7 / 31
اِستِنصارُ الإِمامِ عليه السلام في قَصرِ بَني مُقاتِلٍ
7 / 31 ـ 1
اِستِنصارُهُ بِعُبَيدِ اللّه ِ بنِ الحُرِّ ۱
۱۴۹۶.تاريخ الطبري عن أبي مخنف :۲
فحدّثني جميل بن مرثد : مَضَى الحُسَينُ عليه السلام حَتَّى انتَهى إلى قَصرِ بَني مُقاتِلٍ ، فَنَزَلَ بِهِ ، فَإِذا هُوَ بِفُسطاطٍ مَضروبٍ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَنِي المُجالِدُ بنُ سَعيدٍ ، عَن عامِرٍ الشَّعبِيِّ ، أنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام قالَ : لِمَن هذَا الفُسطاطُ ؟ فَقيلَ : لِعُبَيدِ اللّه ِ بنِ الحُرِّ الجُعفِيِّ ، قالَ : اُدعوهُ لي ، وبَعَثَ إلَيهِ ، فَلَمّا أتاهُ الرَّسولُ ، قالَ : هذَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام يَدعوكَ .
فَقالَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ الحُرِّ : إنّا للّه ِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ! وَاللّه ِ ما خَرَجتُ مِنَ الكوفَةِ إلّا كَراهَةَ أن يَدخُلَهَا الحُسَينُ عليه السلام وأنا بِها ، وَاللّه ِ ما اُريدُ أن أراهُ ولا يَراني ، فَأَتاهُ الرَّسولُ فَأَخبَرَهُ ، فَأَخَذَ الحُسَينُ عليه السلام نَعلَيهِ فَانتَعَلَ ، ثُمَّ قامَ فَجاءَهُ حَتّى دَخَلَ عَلَيهِ ، فَسَلَّمَ وجَلَسَ ، ثُمَّ دَعاهُ إلَى الخُروجِ مَعَهُ ، فَأَعاد إلَيهِ ابنُ الحُرِّ تِلكَ المَقالَةَ .
فَقالَ : فَإِن لا تَنصُرنا فَاتَّقِ اللّه َ أن تَكونَ مِمَّن يُقاتِلُنا ، فَوَاللّه ِ لا يَسمَعُ وَاعِيَتَنا أحَدٌ ثُمَّ لا يَنصُرُنا إلّا هَلَكَ . قالَ : أمّا هذا فَلا يَكونُ أبَدا إن شاءَ اللّه ُ .
ثُمَّ قامَ الحُسَينُ عليه السلام مِن عِندِهِ حَتّى دَخَلَ رَحلَهُ . ۳
1.عبيداللّه بن الحرّ بن عمرو بن خالد المجمع الجعفي المذحجي ، الشاعر الفارس ، شهد القادسية وكان عثمانياً . فلمّا قُتل عثمان انحاز إلى معاوية ، فشهد معه صفّين ، وأقام عنده إلى أن قُتل عليّ عليه السلام ، فرحل إلى الكوفة . مشى إليه الحسين عليه السلام ـ حيث كان ضارباً خباءه في قصر بني مقاتل ـ وندبه إلى الخروج معه فلم يفعل ، ثمّ تداخله الندم . سأل عنه ابن زياد فجاءه بعد أيّام، فعاتبه على تغيّبه واتّهمه بأنّه كان يقاتل مع الحسين ، فقال: لو كنت معه لرؤي مكاني . ثمّ خرج ، فطلبه ابن زياد ، فامتنع وذهب بمكان على شاطئ الفرات ، والتفّ حوله جمع . وإنّ المختار كتب إلى عبيد اللّه بن الحرّ الجعفي: «إنّما خرجت غضبا للحسين ، ونحن أيضا ممّن غضب له ، وقد تجرّدنا لنطلب بثأره ، فأعنّا على ذلك» . فلم يجبه عبيد اللّه إلى ذلك . فركب المختار إلى داره بالكوفة فهدمها . ولمّا قدم مصعب بن الزبير قصده عبيداللّه بمن معه ، وصحبه في حرب المختار الثقفي . ثمّ خاف مصعب أن ينقلب عليه عبيداللّه ، فحبسه وأطلقه بعد أيّام بشفاعة رجال من مذحج ، فحقدها عليه، وكان معه ثلاثمئة مقاتل ، فامتلك تكريت ، وأغار على الكوفة . وأعيا مصعبا أمره . ثمّ تفرّق عنه جمعه بعد معركة ، وخاف أن يؤسر ، فألقى نفسه في الفرات ، فمات غريقاً في سنة (۶۸ ه) (راجع : الثقات لابن حبّان : ج ۵ ص ۶۶ وتاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۷ و ج ۶ ص ۱۲۸- ۱۳۷ والأخبار الطوال: ص ۲۹۷والإصابة: ج ۵ ص ۸۸ والفتوح : ج ۵ ص ۷۳ وج ۶ ص ۲۸۵ ـ ۳۱۶ والإرشاد : ج ۲ ص ۸۱ والأمالي للصدوق : ص ۲۱۹ الرقم ۲۳۹ ورجال النجاشي : ج ۱ ص ۷۱) .
2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۷ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۴ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۱ ، مثير الأحزان : ص ۴۸ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۹ .