385
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

7 / 31

اِستِنصارُ الإِمامِ عليه السلام في قَصرِ بَني مُقاتِلٍ

7 / 31 ـ 1

اِستِنصارُهُ بِعُبَيدِ اللّه ِ بنِ الحُرِّ ۱

۱۴۹۶.تاريخ الطبري عن أبي مخنف :۲
فحدّثني جميل بن مرثد : مَضَى الحُسَينُ عليه السلام حَتَّى انتَهى إلى قَصرِ بَني مُقاتِلٍ ، فَنَزَلَ بِهِ ، فَإِذا هُوَ بِفُسطاطٍ مَضروبٍ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَنِي المُجالِدُ بنُ سَعيدٍ ، عَن عامِرٍ الشَّعبِيِّ ، أنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام قالَ : لِمَن هذَا الفُسطاطُ ؟ فَقيلَ : لِعُبَيدِ اللّه ِ بنِ الحُرِّ الجُعفِيِّ ، قالَ : اُدعوهُ لي ، وبَعَثَ إلَيهِ ، فَلَمّا أتاهُ الرَّسولُ ، قالَ : هذَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام يَدعوكَ .
فَقالَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ الحُرِّ : إنّا للّه ِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ! وَاللّه ِ ما خَرَجتُ مِنَ الكوفَةِ إلّا كَراهَةَ أن يَدخُلَهَا الحُسَينُ عليه السلام وأنا بِها ، وَاللّه ِ ما اُريدُ أن أراهُ ولا يَراني ، فَأَتاهُ الرَّسولُ فَأَخبَرَهُ ، فَأَخَذَ الحُسَينُ عليه السلام نَعلَيهِ فَانتَعَلَ ، ثُمَّ قامَ فَجاءَهُ حَتّى دَخَلَ عَلَيهِ ، فَسَلَّمَ وجَلَسَ ، ثُمَّ دَعاهُ إلَى الخُروجِ مَعَهُ ، فَأَعاد إلَيهِ ابنُ الحُرِّ تِلكَ المَقالَةَ .
فَقالَ : فَإِن لا تَنصُرنا فَاتَّقِ اللّه َ أن تَكونَ مِمَّن يُقاتِلُنا ، فَوَاللّه ِ لا يَسمَعُ وَاعِيَتَنا أحَدٌ ثُمَّ لا يَنصُرُنا إلّا هَلَكَ . قالَ : أمّا هذا فَلا يَكونُ أبَدا إن شاءَ اللّه ُ .
ثُمَّ قامَ الحُسَينُ عليه السلام مِن عِندِهِ حَتّى دَخَلَ رَحلَهُ . ۳

