۱۴۸۹.المعجم الكبير عن محمّد بن الحسن :لَمّا نَزَلَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ بِحُسَينٍ عليه السلام ، وأيقَنَ أنَّهُم قاتِلوهُ ، وقامَ في أصحابِهِ خَطيبا ، فَحَمِدَ اللّه َ عز و جلوأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : قَد نَزَلَ ما تَرَونَ مِنَ الأَمرِ ، وإنَّ الدُّنيا تَغَيَّرَت وتَنَكَّرَت ، وأدَبَر مَعروفُها وَاستَمَرَّت ، حَتّى لَم يَبقَ مِنها إلّا كَصُبابَةِ الإِناءِ ، [و] إلّا خَسيسُ عَيشٍ كَالمَرعى الوَبيلِ . ألا تَرَونَ الحَقَّ لا يُعمَلُ بِهِ ، وَالباطِلَ لا يُتَناهى عَنهُ ! لِيَرغَبِ المُؤمِنُ في لِقاءِ اللّه ِ ، وإنّي لا أرى المَوتَ إلّاسَعادَةً ، وَالحَياةَ مَعَ الظّالِمينَ إلّا بَرَما . ۱
7 / 29
خُطْبَةُ الإِمامِ عليه السلام في أَصحابِهِ وأصحابِ الحُرِّ في بَيضَةَ ۲
۱۴۹۰.تاريخ الطبري عن عقبة بن أبي العَيزار :إنَّ الحُسَينَ عليه السلام خَطَبَ أصحابَهُ وأصحابَ الحُرِّ بِالبَيضَةِ ، فَحَمِدَ اللّه َ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله قالَ : «مَن رَأى سُلطانا جائِرا ، مُستَحِلّاً لِحُرَم اللّه ِ ، ناكِثا لِعَهدِ اللّه ِ ، مُخالِفا لِسُنَّةِ رَسولِ اللّه ِ ، يَعمَلُ في عِبادِ اللّه ِ بِالإِثمِ وَالعُدوانِ ، فَلَم يُغَيِّر عَلَيهِ بِفِعلٍ ولا قَولٍ ، كانَ حَقّا عَلَى اللّه ِ أن يُدخِلَهُ مُدخَلَهُ» .
ألا وإنَّ هؤُلاءِ قَد لَزِموا طاعَةَ الشَّيطانِ ، وتَرَكوا طاعَةَ الرَّحمنِ ، وأظهَرُوا الفَسادَ ، وعَطَّلُوا الحُدودَ ، وَاستَأثَروا بِالفَيءِ ، وأحَلّوا حَرامَ اللّه ِ ، وحَرَّموا حَلالَهُ ، وأنا أحَقُّ مَن غَيَّرَ .
قَد أتَتني كُتُبُكُم ، وقَدِمَت عَلَيَّ رُسُلُكُم بِبَيعَتِكُم ؛ أنَّكُم لا تُسلِمونّي ولا تَخذُلونّي ، فَإِن تَمَّمتُم عَلى بَيعَتِكُم تُصيبوا رُشدَكُم ، فَأَنَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ ، وَابنُ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، نَفسي مَعَ أنفُسِكُم ، وأهلي مَعَ أهليكُم ، فَلَكُم فِيَّ اُسوَةٌ ، وإن لَم تَفعَلوا ونَقَضتُم عَهدَكُم ، وخَلَعتُم بَيعَتي مِن أعناقِكُم ، فَلَعَمري ما هِيَ لَكُم بِنُكرٍ ، لَقَد فَعَلتُموها بِأَبي وأخي وَابنِ عمّي مُسلِمٍ ، وَالمَغرورُ مَنِ اغتَرَّ بِكُم ، فَحَظَّكُم أخطَأتُم ، ونَصيبَكُم ضَيَّعتُم ، ومَن نَكَثَ ۳
فَإِنّما يَنكُثُ عَلى نَفسِهِ ، وسَيُغنِي اللّه ُ عَنكُم ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّه ِ وبَرَكاتُهُ ۴
. ۵
1.المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۱۴ ح ۲۸۴۲ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۰ وفيه «ندما» بدل «برما» ، العقد الفريد : ج ۳ ص ۳۶۶ وفيه «اشمعلّت» بدل «استمرّت» و «ذلّاً وندما» بدل «برما» ، حلية الأولياء : ج ۲ ص ۳۹ وفيه «جرما» بدل «برما» ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۷ كلّها نحوه .
2.البَيَضةُ : ماء بين واقصة إلى العُذيب متّصلة بالحَزَن لبني يربوع (معجم البلدان : ج ۱ ص ۵۳۲) وراجع : الخريطة رقم ۳ في آخر هذا المجلّد .
3.النَّكْثُ : نقضُ العهد (النهاية : ج۵ ص۱۱۴ «نكث») .
4.فيما يرتبط بخطب الإمام الحسين عليه السلام ، فإنّ ثمّة اختلاف يلاحظ أحيانا في مكان إلقائها أو المخاطبين بها . كما يوجد ثمّة تلفيق بين بعض المقاطع فيها أو التغيير لمواضعها . وفي الوقت الذي نحاول فيه الاقتصار في حالات الاختلاف في نقل الحادثة على موضع الحاجة خاصّة، فإنّا نعتمد في ترتيب الحوادث ما يذكره الطبري قدر المستطاع .
5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۲ نحوه .