423
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

3 . الخوارج

استفحل أمر الخوارج في الكوفة بعد تلقّيهم ضربةً موجعة في معركة النهروان ، وذلك في عهد معاوية ، وعلى أثر سياسته غير الإسلامية ، وثاروا عام 43 للهجرة في عهد حكم المغيرة بن شعبة بقيادة «المستورد» ، ولكنّ ثورتهم باءت بالفشل . ۱ وكان لزياد بن أبيه دورٌ مهمّ في قمعهم بعد تولّيه إمارة الكوفة عام 50 للهجرة . ۲ وبعد موت «زياد» عام 53 للهجرة قاموا بثورة اُخرى سنة 58 للهجرة بقيادة «حيّان بن ظبيان» . ۳ وقد عمد «ابن زياد» بعد العهد له بولاية الكوفة إلى قمعهم أيضاً .
وعلى هذا ، ونظراً إلى الصراع الدائم للخوارج مع الاُمويين ، لعلّنا نستطيع أن نقرّر أنّهم لم ينحازوا خلال الثورة الحسينية إلى أيٍّ من الجانبين .

4 . اللّااُباليّون والانتهازيّون

يشكّل الأشخاص اللّااُباليّون والانتهازيّون نسبةً ملفتةً للنظر من المجتمعات المختلفة ، وكانت في الكوفة أيضاً طائفة لم تكن تميل إلى أهل البيت عليهم السلام ولا إلى بني اُمية ، بل كانت تركّز اهتمامها على إشباع بطونها وشهواتها ، فكانت تتبع كلّ مَن أمّن حياتها .

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۸۱ .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۲۳۵ .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۰۹ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
422

3 . المجتمع الكوفي من الناحية السياسية

يمكن تقسيم القسم المسلم من سكّان الكوفة إلى أربعة أقسام :

1 . موالو أهل البيت عليهم السلام

أشرنا سلفاً إلى أنّ الكوفة كانت في عهد الثورة الحسينية مركز موالي أهل البيت عليهم السلام ، ولكن يجب الالتفات إلى أنّ هذا لا يعني أنّ جميع الذين كانوا يعبّرون عن ولائهم لأهل البيت عليهم السلام ، كانوا من أتباعهم الخلّص ، و«شيعة» بالمفهوم الحقيقي للكلمة ، بل إنّ أنصار أهل البيت عليهم السلام ومدّعي التشيّع في ذلك العصر كانوا ينقسمون إلى عدّة مجاميع سنسلّط الضوء عليها فيما يأتي .

2 . موالو بني اُميّة

كان موالو بني اُمية يشكّلون نسبة ملفتة للنظر من أهل الكوفة أيضاً ، فكان هناك أشخاص كثيرون قد انجذبوا إليهم في ذلك العصر ؛ نظراً إلى مرور عشرين سنة على حكم الاُمويّين في الكوفة ، وكانوا يتمتّعون بتنظيمات قويّة .
ويعدّ أمثال : عمرو بن الحجّاج الزبيدي ، يزيد بن الحرث ، عمرو بن حريث ، عبد اللّه بن مسلم ، عمارة بن عقبة ، عمر بن سعد ومسلم بن عمرو الباهلي من زعماء موالي بني اُمية في الكوفة ۱ . وهؤلاء هم الذين كتبوا إلى الشام عندما شعروا بالخطر من نجاح مسلم بن عقيل في مهمّته ، وضعف النعمان بن بشير والي الكوفة وفتوره ، وهيّأوا الأرضيّة لعزل النعمان وحكم ابن زياد . ۲
وقيل : إنّ رؤساء قبائل الكوفة ووجهاءها كانوا من هذا الحزب ، وهذا ما أدّى إلى مَيل الكثير من الأهالي إلى هذا الجانب .

1.مقتل الحسين للمقرّم : ص ۱۴۹ ، حياة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۳ ص ۴۴۱ .

2.راجع : ص ۶۹ (الفصل الرابع / إعلام يزيد بمبايعة الناس لمسلم وضعف النعمان بن بشير) .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 174910
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي