۱۴۳۲.أنساب الأشراف :ولَمّا صارَ الحُسَينُ عليه السلام إلَى الصِّفاحِ ، لَقِيَهُ الفَرَزدَقُ بنُ غالِبٍ الشّاعِرُ ، فَسَأَلَهُ عَن أمرِ النّاسِ وَراءَهُ .
فَقالَ لَهُ الفَرَزدَقُ : اَلخَبيرَ سَأَلتَ ، إنَّ قُلوبَ النّاسِ مَعَكَ ، وسُيوفَهُم مَعَ بَني اُمَيَّةَ ، وَالقَضاءُ مِنَ السَّماءِ ، وَاللّه ُ يَفعَلُ ما يَشاءُ . فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : صَدَقتَ . ۱
۱۴۳۳.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن الفرزدق :لَقيتُ حُسَيناً عليه السلام ، فَقُلتُ : بِأَبي أنتَ ! لَو أقَمتَ حَتّى يَصدُرَ النّاسُ ، لَرَجَوتُ أن يَتَقَصَّفَ ۲ أهلُ المَوسِمِ مَعَكَ . فَقالَ : لَم آمَنهُم يا أبا فِراسٍ .
قالَ : فَدَخَلتُ مَكَّةَ ، فَإِذا فُسطاطٌ ۳ وهَيئَةٌ ، فَقُلتُ: لِمَن هذا ؟ قالوا : لِعَبدِ اللّه ِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ ، فَأَتَيتُهُ فَإِذا شَيخٌ أحمَرُ ، فَسَلَّمتُ ، فَقالَ : مَن ؟ قُلتُ : الفَرَزدَقُ ، أتَرى أن أنصُرَ حُسَيناً عليه السلام ؟ قالَ : إذاً تُصيبَ أجراً وذُخراً ، قُلتُ : بِلا دُنيا ؟! فَأَطرَقَ ثُمَّ قالَ : يَا بنَ غالِبٍ ، لَتَتِمَّنَّ خِلافَةُ يَزيدَ ، فَانظُرَن . فَكَرِهتُ ما قالَ .
قالَ : فَسَبَبتُ يَزيدَ ومُعاوِيَةَ ، قالَ : مَه! قَبَّحَكَ اللّه ُ . فَغَضِبتُ فَشَتَمتُهُ وقُمتُ ، ولَو حَضَرَ حَشَمُهُ ۴ لَأَوجَعوني . فَلَمّا قَضَيتُ الحَجَّ رَجَعتُ ، فَإِذا عيرٌ ، فَصَرَختُ : ألا ما فَعَلَ الحُسَينُ عليه السلام ؟ فَرَدّوا عَلَيَّ : ألا قُتِلَ . ۵
1.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۶ ، تجارب الاُمم : ج ۲ ص ۵۹ ؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۵ نحوه وفيه «في ذات عرق» بدل «الصفاح» وراجع : الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۵۶ الرقم ۴۳۹ والأخبار الطوال : ص ۲۴۵ .
2.القصف : الكسر والدفع الشديد لفرط الزحام ، ويتقصّف عليه أبناؤهم ، أي يزدحمون (النهاية : ج ۴ ص ۷۳ «قصف») .
3.الفُسْطَاطُ : ضرب من الأبنية في السفر دون السرادق (النهاية : ج ۳ ص ۴۴۵ «فسط») .
4.حَشَمُ الرجل : خَدَمُه ومن يغضب له (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۰۰ «حشم») .
5.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۵۵ الرقم ۴۳۸ وراجع : الرقم ۴۳۷ و سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۳ .