1.عبيداللّه بن الحرّ بن عمرو بن خالد المجمع الجعفي المذحجي ، الشاعر الفارس ، شهد القادسية وكان عثمانياً . فلمّا قُتل عثمان انحاز إلى معاوية ، فشهد معه صفّين ، وأقام عنده إلى أن قُتل عليّ عليه السلام ، فرحل إلى الكوفة . مشى إليه الحسين عليه السلام ـ حيث كان ضارباً خباءه في قصر بني مقاتل ـ وندبه إلى الخروج معه فلم يفعل ، ثمّ تداخله الندم . سأل عنه ابن زياد فجاءه بعد أيّام، فعاتبه على تغيّبه واتّهمه بأنّه كان يقاتل مع الحسين ، فقال: لو كنت معه لرؤي مكاني . ثمّ خرج ، فطلبه ابن زياد ، فامتنع وذهب بمكان على شاطئ الفرات ، والتفّ حوله جمع . وإنّ المختار كتب إلى عبيد اللّه بن الحرّ الجعفي: «إنّما خرجت غضبا للحسين ، ونحن أيضا ممّن غضب له ، وقد تجرّدنا لنطلب بثأره ، فأعنّا على ذلك» . فلم يجبه عبيد اللّه إلى ذلك . فركب المختار إلى داره بالكوفة فهدمها . ولمّا قدم مصعب بن الزبير قصده عبيداللّه بمن معه ، وصحبه في حرب المختار الثقفي . ثمّ خاف مصعب أن ينقلب عليه عبيداللّه ، فحبسه وأطلقه بعد أيّام بشفاعة رجال من مذحج ، فحقدها عليه، وكان معه ثلاثمئة مقاتل ، فامتلك تكريت ، وأغار على الكوفة . وأعيا مصعبا أمره . ثمّ تفرّق عنه جمعه بعد معركة ، وخاف أن يؤسر ، فألقى نفسه في الفرات ، فمات غريقاً في سنة (۶۸ ه) (راجع : الثقات لابن حبّان : ج ۵ ص ۶۶ وتاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۷ و ج ۶ ص ۱۲۸- ۱۳۷ والأخبار الطوال: ص ۲۹۷والإصابة: ج ۵ ص ۸۸ والفتوح : ج ۵ ص ۷۳ وج ۶ ص ۲۸۵ ـ ۳۱۶ والإرشاد : ج ۲ ص ۸۱ والأمالي للصدوق : ص ۲۱۹ الرقم ۲۳۹ ورجال النجاشي : ج ۱ ص ۷۱) .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۷ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۴ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۱ ، مثير الأحزان : ص ۴۸ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۹ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
384

۱۴۹۵.الفتوح :أقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام إلى أصحابِهِ وقالَ : هَل فيكُم أحَدٌ يَخبُرُ ۱
الطَّريقَ عَلى غَيرِ الجادَّةِ ؟ فَقالَ الطِّرِمّاحُ بنُ عَدِيٍّ الطائِيُّ : يَابنَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ ! أنَا أخبُرُ الطَّريقَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : إذا سِر بَينَ أيدينا ! قالَ : فَسارَ الطِّرِمّاحُ وَاتَّبَعَهُ الحُسَينُ عليه السلام هُوَ وأصحابُهُ ، وجَعَلَ الطِّرِمّاحُ يَقولُ :

يا ناقَتي لا تَجزَعي مِن زَجريوَامضي بِنا قَبلَ طُلوعِ الفَجرِ
بِخَيرِ فِتيانٍ وخَيرِ سَفرِإلى رَسولِ اللّه ِ أهلِ الفَخرِ
اَلسّادةِ البيضِ الوُجوهِ الزُّهرِاَلطّاعنينَ بِالرِّماحِ السُّمرِ
اَلضّارِبينَ بِالسُّيوفِ البُترِحَتى تَحُلّي بِكَريمِ النَّجرِ
بِماجِدِ الجَدِّ رَحيبِ الصَّدرِأتى بِهِ اللّه ُ لِخَيرِ أمرِ
عَمَّرَهُ اللّه ُ بَقاءَ الدَّهرِيا مالِكَ النَّفعِ مَعا وَالضُّرِّ
اُمدُد حُسَينا سَيِّدي بِالنَّصرِعَلَى الطُّغاةِ مِن بَقايَا الكُفرِ
عَلى اللَّعينَينِ سَليلَي صَخرِ۲يَزيدَ لا زالَ حَليفَ الخَمرِ
وَالعودِ وَالصَّنجِ مَعا وَالزَّمرِوَابنِ زِيادِ العهرِ وَابنِ العهرِ .۳

1.خَبَرتُ الشيءَ أخبُرُ ـ من باب قَتَل ـ : علمتُهُ (المصباح المنير : ص ۱۶۲ «خبر») .

2.صخر : هو اسم أبي سفيان .

3.الفتوح : ج ۵ ص ۷۹ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۳۳ ؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۶ وفيه إلى «الضاربين بالسيوف البترِ» وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۸ وراجع : مثير الأحزان : ص ۴۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 142747
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي