407
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

رابعاً : مركز محاربة حكومة الشام

كان الدور الحاسم لأهل الكوفة في الفتوح الإسلامية ومحاربتهم لحكومة الشام وخاصّة في عهد حكم الإمام عليّ عليه السلام ، يستوجب ألّا يرتضوا أن تكون الشام مركز الخلافة واتّخاذ القرارات في العالم الإسلامي . ولذلك كانت الكوفة طيلة الحكم الاُموي مركزاً لمحاربة حكومة الشام ومعارضتها ، وقد قدّمت في هذا الطريق أكبر عدد من القتلى والسجناء والمنفيّين .
وقد اعترف معاوية نفسه بهذه الحقيقة ، حيث قال في وصيّته لابنه يزيد :
وانظر إلى أهل العراق فإنّهم لا يحبّونك أبداً ولا ينصحونك ، ولكن دارِهِم ما أمكنك واستطعت ، وإن سألوك أن تعزل عنهم في كلّ يوم عاملاً فافعل ، فإنّ عزل عامل واحد هو أيسر عليك وأخفّ من أن يشهروا عليك مئة ألف سيف . ۱
وقد قام «زياد بن أبيه» في الفترة التي تولّى فيها إمارة الكوفة من جانب معاوية ـ فضلاً عن قتل ۲ وسجن الكثير من الثوار، ونفي الكثير منهم إلى الشام والمدن الاُخرى ۳ ـ بترحيل خمسين ألف شخص من خصوص الكوفة والبصرة إلى خراسان كما تفيد بعض الروايات . ۴
كما سجن ابنه «عبيد اللّه بن زياد» حوالي 12 ألفاً من شيعة الكوفة ، بالإضافة إلى ارتكابه المذابح ضدّ الثوار كما تفيد إحدى الروايات . ۵
وتفيد بعض الروايات أنّ الحجّاج بن يوسف الثقفي ، قتل طيلة السنوات العشرين لإمارته في العراق 120 ألفاً ۶ حسب بعض الروايات ، ومات في سجنه 50 ألف رجل و30 ألف امرأة ، كان 16 ألفاً منهم غير متزوّجين ! ۷
ورغم أنّ هذه الأعداد تبدو مبالغاً فيها ، ولكنّنا لا نشكّ في قسوته وبطشه وكثرة الأشخاص الذين قتلوا على يده .
كما أنّ ثورة التوّابين والمختار بعد واقعة كربلاء ، ۸ وثورة عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث عام 82-83 ، ۹ وثورة زيد بن عليّ عليه السلام سنة 122 ۱۰ ، هي أدلّة واضحة اُخرى على الكراهة الشديدة التي كان يضمرها غالبيّة أهالي الكوفة للحكومة الاُموية .
وفي عهد إمامة الإمام الحسين عليه السلام تضاعف الكره الطبيعي لأهل الكوفة ضدّ حكومة الشام ؛ بسبب المفاسد الأخلاقية والسلوكية السافرة ليزيد الذي كان يعتبر نفسه خليفة المسلمين ؛ ولذلك فقد دعوا الإمام من خلال الكتب المتتالية لأن يأتي إلى الكوفة ويقود الثورة ضدّ الحكّام الاُمويّين .

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۷۷ وراجع : هذه الموسوعة : ج ۲ ص ۲۵۴ (القسم الخامس / الفصل الثالث : استخلاف يزيد / وصية معاوية ليزيد لمّا حضره الموت) .

2.راجع : ج ۲ ص ۱۶۵ (القسم الخامس / الفصل الثاني / موقف الإمام عليه السلام في مواجهة معاوية/ رسالة توبيخية من الإمام عليه السلام لمعاوية لظلمه وبدعه .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۲۵۷ ، تاريخ دمشق : ج ۱۲ ص ۲۲۷ .

4.فتوح البلدان : ص ۴۰۰ .

5.حياة الإمام الحسين عليه السلام للقرشي : ج ۲ ص ۴۱۶ .

6.سنن الترمذي : ج ۴ ص ۴۹۹ ح ۲۲۲۰ ،تاريخ الطبري : ج ۶ ص ۳۸۲ .

7.مروج الذهب : ج۳ ص ۱۷۵ وراجع : سفينة البحار : كلمة «حَجّاج» .

8.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۵۵۱ ببعد .

9.تاريخ الطبري : ج ۶ ص ۳۴۲ ،سير أعلام النبلاء : ج ۴ ص ۱۸۴ .

10.تاريخ الطبري : ج ۷ ص ۱۸۰ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
406
  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 142739
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي