۱۵۰۷.الفتوح :وأصبَحَ الحُسَينُ عليه السلام مِن وَراءِ عُذَيبِ الهِجاناتِ ، وإذا بِالحُرِّ بنِ يَزيدَ قَد ظَهَرَ لَهُ أيضا في جَيشِهِ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : ما وَراءَكَ يَابنَ يَزيدَ ! ألَيسَ قَد أمَرتَنا أن نَأخُذَ عَلَى الطَّريقِ فَأَخَذنا وقَبِلنا مَشورَتَكَ ؟ فَقالَ : صَدَقتَ ، ولكِن هذا كِتابُ عُبَيدِ اللّه ِ بنِ زِيادٍ قَد وَرَدَ عَلَيَّ ، يُؤَنِّبُني ويُعَنِّفُني في أمرِكَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : فَذَرنا حَتّى نَنزِلَ بِقَريَةِ نينَوى أوِ الغاضِرِيَّةِ ، فَقالَ الحُرُّ : لا وَاللّه ِ ما أستَطيعُ ذلِكَ ، هذا رَسولُ عُبَيدِ اللّه ِ بنِ زِيادٍ مَعي ، ورُبَّما بَعَثَهُ عَينا عَلَيَّ .
قالَ : فَأَقبَلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام عَلى رَجُلٍ مِن أصحابِهِ يُقالُ لَهُ زُهَيرُ بنُ القَينِ البَجَلِيُّ ، فَقالَ لَهُ : يَابنَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ ! ذَرنا حَتّى نُقاتِلَ هؤُلاءِ القَومَ ؛ فَإِنَّ قِتالَنا السّاعَةَ ـ نَحنُ وإيّاهُم ـ أيسَرُ عَلَينا وأهوَنُ مِن قِتالِ مَن يَأتينا مِن بَعدِهِم .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : صَدَقتَ يا زُهَيرُ ! ولكِن ما كُنتُ بِالَّذي اُنذِرُهُم ۱
بِقِتالٍ حَتّى يَبتَدِروني . فَقالَ لَهُ زُهَيرٌ : فَسِر بِنا حَتّى نَصيرَ بِكَربَلاءَ ؛ فَإِنَّها عَلى شاطِئِ الفُراتِ ، فَنَكونَ هُنالِكَ ، فَإِن قاتَلونا قاتَلناهُم وَاستَعَنّا بِاللّه ِ عَلَيهِم .
قالَ : فَدَمِعتَ عَينا الحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ ! ثُمَّ اللّهُمَّ ! إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكَربِ وَالبَلاءِ . قالَ : ونَزَلَ الحُسَينُ عليه السلام في مَوضِعِهِ ذلِكَ ، ونَزَلَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ حِذاءَهُ في ألفِ فارِسٍ . ۲