدين . وفي أيّام الإمام الحسن المجتبى عليه السلام كان من أصحابه . ولمّا نقض معاوية الصلح ، قدّم سليمان اقتراحا إلى الإمام عليه السلام بإخراج عامل معاوية من الكوفة، فلم يوافق الإمام على ذلك . جمع أهلَ الكوفة بعد هلاك معاوية ، وكتب إلى الإمام الحسين عليه السلام يدعوه إلى الكوفة ، لكنّه تخلّف عن بيعته ولم يشهد معه واقعة الطفّ . ولمّا هلك يزيد، جمع شيعة الكوفة ونظّم ثورة التوّابين على ابن زياد رافعا شعاره المعروف: «يا لثارات الحسين» . وكانت هذه الثورة حماسيّة عاطفيّة. وانهزم سليمان أمام عبيد اللّه بن زياد بعد قتال شديد ، ورزقه اللّه الشهادة ، وكان هذا في سنة ۶۵ ه .ق ، وله من العمر ۹۳ سنة. (الطبقات الكبرى: ج ۴ ص ۲۹۲، تهذيب الكمال: ج ۱۱ ص ۴۵۴ ، تاريخ الطبري: ج ۵ ص۳۵۲ و ۵۵۲ و۵۸۳، الاستيعاب : ج ۲ ص ۲۱۰ ، الفتوح: ج۲ ص ۴۹۲؛ وقعة صفّين: ص ۶ و۲۰۵، رجال الطوسي: ص ۴۰و ۶۶و۹۴ ، تنزيه الأنبياء: ص ۱۷۱ وراجع: موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب والسنّة والتاريخ: ج ۷ ص ۳۴۶ .

3.المسيّب بن نُجبة بن ربيعة الفزاري ، له إدراك ، وقد شهد القادسية وفتوح العراق . كان مع الإمام عليّ عليه السلام في مشاهده ، وقُتل يوم عين الوردة مع التوّابين سنة خمس وستّين ، فبعث الحصين بن نمير برأسه مع أدهم بن محرز الباهلي إلى عبيد اللّه بن زياد (الطبقات الكبرى: ج ۶ ص ۲۱۶ ، الإصابة: ج ۶ ص ۲۳۴) .

4.رفاعة بن شدّاد البجلي أبو عاصم الكوفي ، من خيار أصحاب عليّ عليه السلام ، وكان من التوّابين ومن رؤسائهم . حضر يوم عين الوردة فقاتل مع المختار حتّى قُتل سنة ۶۶ ه (تهذيب التهذيب : ج ۲ ص ۱۷۰ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۶۲۵) .

5.راجع : ج ۴ ص ۱۷۷ (القسم الثامن / الفصل الثالث / حبيب بن مظاهر) .

6.النجاء : السرعة (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۹۳ «نجو») .

7.الظاهر أنّه عمارة بن عبد السلولي الكوفي، فما عنونه بعضهم من أنّه عمارة بن عبيد السلولي وكذا عمارة بن عبداللّه السلولي ، الظاهر أنّه تصحيف ؛ لكثرة ضبط اسمه في كتب المتقدّمين من الفريقين كما ضبطناه. كما أنّ الظاهر اتّحاد هذا العنوان مع عمارة بن عبد الكوفي المذكور في كتب رجال السنّة ، وفيها أنّه من أصحاب علي عليه السلام ، وروى عنه أبو إسحاق السبيعي ، وثّقه أكثر أئمّة الرجال كابن حنبل وابن حبّان وابن حجر والعجلي وغيرهم . روي عنه حديث علّة تسبيح فاطمة (راجع: الطبقات الكبرى: ج۶ ص۲۲۷ ومعرفة الثقات: ج ۲ ص ۱۶۲ وتهذيب الكمال: ج ۲۱ ص ۲۵۲ والثقات لابن حبّان: ج ۵ ص۲۴۴ والجرح والتعديل: ج ۶ ص ۳۶۷ وعلل الشرائع: ص ۳۶۶ ح ۱) .

8.حَيَّهَلْ وحَيَّهلاً وحَيَّهلا : منوّنا وغير منوّن ، كلُّه : كلمة يستحثّ بها ، وهما كلمتان جُعِلَتا كلمة واحدة ، ومعنى حيّ : اعجَل ، وهلا : حثٌّ واستعجال (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۲۲۱ و ۲۲۲ «حيا») .

9.الجَنَابُ : الفِناء وما قَرُب من محلّة القوم ، يقال : أخصب جناب القوم (الصحاح : ج ۱ ص ۱۰۲ «جنب») .

10.كلّ شيء كثُر حتّى علا وغلب فقد طمَّ (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۷۶ «طمم») .

11.الجَمُّ : ما اجتمع من ماء البئر ، والجُمّةُ : المكان الذي يجتمع فيه ماؤه ، والجمع : الجِمام (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۸۹ و ۱۸۹۰ «جمم») .

12.هذه الكلمات كناية عن استعداد الكوفة الكامل لاستقبال الإمام عليه السلام .

13.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۳ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۳۶ ، مثير الأحزان : ص۲۵ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۸۹ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۰ كلّها نحوه وفيها «مئة وخمسين» بدل «ثلاث وخمسين» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۳۲ وراجع : الإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۷ و إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۶ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
26

3 / 2

قُدومُ ابنِ الحَنَفِيَّةِ وعِدَّةٍ مِن بَني عَبدِ المُطَّلِبِ إلى مَكَّةَ

۱۰۰۵.تهذيب الكمال :بَعَثَ حُسَينٌ عليه السلام إلَى المَدينَةِ ، فَقَدِمَ عَلَيهِ مَن خَفَّ مَعَهُ مِن بَني عَبدِ المُطَّلِبِ ؛ وهُم تِسعَةَ عَشَرَ رَجُلاً ونِساءٌ وصِبيانٌ مِن أخَواتِهِ وبَناتِهِ ونِسائِهِم ، وتَبِعَهُم مُحَمَّدُ ابنُ الحَنَفِيَّةِ فَأَدرَكَ حُسَينا عليه السلام بِمَكَّةَ ، وأعلَمَهُ أنَّ الخُروجَ لَيسَ لَهُ بِرَأيٍ يَومَهُ هذا ، فَأَبَى الحُسَينُ عليه السلام أن يَقبَلَ ، فَحَبَسَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ وُلدَهُ فَلَم يَبعَث مَعَهُ أحَدا مِنهُم ، حَتّى وَجِدَ ۱ حُسَينٌ عليه السلام في نَفسِهِ عَلى مُحَمَّدٍ ، وقالَ : تَرغَبُ بِوُلدِكَ عَن مَوضِعٍ اُصابُ فيهِ ؟ فَقالَ مُحَمَّدٌ : وما حاجَتي أن تُصابَ ويُصابوا مَعَكَ وإن كانَ مُصيبَتُكَ أعظَمَ عِندَنا مِنهُم. ۲

راجع : ص265 (الفصل السادس: من أشار على الإمام عليه السلام بعدم التوجّه نحو العراق / محمّد بن الحنفيّة).

1.وَجِدَ : غَضِبَ (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۴۳ «وجد») .

2.تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۱ ، الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۵۱ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۹ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۴ وليس فيهما ذيله من «فقال محمّد ...» ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۱ وفيه «إخوانه» بدل «أخواته» ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 142749
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي