321
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

۱۴۳۰.الإرشاد :وألحَقَهُ عَبدُ اللّه ِ بنُ جَعفَرٍ بِابنَيهِ عَونٍ ومُحَمَّدٍ ، وكَتَبَ عَلى أيديهِما إلَيهِ [أي إلَى الحُسَينِ عليه السلام ] كِتابا يَقولُ فيهِ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنّي أسأَلُكَ بِاللّه ِ لَمَّا انصَرَفتَ حينَ تَنظُرُ في كِتابي ؛ فَإِنّي مُشفِقٌ عَلَيكَ مِنَ الوَجهِ الَّذي تَوَجَّهتَ لَهُ أن يَكونَ فيه هَلاكُكَ ، وَاستِئصالُ أهلِ بَيتِكَ ، إن هَلَكتَ اليَومَ طَفِئَ نورُ الأَرضِ ، فَإِنَّكَ عَلَمُ المُهتَدينَ ، ورَجاءُ المُؤمِنينَ ، فَلا تَعَجَّل بِالمَسيرِ ، فَإِنّي في أثَرِ كِتابي ، وَالسَّلامُ .
وصارَ عَبدُ اللّه ِ بنُ جَعفَرٍ إلى عَمرِو بنِ سَعيدٍ ، فَسَأَلَهُ أن يَكتُبَ لِلحُسَينِ عليه السلام أمانا ، ويُمَنّيهِ لِيَرجِعَ عَن وَجهِهِ .
فَكَتَبَ إلَيهِ عَمرُو بنُ سَعيدٍ كِتابا يُمَنّيهِ فيهِ الصِّلَةَ ، ويُؤَمِّنُهُ عَلى نَفسِهِ ، وأنفَذَهُ مَعَ أخيهِ يَحيَى بنِ سَعيدٍ ، فَلَحِقَهُ يَحيى وعَبدُ اللّه ِ بنُ جَعفَرٍ ـ بَعدَ نُفوذِ ابنَيهِ ـ ودَفَعا إلَيهِ الكِتابَ ، وجَهَدا بِهِ فِي الرُّجوعِ .
فَقالَ : إنّي رَأَيتُ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فِي المَنامِ ، وأمَرَني بِما أنَا ماضٍ لَهُ ، فَقالا لَهُ : فَما تِلكَ الرُّؤيا ؟ قالَ : ما حَدَّثتُ أحَدا بِها ، ولا أنَا مُحَدِّثٌ أَحدا حَتّى ألقى رَبّي جَلَّ وعَزَّ .
فَلَمّا أيِسَ مِنهُ عَبدُ اللّه ِ بنُ جَعفَرٍ ، أمَرَ ابنَيهِ عَونا ومُحَمَّدا بِلُزومِهِ ، وَالمَسيرِ مَعَهُ وَالجِهادِ دونَهُ ، ورَجَعَ مَعَ يَحيَى بنِ سَعيدٍ إلى مَكَّةَ . ۱

7 / 14

لِقاءُ الفَرَزدَقِ فِي الصِّفاحِ

۱۴۳۱.تاريخ الطبري عن عبد اللّه بن سليم والمذري :أقبَلنا حَتَّى انتَهَينا إلَى الصِّفاحِ ۲ ، فَلَقِيَنا الفَرَزدَقُ بنُ غالِبٍ الشّاعِرُ ، فَواقَفَ حُسَينا عليه السلام فَقالَ لَهُ : أعطاكَ اللّه ُ سُؤلَكَ ، وأمَّلَكَ فيما تُحِبُّ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : بَيِّن لَنا نَبَأَ النّاسِ خَلفَكَ ، فَقالَ لَهُ الفَرَزدَقُ : مِنَ الخَبيرِ سَأَلتَ ، قُلوبُ النّاسِ مَعَكَ ، وسُيوفُهُم مَعَ بَني اُمَيَّةَ ، وَالقَضاءُ يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ ، وَاللّه ُ يَفعَلُ ما يَشاءُ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : صَدَقتَ ، للّه ِِ الأَمرُ ، وَاللّه ُ يَفعَلُ ما يَشاءُ ، وكُلَّ يَومٍ رَبُّنا في شَأنٍ ، إن نَزَلَ القَضاءُ بِما نُحِبُّ فَنَحمَدُ اللّه َ عَلى نَعمائِهِ ، وهُوَ المُستعانُ عَلى أداءِ الشُّكرِ ، وإن حالَ القَضاءُ دونَ الرَّجاءِ ، فَلَم يَعتَدِ مَن كانَ الحَقَّ نِيَّتُهُ ، وَالتَّقوى سَريرَتُهُ . ثُمَّ حَرَّكَ الحُسَينُ عليه السلام راحِلَتَهُ فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكَ ، ثُمَّ افتَرَقا . ۳

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۶۸ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۶ نحوه وليس فيه صدره إلى «عن وجهه» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۶۶ .

2.الصِّفاحُ : هي من أوائل المنازل في طريق مكّة إلى الكوفة (راجع: الخريطة رقم ۳ في آخر هذا المجلّد) .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۶ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۷ ، الفصول المهمّة : ص ۱۸۵ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۶ عن أبي مخنف بإسناده وكلّها نحوه .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
320

۱۴۲۹.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) :كَتَبَ عَبدُ اللّه ِ بنُ جَعفَرِ بنِ أبي طالِبٍ إلَيهِ [أي إلَى الحُسَينِ عليه السلام ]كِتابا يُحَذِّرُهُ أهلَ الكوفَةِ ، ويُناشِدُهُ اللّه َ أن يَشخَصَ إلَيهِم ، فَكَتَبَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام : إنّي رَأَيتُ رُؤيا ، ورَأَيتُ فيها رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وأمَرَني بِأَمرٍ أنَا ماضٍ لَهُ ، ولَستُ بِمُخبِرٍ بِها أحَدا ، حَتّى اُلاقي عَمَلي .
وكَتَبَ إلَيهِ عَمرُو بنُ سَعيدِ بنِ العاصِ : إنّي أسأَلُ اللّه َ أن يُلهِمَكَ رُشدَكَ ، وأن يَصرِفَكَ عَمّا يُرديكَ ۱ ، بَلَغَني أنَّكَ قَدِ اعتَزَمتَ عَلَى الشُّخوصِ إلَى العِراقِ ، فَإِنّي اُعيذُك بِاللّه ِ مِنَ الشِّقاقِ ، فَإِن كُنتَ خائِفا فَأَقبِل إلَيَّ ، فَلَكَ عِندِيَ الأَمانُ وَالبِرُّ وَالصِّلَةُ .
فَكَتَبَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام : إن كُنتَ أرَدتَ بِكِتابِكَ إلَيَّ بِرّي وصِلَتي ، فَجُزيتَ خَيرا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وإنَّهُ لَم يُشاقِق مَن دَعا إلَى اللّه ِ ، وعَمِلَ صالِحا وقالَ إنَّني مِنَ المُسلِمينَ ، وخَيرُ الأَمانِ أمانُ اللّه ِ ، ولَم يُؤمِن بِاللّه ِ مَن لَم يَخَفهُ فِي الدُّنيا ، فَنَسأَلُ اللّه َ مَخافَةً فِي الدُّنيا ، توجِبُ لَنا أمانَ الآخِرَةِ عِندَهُ . ۲

1.الرَّدَى : الهلاك (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۳۱۶ «ردي») .

2.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۷ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۸ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۹ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۷ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۹ وليس فيهما ذيله من «وكتب إليه عمرو» ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۱۰ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 175017
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي