275
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

7 / 2

تَآمُرُ يَزيدَ لِقَتلِ الإمامِ عليه السلام في مَكَّةَ

۱۳۶۰.الملهوف عن محمّد بن داوود القمّي بالإسناد عن أبي عبداللّه [الصادق] عليه السلام :جاءَ مُحَمَّدُ بنُ الحَنَفِيَّةِ إِلَى الحُسَينِ عليه السلام فِياللَّيلَةِ الَّتي أرادَ الحُسَينُ عليه السلام الخُروجَ فيصَبيحَتِها عَن مَكَّةَ ، فَقالَ لَهُ : يا أخي ، إنَّ أهلَ الكوفَةِ مَن قَد عَرَفتَ غَدرَهُم بِأَبيكَ وأخيكَ ، وقَد خِفتُ أن يَكونَ حالُكَ كَحالِ مَن مَضى ، فَإِن رَأَيتَ أن تُقيمَ ؛ فَإِنَّكَ أعَزُّ مَن بِالحَرَمِ وأمنَعُهُ .
فَقالَ : يا أخي ، قَد خِفتُ أن يَغتالَني يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ بِالحَرَمِ ، فَأَكونَ الَّذي يُستَباحُ بِهِ حُرمَةُ هذَا البَيتِ .
فَقالَ لَهُ ابنُ الحَنَفِيَّةِ : فَإِن خِفتَ ذلِكَ فَصِر إلَى اليَمَنِ أو بَعضِ نَواحِي البَرِّ ، فَإِنَّكَ أمنَعُ النّاسِ بِهِ ، ولا يَقدِرُ عَلَيكَ أحَدٌ .
فَقالَ : أنظُرُ فيما قُلتَ . فَلَمّا كانَ السَّحَرُ ارتَحَلَ الحُسَينُ عليه السلام ، فَبَلَغَ ذلِكَ ابنَ الحَنَفِيَّةِ ، فَأَتاهُ فَأَخَذَ زِمامَ ناقَتِهِ وقَد رَكِبَها ، فَقالَ : يا أخي ، ألَم تَعِدنِي النَّظَرَ فيما سَأَلتُكَ ؟ قالَ : بَلى .
قالَ : فَما حَداكَ عَلَى الخُروجِ عاجِلاً ؟ فَقالَ : أتاني رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله بَعدَما فارَقتُكَ، فَقالَ : يا حُسَينُ اخرُج ، فَإِنَّ اللّه َ قَد شاءَ أن يَراكَ قَتيلاً .
فَقالَ مُحَمَّدُ ابنُ الحَنَفِيَّةِ : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»۱ ، فَما مَعنى حَملِكَ هؤُلاءِ النِّساءَ مَعَكَ وأنتَ تَخرُجُ عَلى مِثلِ هذَا الحالِ ؟
قالَ : فَقالَ لَهُ : قَد قالَ لي : إنَّ اللّه َ قَد شاءَ أن يَراهُنَّ سَبايا . وسَلَّمَ عَلَيهِ ومَضى . ۲

1.البقرة : ۱۵۶ .

2.الملهوف : ص ۱۲۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۶۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
274

۱۳۵۹.الفتوح :كِتابُ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ قَد أقبَلَ مِنَ الشّامِ إلى أهلِ المَدينَةِ عَلَى البَريدِ ، مِن قُرَيشٍ وغَيرِهِم مِن بَني هاشِمٍ ، وفيهِ هذِهِ الأَبياتُ :
يا أيُّهَا الرّاكِبُ الغادي لِطِيَّتِهِعَلى عُذافِرَةٍ في سَيرِهِ قُحَمُ

أبلِغ قُرَيشا عَلى نَأيِ المَزارِ بِهابَيني وبَينَ الحُسَينِ اللّه ُ وَالرِّحِمُ
ومَوقِفٌ بِفِناءِ البَيتِ يُنشِدُهُعَهدَ الإِلهِ وما توفى بِهِ الذِّمَمُ
غَنيتُمُ قَومَكُم فَخرا بِاُمِّكِمُاُمٌّ لَعَمري حَصانٌ بَرَّةٌ كَرَمُ
هِيَ الَّتي لا يُداني فَضلَها أحَدٌبِنتُ الرَّسولِ وخَيرُ النّاسِ قَد عَلِموا
وفَضلُها لَكُم فَضلٌ وغَيرُكُمُمِن يَومِكُم لَهُم في فَضلِها قَسَمُ
إنّي لَأَعلَمُ حَقّا غَيرُ ما كَذِبٍوَالطَّرفُ يَصدُقُ أحيانا ويَقتَصِمُ
أن سَوفَ يُدرِكُكُم ما تَدَّعونَ بِهاقَتلى تَهاداكُمُ العُقبانُ وَالرَّخَمُ
يا قَومَنا لا تَشُبُّوا الحَربَ إذ سَكَنَتتَمَسَّكوا بِحِبالِ الخَيرِ وَاعتَصِموا
قَد غَرَّتِ الحَربُ مَن قَد كانَ قَبلَكُمُمِنَ القُرونِ وقَد بادَت بِهَا الاُمَمُ
فَأَنصِفوا قَومَكُم لا تَهلِكوا بَذَخافَرُبَّ ذي بَذَخٍ زَلَّت بِهِ القَدَمُ
قالَ : فَنَظَرَ أهلُ المَدينَةِ إلى هذِهِ الأَبياتِ ، ثُمَّ وَجَّهوا بِها وبِالكِتابِ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَلَمّا نَظَرَ فيهِ عَلِمَ أنَّهُ كِتابُ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ .
فَكَتَبَ الحُسَينُ عليه السلام الجَوابَ : بِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ «وَ إِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّى عَمَلِى وَ لَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُم بَرِيئونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَ أَنَا بَرِى ءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ »۱ وَالسَّلامُ . ۲

1.يونس : ۴۱ .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۶۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 142744
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي