345
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

7 / 22

خَبَرُ شَهادَةِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ

۱۴۶۰.الإرشاد عن عبد اللّه بن سليمان والمنذر بن المشمعلّ الأسديّين :لَمّا قَضَينا حَجَّنا ، لَم تَكُن لَنا هِمَّةٌ إلَا اللَّحاقَ بِالحُسَينِ عليه السلام فِي الطَّريقِ ، لِنَنظُرَ ما يَكونُ مِن أمرِهِ ، فَأَقبَلنا تُرقِلُ ۱ بِنا نِياقُنا مُسرعَينِ حَتّى لَحِقنا بِزَرودَ ، فَلَمّا دَنَونا مِنهُ ، إذا نَحنُ بِرَجُلٍ مِن أهلِ الكوفَةِ قَد عَدَلَ عَنِ الطَّريقِ حينَ رَأَى الحُسَينَ عليه السلام ، فَوَقَفَ الحُسَينُ عليه السلام كَأَنَّهُ يُريدُهُ ، ثُمَّ تَرَكَهُ ومَضى ، ومَضَينا نَحوَهُ .
فَقالَ أحَدُنا لِصاحِبِهِ : اِذهَب بِنا إلى هذا لِنَسأَلَهُ ، فَإِنَّ عِندَهُ خَبَرَ الكوفَةِ ، فَمَضَينا حَتَّى انتَهَينا إلَيهِ ، فَقُلنا : السَّلامُ عَلَيكَ ، فَقالَ : وعَلَيكُمُ السَّلامُ ، قُلنا : مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟ قالَ : أسَدِيٌّ ، قُلنا : ونَحنُ أسَدِيّانِ ، فَمَن أنتَ ؟ قالَ : أنَا بَكرُ بنُ فُلانٍ ، وَانتَسَبنا لَهُ ثُمَّ قُلنا لَهُ : أخبِرنا عَنِ النّاسِ وَراءَكَ .
قالَ : نَعَم ، لَم أخرُج مِنَ الكوفَةِ حَتّى قُتِلَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ، وهانِئُ بنُ عُروَةَ ، ورَأَيتُهُما يُجَرّانِ بِأَرجُلِهِما فِي السّوقِ .
فَأَقبَلنا حَتّى لَحِقنَا الحُسَينَ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِ ، فَسايَرناهُ حَتّى نَزَلَ الثَّعلَبِيَّةَ مُمسِيا ، فَجِئناهُ حينَ نَزَلَ ، فَسَلَّمنا عَلَيهِ فَرَدَّ عَلَينَا السَّلامَ ، فَقُلنا لَهُ : رَحِمَكَ اللّه ُ ! إنَّ عِندَنا خَبَرا ، إن شِئتَ حَدَّثناكَ عَلانِيَةً وإن شِئتَ سِرّا ، فَنَظَرَ إلَينا وإلى أصحابِهِ ، ثُمَّ قالَ : ما دونَ هؤُلاءِ سِترٌ .
فَقُلنا لَهُ : رَأَيتَ الرّاكِبَ الَّذِي استَقبَلتَهُ عَشِيَّ أمسِ ؟ قالَ : نَعَم ، وقَد أرَدتُ مَسأَلَتَهُ ، فَقُلنا : قَد وَاللّه ِ استَبرَأنا لَكَ خَبَرَهُ ، وكَفَيناكَ مَسأَلَتَهُ ، وهُوَ امرُؤٌ مِنّا ذو رَأيٍ وصِدقٍ وعَقلٍ ، وإنَّهُ حَدَّثَنا أنَّهُ لَم يَخرُج مِنَ الكوفَةِ حَتّى قُتِلَ مُسلِمٌ وهانِئٌ ، ورَآهُما يُجَرّانِ فِي السّوقِ بِأَرجُلِهِما .
فَقالَ : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ»۲ رَحمَةُ اللّه ِ عَلَيهِما ! يُكَرِّرُ ذلِكَ مِرارا ، فَقُلنا لَهُ : نَنشُدُكَ اللّه َ في نَفسِكَ وأهلِ بَيتِكَ ، إلَا انصَرَفتَ مِن مَكانِكَ هذا ، فَإِنَّهُ لَيسَ لَكَ بِالكوفَةِ ناصِرٌ ولا شيعَةٌ ، بَل نَتَخَوَّفُ أن يَكونوا عَلَيكَ .
فَنَظَرَ إلى بَني عَقيلٍ ، فَقالَ : ما تَرَونَ ؟ فَقَد قُتِلَ مُسلِمٌ؟ فَقالوا : وَاللّه ِ لا نَرجِعُ حَتّى نُصيبَ ثَأرَنا ، أو نَذوقَ ما ذاقَ .
فَأَقبَلَ عَلَينَا الحُسَينُ عليه السلام وقالَ : لا خَيرَ فِي العَيشِ بَعدَ هؤُلاءِ . فَعَلِمنا أنَّهُ قَد عَزَمَ رَأيَهُ عَلَى المَسيرِ ، فَقُلنا لَهُ : خارَ اللّه ُ لَكَ ! فَقالَ : رَحِمَكُمَا اللّه ُ !
فَقالَ لَهُ أصحابُهُ : إنَّكَ وَاللّه ِ ما أنتَ مِثلَ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ، ولَو قَدِمتَ الكوفَةَ لَكانَ النّاسُ إلَيكَ أسرَعَ . فَسَكَتَ ثُمَّ انتَظَرَ حَتّى إذا كانَ السَّحَرُ قالَ لِفِتيانِهِ وغِلمانِهِ : أكثِروا مِنَ الماءِ . فَاستَقَوا وأكثَروا ثُمَّ ارتَحَلوا ، فَسارَ حَتَّى انتَهى إلى زُبالَةَ ۳ . ۴

1.أرقَلَ : أسرع (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۳۸۶ «رقلة») .

2.البقرة : ۱۵۶ .

3.زُبَالَة : منزل معروف بطريق مكّة من الكوفة (معجم البلدان : ج ۳ ص ۱۲۹) وراجع : الخريطة رقم ۳ في آخر هذا المجلّد .

4.الإرشاد : ج ۲ ص ۷۳ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۷ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۲ ؛ تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۷ عن عبد اللّه بن سليم والمذري بن المشمعل الأسديّين ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۲۸ نحوه وراجع : إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۴۷، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۹، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۱ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
344

۱۴۵۷.الأمالي للصدوق عن عبداللّه بن منصور عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين] عليهم السلام :ثُمَّ سارَ [الحُسَينُ عليه السلام ] حَتّى نَزَلَ الرُّهَيمَةَ ۱ ، فَوَرَدَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن أهلِ الكوفَةِ ، يُكَنّى أبا هَرِمٍ ، فَقالَ : يَابنَ النَّبِيِّ ، مَا الَّذي أخرَجَكَ مِنَ المَدينَةِ ؟
فَقالَ : وَيحَكَ يا أبا هَرِمٍ ! شَتَموا عِرضي فَصَبَرتُ ، وطَلَبوا مالي فَصَبَرتُ ، وطَلَبوا دَمي فَهَرَبتُ ، وَايمُ اللّه ِ لَيَقتُلُنّي ، ثُمَّ لَيُلبِسَنَّهُمُ اللّه ُ ذُلّاً شامِلاً ، وسَيفا قاطِعا ، ولَيُسَلِّطَنَّ عَلَيهِم مَن يُذِلُّهُم . ۲

۱۴۵۸.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن بحير بن شدّاد الأسدي :مَرَّ بِنَا الحُسَينُ عليه السلام بِالثَّعلَبِيَّةِ ، فَخَرَجتُ إلَيهِ مَعَ أخي ، فَإِذا عَلَيهِ جُبَّةٌ صَفراءُ ، لَها جَيبٌ في صَدرِها ، فَقالَ لَهُ أخي : إنّي أخافُ عَلَيكَ .
فَضَرَبَ بِالسَّوطِ عَلى عَيبَةٍ ۳ قَد حَقَبَها ۴ خَلفَهُ ، وقالَ : هذِهِ كُتُبُ وُجوهِ أهلِ المِصرِ . ۵

۱۴۵۹.تاريخ دمشق عن سفيان :حَدَّثَنا رَجُلٌ مِن بَني أسَدٍ يُقالُ لَهُ بحيرٌ ـ بَعدَ الخَمسينَ وَالمِئَةِ ـ وكانَ مِن أهلِ الثَّعلَبِيَّةِ ، ولَم يَكُن فِي الطَّريقِ رَجُلٌ أكبَرَ مِنهُ ، فَقُلتُ : مِثلُ مَن كُنتَ حينَ مَرَّ بِكُم حُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام ؟
قالَ : غُلامٌ يَفَعتُ ۶ ـ قالَ : ـ فَقامَ إلَيهِ أخٌ لي كانَ أكبَرَ مِنّي يُقالُ لَهُ زُهَيرٌ ، قالَ : أيِ ابنَ بِنتِ رَسولٍ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، إنّي أراكَ في قِلَّةٍ مِنَ النّاسِ !
فَأَشارَ الحُسَينُ عليه السلام بِسَوطٍ في يَدِهِ هكَذا ، فَضَرَبَ حَقيبَةً وَراءَهُ ، فَقالَ : ها إنَّ هذِهِ مَملوءَةٌ كُتُبا ، فَكَأَنَّهُ شَدَّ مِن مُنَّةِ ۷ أخي .
قالَ سُفيانُ : فَقُلتُ لَهُ : ابنُ كَم أنتَ ؟ قالَ : ابنُ سِتَّ عَشرَةَ ومِئَةٍ .
قالَ سُفيانُ : وكُنّا استَودَعناهُ طَعاما لَنا ومَتاعا ، فَلَمّا رَجَعنا طَلَبناهُ مِنهُ ، قالَ : إن كانَ طَعاما فَلَعَلَّ الحَيَّ قَد أكَلوهُ ! فَقُلنا : إنّا للّه ِِ ذَهَبَ طَعامُنا ! فَإِذا هُوَ يَمزَحُ مَعي ، فَأَخرَجَ إلَينا طَعامَنا ومَتاعَنا . ۸

1.الرُّهَيْمةُ : ضيعة قرب الكوفة ، قال السكوني : هي عين بعد خَفِيّة إذا أردت الشام من الكوفة (معجم البلدان : ج ۳ ص ۱۰۹) وراجع : الخريطة رقم ۴ في آخر المجلّد ۴ .

2.الأمالي للصدوق : ص ۲۱۸ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۴ .

3.العَيْبَةُ : ما يُجعل فيه الثياب (الصحاح : ج ۱ ص ۱۹۰ «عيب») .

4.أحْقَبَها : أي أردفها خلفه (النهاية : ج ۱ ص ۴۱۲ «حقب») .

5.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۵۷ ح ۴۴۰ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۶ .

6.كذا في المصدر ، وفي الهامش عن ابن العديم : غُلامٌ قَد أيفَعتُ .

7.المُنّةُ ـ بالضمّ ـ : القوّة ، وخصّ بعضهم به قوّة القلب (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۴۱۵ «منن») .

8.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۴ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۱۵ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۱۰ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۵ نحوه وليس فيهما ذيله من «فكأنّه» وفيها «بجير» بدل «بحير» .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 174914
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي