335
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

۱۴۴۶.الملهوف :كَتَبَ الحُسَينُ عليه السلام كِتابا إلى سُلَيمانَ بنِ صُرَدٍ ، وَالمُسَيَّبِ بنِ نَجَبَةَ ، ورِفاعَةَ بنِ شَدّادٍ ، وجَماعَةٍ مِنَ الشّيعَةِ بِالكوفَةِ ، وبَعَثَ بِهِ مَعَ قَيسِ بِن مُسهِرٍ الصَّيداوِيِّ .
فَلَمّا قارَبَ دُخولَ الكوفَةِ اعتَرَضَهُ الحُصَينُ بنُ نُمَيرٍ صاحِبُ عُبَيدِ اللّه ِ بنِ زِيادٍ لِيُفَتِّشَهُ ، فَأَخرَجَ الكِتابَ ومَزَّقَهُ ، فَحَمَلَهُ الحُصَينُ إلَى ابنِ زِيادٍ .
فَلَمّا مَثُلَ بَينَ يَدَيهِ قالَ لَهُ : مَن أنتَ ؟
قالَ : أنَا رَجُلٌ مِن شيعَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وَابنِهِ عليهماالسلام .
قالَ : فَلِماذا مَزَّقتَ الكِتابَ ؟ قالَ : لِئَلّا تَعلَمَ ما فيهِ .
قالَ : مِمَّنِ الكِتابُ وإلى مَن ؟
قالَ : مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام إلى جَماعَةٍ مِن أهلِ الكوفَةِ ، لا أعرِفُ أسماءَهُم . فَغَضِبَ ابنُ زِيادٍ وقالَ : وَاللّه ِ لا تُفارِقُني حَتّى تُخبِرَني بِأَسماءِ هؤُلاءِ القَومِ ، أو تَصعَدَ المِنبَرَ فَتَلعَنَ الحُسَينَ وأباهُ وأخاهُ ، وإلّا قَطَّعتُكَ إربا إربا .
فَقالَ قَيسٌ : أمَّا القَومُ فَلا اُخبِرُكَ بِأَسمائِهِم ، وأمّا لَعنُ الحُسَينِ وأبيهِ وأخيهِ فَأَفعَلُ .
فَصَعِدَ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ اللّه َ وأثنى عَلَيهِ ، وصَلّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، وأكثَرَ مِنَ التَّرَحُّمِ عَلى عَلِيٍّ ووُلدِهِ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِم ، ثُمَّ لَعَنَ عُبَيدَ اللّه ِ بنَ زِيادٍ وأباهُ ، ولَعَنَ عُتاةَ بَني اُمَيَّةَ عَن آخِرِهِم .
ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! أنَا رَسولُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام إلَيكُم ، وقَد خَلَّفتُهُ بِمَوضِعِ كَذا وكَذا ، فَأَجيبوهُ .
فَاُخبِرَ ابنُ زِيادٍ بِذلِكَ ، فَأَمَرَ بِإِلقائِهِ مِن أعلَى القَصرِ ، فَاُلقِيَ مِن هُناكَ ، فَماتَ رحمه الله .
فَبَلَغَ الحُسَينَ عليه السلام مَوتُهُ ، فَاستَعبَرَ باكِيا ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ اجعَل لَنا ولِشيعَتِنا مَنزِلاً كَريما ، وَاجمَع بَينَنا وبَينَهُم في مُستَقَرِّ رَحمَتِكَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ .
ورُوِيَ أنَّ هذَا الكِتابَ كَتَبَهُ الحُسَينُ عليه السلام مِنَ الحاجِزِ ، وقيلَ غَيرُ ذلِكَ . ۱

1.الملهوف : ص ۱۳۵ ، مثير الأحزان : ص ۴۳ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۰ ؛ الفتوح : ج ۵ ص ۸۲ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۳۵ كلاهما نحوه .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
334

7 / 17

كِتابُ الإِمامِ عليه السلام إلى أهلِ الكوفَةِ بِالحاجِرِ مِن بَطنِ الرُّمَّةِ وَشهادَةُ رَسولِهِ ۱

۱۴۴۴.الأخبار الطوال :مَضَى الحُسَينُ عليه السلام حَتّى إذا صارَ بِبَطنِ الرُّمَّةِ كَتَبَ إلى أهلِ الكوفَةِ :
بِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ إلى إخوانِهِ مِنَ المُؤمِنينَ بِالكوفَةِ ، سَلامٌ عَلَيكُم ، أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ كِتابَ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ وَرَدَ عَلَيَّ بِاجتِماعِكُم لي ، وتَشَوُّفِكُم إلى قُدومي ، وما أنتُم عَلَيهِ مُنطَوونَ مِن نَصرِنا ، وَالطَّلَبِ بِحَقِّنا ، فَأَحسَنَ اللّه ُ لَنا ولَكُمُ الصَّنيعَ ، وأثابَكُم عَلى ذلِكَ بِأَفضَلِ الذُّخرِ ، وكِتابي إلَيكُم مِن بَطنِ الرُّمَّةِ ، وأنَا قادِمٌ عَلَيكُم ، وحَثيثُ السَّيرِ إلَيكُم ، وَالسَّلامُ .
ثُمَّ بَعَثَ بِالكِتابِ مَعَ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ ، فَسارَ حَتّى وافَى القادِسِيَّةَ ۲ ، فَأَخَذَهُ حُصَينُ بنُ نُمَيرٍ ، وبَعَثَ بِهِ إلَى ابنِ زِيادٍ ، فَلَمّا اُدخِلَ عَلَيهِ أغلَظَ لِعُبَيدِ اللّه ِ ، فَأَمَرَ بِهِ أن يُطرَحَ مِن أعلى سورِ القَصرِ إلَى الرُّحبَةِ ، فَطُرِحَ فَماتَ . ۳

۱۴۴۵.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس :إنَّ الحُسَينَ عليه السلام أقبَلَ حَتّى إذا بَلَغَ الحاجِرَ مِن بَطنِ الرُّمَّةِ ، بَعَثَ قَيسَ بنَ مُسهِرٍ الصَّيداوِيَّ إلى أهلِ الكوفَةِ ، وكَتَبَ مَعَهُ إلَيهِم :
بِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ إلى إخوانِهِ مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُسلِمينَ ، سَلامٌ عَلَيكُم ، فَإِنّي أحمَدُ إلَيكُمُ اللّه َ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ كِتابَ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ جاءَني ، يُخبِرُني فيهِ بِحُسنِ رَأيِكُم ، وَاجتِماعِ مَلَئِكُم عَلى نَصرِنا ، وَالطَّلَبِ بِحَقِّنا ، فَسَأَلتُ اللّه َ أن يُحسِنَ لَنَا الصُّنعَ ، وأن يُثيبَكُم عَلى ذلِكَ أعظَمَ الأَجرِ ، وقَد شَخَصتُ إلَيكُم مِن مَكَّةَ يَومَ الثَّلاثاءِ ، لِثَمانٍ مَضَينَ مِن ذِي الحِجَّةِ ، يَومَ التَّروِيَةِ ، فَإِذا قَدِمَ عَلَيكُم رَسولي فَأَكمِشوا أمرَكم وجِدّوا ۴ ؛ فَإِنّي قادِمٌ عَلَيكُم في أيّامي هذِهِ إن شاءَ اللّه ُ ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ .
وكانَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ قَد كانَ كَتَبَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام قَبلَ أن يُقتَلَ لِسَبعٍ وعِشرينَ لَيلَةً : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ الرّائِدَ لا يَكذِبُ أهلَهُ ، إنَّ جَمعَ أهلِ الكوفَةِ مَعَكَ ، فَأقبِل حينَ تَقرَأُ كِتابي ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ .
قالَ : فَأَقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام بِالصِّبيانِ وَالنِّساءِ مَعَهُ ، لا يَلوي عَلى شَيءٍ ، وأقبَلَ قَيسُ بنُ مُسهِرٍ الصَّيداوِيُّ إلَى الكوفَةِ بِكِتابِ الحُسَينِ عليه السلام ، حَتّى إذَا انتَهى إلَى القادِسِيَّةِ أخَذَهُ الحُصَينُ بنُ تَميمٍ ۵ ، فَبَعَثَ بِهِ إلى عُبَيدِ اللّه ِ بنِ زِيادٍ ، فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللّه ِ : اِصعَد إلَى القَصرِ فَسُبَّ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ ؛ فَصَعِدَ ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ هذَا الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ خَيرُ خَلقِ اللّه ِ ، ابنُ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ ، وأَنا رَسولُهُ إلَيكُم ، وقَد فارَقتُهُ بِالحاجِرِ ؛ فَأَجيبوهُ . ثُمَّ لَعَنَ عُبَيدَ اللّه ِ بنَ زِيادٍ وأباهُ ، وَاستَغفَرَ لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام .
قالَ : فَأَمَرَ بِهِ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ زِيادٍ أن يُرمى بِهِ مِن فَوقِ القَصرِ ، فَرُمِيَ بِهِ ، فَتَقَطَّعَ فَماتَ . ۶

1.بَطْنُ الرُّمّة : وادٍ معروف بعالية نجد (معجم البلدان : ج ۱ ص ۴۴۹) وراجع : الخريطة رقم ۳ في آخر هذا المجلّد .

2.ذكر في معجم البلدان (ج ۴ ص ۲۹۱) : إنّ القادسية مدينة بينها وبين الكوفة ۱۵ فرسخا ، والظاهر أنّ الصحيح هو ۱۵ ميلاً (راجع : الخريطة رقم ۳ في آخر هذا المجلّد) .

3.الأخبار الطوال : ص ۲۴۵ .

4.أكمَشَ في السير والعمل : أسرع (تاج العروس : ج ۹ ص ۱۸۸ «كمش») .

5.كذا في المصدر ، وفي أكثر المصادر : «الحصين بن نمير» .

6.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۴ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۸ ، تجارب الاُمم : ج ۲ ص ۶۰ وليس فيه صدره إلى «بركاته» ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۷ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۷۰ بزيادة «ويقال : بل بعث أخاه من الرضاعة عبد اللّه بن يقطر» بعد «بعث قيس بن مسهر الصيداوي» ، مثير الأحزان : ص ۴۲ وفي الثلاثة الأخيرة «الحصين بن نمير» وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۶۹ وراجع : الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۸ وتذكرة الخواصّ : ص ۲۴۵ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۵ وروضة الواعظين : ص ۱۹۶ وإعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 147638
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي